الجيش الأمريكى يحقق "العلامة الكاملة" فى إدارة الأزمات.. كيف تعامل البنتاجون مع شطحات ترامب السياسية؟.. إدارة ملف "العرض العسكرى" كشفت "حكمة الجنرالات".. حسم قاطع لـ"محاولات التسيس".. وزيادة الرواتب آ

حروب دامية، ومغامرات عسكرية خارج الإقليم، ومقاطع فيديو لمناورات رسمت ـ ولا تزال ـ صورة ذهنية لجيش لا يقهر، بهذه الحالة عاش الملايين حول العالم ليتابعوا الجيش الأمريكى ووحداته المختلفة، كما تابعوا مشاركاته فى تحرير الكويت، والحرب الأفغانية وغزو العراق على الشاشات. ومع دخول عصر السوشيال ميديا، اتسعت دائرة المتابعين للحسابات الرسمية وغير الرسمية لأفرعه وأنشطتها فى كافة مناطق النزاعات، إلا أن دخول الرئيس الأمريكى دونالد ترامب البيت الأبيض فى يناير 2017 كشف ـ رغم كثرة المتابعين ـ الكثير من التفاصيل التى كانت غائبة خلف تلك الهالة المحيطة بآلاف الجنود وترسانة الأسلحة فائقة التطور، وأزال الستار عن كواليس علاقة ما كانت قبل ذلك مكشوفة بين ساكن البيت الأبيض والبنتاجون، وأظهر قبل ذلك كله حكمة "الجيوش الكبرى". فتنة العرض العسكرى فى العام الأول من ولايته أقدم ترامب على خطوة لم تكن مألوفة فى التاريخ الأمريكى من قبل، بدعوته لتنظيم "عرض عسكرى" بمشاركة أفرع الجيش المختلفة لتكريم المحاربين القدماء، وهى الخطوة التى كانت بمثابة مفاجأة غير متوقعة من قبل جنرالات الجيش الأمريكى السابقين والحاليين على حد سواء، معتبرين أن مثل تلك الاحتفالات أكثر شيوعاً فى دول الشرق الأوسط وبلدان العالم الثالث. وتحدث حينها خبراء عسكريين، وجنرالات لوسائل إعلام أمريكية من بينها "واشنطن بوست"، مؤكدين أن تلك الخطوة تشكل "إلهاء" غير مرحب به للقوات وستظهر الجيش بصورة الترويج للرئيس والالتزام بقراراته لا بالقانون والدستور. وتعاملت المؤسسة العسكرية الأمريكية بقدر عال من الحكمة، فبخلاف جنرالات الماضى وكبار الضباط المتقاعدين الذى اختاروا التحدث لوسائل الإعلام برسائل الرفض والانتقاد، كان جنرالات الحاضر ومسئولو البنتاجون يتعاملون بقدر عال من الحكمة وفق ميزان سياسى بالغ الدقة، حيث رحب رئيس هيئة الأركان الجنرال جو دانفورد فى أول تعليق على دعوة ترامب، قائلاً إن قيادات الجيش تجرى مراحل تخطيط أولية لتنفيذ توجيهات الرئيس، وتنظيم هذا الاحتفال، إلا أن هذا التصريح لم يكن إلا محاولة لكسب الوقت. وأمام إصرار الرئيس القادم من خارج المؤسسات الأمريكية، توالت الأنباء بشأن العرض العسكرى والترتيبات والتجهيزات، لتنجح المؤسسة العسكرية الأمريكية نهاية المطاف فى مخاطبة عقلية "رجل الأعمال" ترامب، وإقناعه بعدم جدوى تنظيم مثل هذا العرض لارتفاع التكلفة، ليعلن الرئيس الأمريكى التراجع عنها بعدما تبين أن ترتيباتها تحتاج 92 مليون دولار أمريكى. هيبة الرئيس واحترام المؤسسات المواقف الكاشفة لطبيعة تحركات البنتاجون داخل الولايات المتحدة الأمريكية خلال عهد ترامب والتى تعكس كيف يفكر الجيش فى دولة عظمى لم تقتصر على التعامل مع أزمة "العرض العسكرى"، وإنما ظهرت فى العديد من المناسبات التى تحدث خلالها جنرالات الجيش بالكثير من الحكمة خاصة فى ظل سياسة الرئيس الأمريكى القائمة على الانسحاب من ميادين القتال خارج الحدود لترشيد النفقات إعمالا لشعارات "أمريكا أولاً" و"أمريكا عظيمة مجدداً" التى رفعها ترامب خلال حملته الانتخابية. وبطريقة تصون عمل المؤسسة العسكرية وقواعدها، ولا تجرح هيبة الرئيس تدخل البنتاجون ليفرض آلية تنفيذ لقراراته قائمة على مبدأ الانسحاب التدريجى، أو الانسحاب الجزئى الذى يضمن التدخل السريع عند الضرورة فى ميادين الحرب ضد تنظيم داعش فى الشرق الأوسط. فبعدما وقع ترامب أمر الانسحاب من الأراضى السورية على سبيل المثال، قال الجنرال جوزيف فوتيل قائد القيادة المركزية الأمريكية فى الشرق الأوسط أنه "لا يواجه أى ضغوط لسحب القوات من سوريا"، فى عبارة تصون هيبة الرئاسة من جهة، وتحفظ سيادة المؤسسة العسكرية من جهة أخرى. وتابع الجنرال الأمريكى فى جلسة استماع أمام مجلس النواب، بداية مارس الماضى: "ما يقود مسار الانسحاب هو مهمتنا المتمثلة في هزيمة تنظيم داعش وهذا هو