تعد زراعة وصناعة زهور القطف ونباتات وأشجار الزينة والورود كنوز مصرية، تتفوق على غيرها من المحاصيل الحقلية والبستانية، سواء من خلال المردود الاقتصادى المربح، التى يطلق عليها صناعة الدولارات، أوتوفير فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، كما أنها من المشروعات عالية الربح، مقارنة بغيرها.
صناعة تعتمد على الاستفادة من الميزة النسبية لمصر فى زراعة هذه الأنواع، بسبب الموقع الجغرافى وقربه من الاتحاد الأوروبى والدول المستهلكة للزهور والورود، فيما تعتبر النباتات الطبية والعطرية ذات قيمة اقتصادية كبيرة، يزداد الطلب عليها محليا وعالميا، خاصة مع ازدياد التوجه العالمى الحديث للتحول إلى كل ما هو طبيعى، وقد أدى ذلك إلى ارتفاع أسعارها، وأصبح لها أهمية اقتصادية وعائد تصديرى مجزى وتتعدد المجالات التى يمكن أن تستخدم فيها النباتات الطبية والعطرية.
وتبحث الحكومة، إطلاق أول بورصة لتسويق نباتات الزينة وزهور القطف والفاكهة لزيادة مساهمة القطاع فى الدخل القومى والاقتصاد الوطنى للمساهمة فى تسويق هذه المحاصيل دوليا ومحليا، حيث يعد قطاع الزهور من القطاعات كثيفة العمالة حيث يوفر زراعة وتصدير طن واحد من الزهور حوالى 300 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.
المهندس رضا أبو سيف، خبير فى نباتات الزينة، يقول فى تصريحات لـ "انفراد"، إن هناك وعد من الحكومة بإنشاء بورصة الزهور ونباتات الزينة والفاكهة لزيادة مساهمة القطاع فى الدخل القومى والاقتصاد الوطنى، مؤكدا أن هولندا أكبر مصدر لنباتات الزينة فى العالم لكنها لا تنتج ما تصدره، لأنها تستورد من دول أمريكا الجنوبية وأفريقيا وتبيع المنتج بأسعار مضاعفة بعد تغيير العبوة وكتابة الاتحاد الأوروبى عليها، ولابد بالفصل بين نباتات الزينة والخضر فى قواعد الاستيراد لاختلاف طبيعة كل منهما، كما تمثل إقامة منطقة حرة وسوق دولية لنباتات الزينة تسهيل إجراءات وموافقات التصدير.
وأضاف خبير نبات الزينة، إن هناك طفرة فى تصدير نباتات الزينة والزهور، من خلال زيادة الصادرات من تلك الصناعة المتقدمة و تلبية احتياجات السوق المحلى، والتوسع بـ"لاندسكيب" والمسطحات الخضراء التى يستعان بها لتجهيز لملاعب كرة القدم ، موضحا أن مصر لديها ميزة نسبية فى إنتاج نباتات الزينة والأزهار المقطوفة، وذلك لاعتدال الجو والموقع الجغرافى والخبرة العملية.
وأضاف خبير نبات الزينة، أن التوسع فى زراعات نبات الزينة وزهور القطف لزيادة الصادرات والدخل القومى من العملات الأجنبية، والمساعدة فى أن تصبح مصر حديقة خلفية للدول الأوروبية المتعطشة لزهور القطف، مطالبا بتدشين بورصة للزهور ونباتات الزينة، لخدمة المزارعين والمصدرين، وتجميع مزارعى نباتات الزينة والزهور فى كيان واحد يوفر لهم مستلزمات الإنتاج والخدمات اللازمة وتسهيل عمليات التصدير، والعمل على فتح أسواق جديدة سنويا أمام الصادرات المصرية لتلك الصناعة الهامة.
فيما قال تقرير المحاصيل الزراعية، إن زراعة وصناعة الزهور ونباتات الزينة تتفوق على غيرها من المحاصيل الحقلية والبستانية فى حاجتها للعمالة المكثفة، وهناك طفرة فى تصدير نباتات الزينة والزهور، ويتم حاليا عمل برامج لزيادة الصادرات المصرية من نباتات الزينة وزهور القطف والنبات العطرية والطبية والتوسع فى المساحات المنزرعة خاصة فى الأراضى الجديدة، لزيادة المساحة المنزرعة بـ4 أماكن واعدة بتوشكى والنوبارية والعوينات لدفع الإنتاج وزيادة عائد مصر من العملات الأجنبية والاستفادة بالميزة النسبية لمصر فى توقيت تصدير هذه المحاصيل الأكثر أهمية اقتصادية من ناحية العائد.
وأكد الدكتور عادل الغندور الخبير الزراعى، فى تصريحات لـ"انفراد"، إن نباتات الزينة وزهور القطف من المنتجات التصديرية الهامة، التى تدر دخل كبير على الاقتصاد المصرى، وتوفر فرص عمل وهو مايستجوب النهوض بها والتوسع فى المساحات المنزرعة ، موضحا أن إنشاء بورصة للزهور ونباتات الزينة فى مصر، وتوحيد المواصفات القياسية المصرية لتتناسب مع العالمية ووضع ضوابط لها تبدأ من الزراعة وحتى التسويق تزيد الصادرات، مؤكدا أن 80% من إنتاج نبات الزينة وزهور القطف لدى صغار المزارعين ولابد من توحيد كيان لهم.
وأضاف الخبير الزراعى، أن الدول العربية تعد من أكبر الأسواق المستوردة لنباتات الزينة المصرية، وهناك طلب كبير للزهور المصرية فى عدد من البلدان الأوروبية، مشيرا إلى أن القيمة الاقتصادية للنباتات الطبية والعطرية على كونها محصولا تصديريا داعماً للدخل القومى ومشروع اقتصادى متكامل يفتح المجال لإقامة العديد من الصناعات التى ترتبط بهذه المنتجات الزراعية، مما يساهم فى توفير فرص عمل كبيرة للشباب، خاصة وأن مصر تمتلك مقومات التوسع فى هذا المجال.
وقال الدكتور السعدى بدوى، مستشار وزارة الزراعة للحدائق النباتية، إن الوزارة تسعى ل
لإنشاء بورصة للزهور والنباتات الطبية والعطرية، هدفها دراسة الأسواق العالمية واحتياجاتها وزيادة الصادرات، بالإضافة إلى تحديد الأسعار والجودة، مشيرا إلى أن مصر لديها ميزة نسبية فى إنتاج نباتات الزينة والأزهار المقطوفة، وذلك لاعتدال الجو والموقع الجغرافى والخبرة العملية، والقرب من الأسواق الدولية المستهلكة لهذه المنتجات، مشيراً إلى أن مصر كانت تستورد العديد من النباتات لسد احتياجات السوق منها.
وأوضح تقرير، أنه فيما يتعلق بأزهار القطف فإن المساحات المزروعة بها مازالت متواضعة، فلا تتعدى مساحتها بضع مئات من الأفدنة، وهذه تغطى احتياجات السوق المحلية، مع تصدير نسبة للخارج، خاصة السوق العربية، مؤكدا أن عائد التصدير من زهور القطف ونباتات الزينة يتراوح ما بين 70 و80 مليون دولار، رغم أن هذا الرقم متواضع، مشدداً على ضرورة الاهتمام بهذا القطاع للنهوض به وتحقيق ما تستحقه مصر من زيادة التصدير الذى يعود بالدعم للاقتصاد القومى.