يستخدم التيار السلفى السوشيال ميديا فى نشر فتاويهم الشاذة وينشرنها على أوسع نطاق، وهو ما يتطلب سرعة مواجهة هذا الأمر عبر تشريعات تضمن وقف استغلال التيار السلفى لمواقع التواصل الاجتماعى لنشر تلك الفتاوى، ومواجهته بحسم.
فى هذا السياق انتقد الداعية الأزهرى أحمد البهى استمرار شيوخ التيار الإسلامى، وعلى رأسهم السلفيين فى إصدار الفتاوى ونشرها عبر السوشيال ميديا، معتبرا ذلك يحدث أضرارا، داعيا لإصدار تشريعات تواجه هذا النوع من اصدار الفتاوى، قائلا: " حتى الآن لم نجد تشريعات كافية تمنع غير المتخصصين مثل هؤلاء فى إصدار الفتاوى".
وأضاف: "مشايخ التيار السلفى وكل خارج عن عباءة الأزهر والمؤسسات الرسمية لهم أضرار أكبر من نفعهم، لأنهم يثيرون البلبلة فى كل مناسبة كالاحتفال بالأعياد الوطنية والمناسبات كشم النسيم وغيره"، واصفا إياهم بالبوابة التى تجدد المسائل الخلافية".
وشدد على فكرة التخصص، قائلا: "التخصص فى إصدار الفتاوى هو أمر مهم للغاية، خاصة أن صدور فتاوى شاذة أو تتعارض مع الأعراف والتقاليد وسماحة الدين تحدث حالة فوضوية كبيرة، ولذلك يجب أن يكون هناك قوانين تردع من غير المتخصصين الذين يصدرون فتاوى عبر السوشيال ميديا".
من جانبه قال طه على، الباحث السياسى، إنه نظرا لخطورةِ الفتوى وتأثيرها على الاستقرار الاجتماعي فإن الدولة مطالبة بالمزيد من ضبط فوضى الفتاوى التى تصدر من التيار السلفى والتي عانى منها المجتمع المصري خلال السنوات الأخيرة وبخاصة بعد 25 يناير 2015 حيث أصبحنا بصدد عشوائية طالت كل شيء وفي مقدمة ذلك كانت الفتاوى.
وأضاف الباحث السياسى، أنه تم توظيف الفتوى سياسيا من جانب تيار "الإسلام السياسى" وبخاصة مع استفتاء مارس 2011 الذي شهد توظيفاً فعالا للفتوى خلال عملية الحشد للتصويت بـ "نعم" لصالح أهداف الإخوان واتباعهم، وقد وصل حد "اللامعقول" في تلك الأيام إلى أن أفتى وجدي غنيم بمنع الليبراليين والأقباط من المشاركة في التصويت.
وتابع طه أنه يجب على التيار السلفي مصاب بهوس الفتوى وفي مقدمته ياسر برهامي الذي نصب نفسه مفستى المسلمين وكانت أشهر فتاواه السياسية هي ضرورة التصويت للتحالف الذي قاده الانتخابات خلال الانتخابات البرلمانية عام 2012، كما أفتى نشأت أحمد عضو مجلس أمناء الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح الموالية للإخوان بأن "دعم محمد مرسي لم يكن اختيارا من الهيئة بل هو اختيارا من الله".
واستطرد الباحث السياسى: تكمن خطورة عشوائية الفتوى، في توظيفها سياسيا، لأنها تحدث شقاقاً مجتمعي حيث ينقسم المواطنون على إثر هذه الفتاوى ما بين مؤمن سوف يدخل الجنة، وكافر سوف يدخل النار، وبالتالي يجب محاربته الأمر الذي يدعم الإرهاب والتطرف في المجتمع.
فيما أكد عبد الشكور عامر، الخبير فى شؤون الحركات الإسلامية، ضرورة مواجهة مساعى التيار السلفى لنشر فتاويه عبر مواقع السوشيال ميديا، موضحا أن سبب الفوضى فى إطلاق الفتاوى الدينية من التيار السلفى هو عدم وجود قوانين رادعة لمثل هؤلاء الذين ينشرون فتاوى بدون تخصص والذين يختزلون الخطاب الدينى فى جزء من مظاهر الدين ويتجاهلون روحه وعمقه وثوابته التى تدعو إلى التيسير والتسامح وتنهى عن الغلو .
وأضاف الخبير فى شؤون الحركات الإسلامية، أنه يجب على مؤسسات الدولة التشريعية والدينية الرسمية أن تتصدى لمثل هؤلاء الذين يثيرون الفوضى والبلبلة بخطابهم الدينى الخارج عن سياق وروح الشريعة من دعاة التيك أواى والفضائيات من السلفيين وغير المؤهلين والذين يروجون لجماهاتهم وأفكارهم المتطرفة من خلال بعض المنصات الإعلامية مدفوعة الأجر .