تركيزنا الأساسي والتأكد من أننا نحمي قواتنا وأننا لا ننسحب بطريقة تزيد الخطر على قواتنا". وتابع : "لا أتعرض في الوقت الحالي لضغط للوفاء بموعد محدد". الترفع عن خلافات السياسة ولا تخلو ولاية ترامب الأولى والتى تقترب من محطتها الأخيرة من أزمات عدة أزمات سياسية كان الجيش طرفاً فى الكثير منها، إلا أن حكمة الجنرالات كانت مقدمة على ما سواها. ولعل آخر تلك الأزمات حالة الجدل التى صاحبت زيارة ترامب التى أجراها إلى اليابان قبل قرابة أسبوعين ، بعدما نشرت تقارير إعلامية أمريكية أنباء عن اعتراضه على مشاهدة السفينة العسكرية "يو اس اس جون ماكين"، والتى تحمل اسم المعارض الأبرز لسياسات الرئيس، السناتور الراحل جون ماكين والذى توفى قبل عام بعد صراع مع مرض السرطان. وبدأت الأزمة بعدما نشرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية تقريراً قالت خلاله إن البيت الأبيض طالب بألا تكون السفينة الحربية متواجدة فى مسار رحلة الرئيس الأمريكى، وهو ما دفع البحرية الأمريكية لإصدار بيان أن ينهى ترامب زيارته لليابان، قالت خلاله إن اسم السفينة يو إس إس جون ماكين لم يتم حجبه خلال زيارة الرئيس لليابان فى يوم الذكرى و"البحرية تفتخر بهذه السفينة وطاقهما وما يحمل اسمها وتراثها". بيان البحرية الأمريكية حمل بدوره رسائل واضحة دفعت الرئيس الأمريكى إلى نفى الواقعة جملة وتفصيلاً عبر تويتر، وقال فى ذلك الحين : "لم يتم إبلاغى بأى شىء يتعلق بسفينة البحرية يو إس إس جون ماكين خلال زيارتى الأخيرة لليابان، ومع ذك فقد أحببت أنا والسيدة الأولى التواجد مع رجال ونساء جيشنا العظيم، يا لها من مهمة رائعة يقومون بها". انتزاع سلس للامتيازات ورغم ما شهدته علاقة ترامب والجيش من "مطبات" خلال السنوات الثلاثة الماضية، إلا أن الأخير استطاع انتزاع المزيد من الحقوق والامتيازات، وهو ما ظهر جلياً فى ملامح الميزانية الجديدة لوزارة الدفاع الأمريكية التى باتت قاب قوسين أو أدنى من اعتمادها بشكل نهائى. وتتضمن الميزانية الجديدة لعام 2020 التى نالت موافقة لجنة الشئون العسكرية بمجلس الشيوخ زيادة 33 مليار دولار عن ميزانية العام الحالى، بواقع 750 مليار دولار مقابل 717 مليار، وهى الزيادة التى اعتبرها مسئولون عسكريون فى الولايات المتحدة بمثابة تحرك لضمان التفوق الأمريكى فى ظل تطور مستوى الجيوش المنافسة على مستوى العالم. وخلال مناقشات بنود الميزانية تعامل مسئولو الجيش الأمريكى مع وسائل الإعلام بقدر من الشفافية لخلق رأى عام داعم لتلك الزيادات، حيث قال الفريق أريك ويسلى مدير مركز تحسين المهارات القتالية بوزارة الدفاع إن خطط بلاده لزيادة النفقات العسكرية تأتى بشكل متسق مع القدرات المتنامية للمنافسين فى الدول الأخرى. وتابع لويسلى فى تصريحات نشرتها وسائل إعلام أمريكية: "الجيش على مدار 15 عاماً كاملة وهو يقاتل على نظام اللواء، وذلك لأنه يقاتل بشكل رئيسى ضد الجماعات الإرهابية، ما يستوجب الحفاظ على التطوير المستمر للقدرات العسكرية". ونص مشروع ميزانية الدفاع الجديدة على تخصيص 576 مليار دولار للنفقات الأساسية للبنتاجون، فيما سيتم استخدام المبلغ المتبقي لتمويل العمليات العسكرية خارج حدود البلاد. وكشف أعضاء لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكى أن خطة الموازنة الجديدة تشمل 3.6 مليار دولار لتحل محل أموال البناء التى تم أخذها من مشروعات الجدار الحدودى، وهو ما وصفه المشرعون بالخطة الواقعية لإنفاق دفاعى أكبر خلال العام المقبل. ويبدو أن الجيش الأمريكى فى طريقه لتحقيق "العلامة الكاملة" فى التعامل مع وداخل إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب خلال الولاية الرئاسية الأولى التى قاربت على الانتهاء، فبخلاف خروج المؤسسة من مواقف عدة كانت لتسبب حرجاً لقيمة وقامة المؤسسة العسكرية الأمريكية، استطاع البنتاجون انتزاع امتيازات آخرى فى الميزانية المرتقبة ممثلة فى زيادة الرواتب الأكبر منذ 10 سنوات، بواقع 3.1 % ارتفاع لرواتب الضباط والأفراد والموظفين على حد سواء.












الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;