تسببت التصريحات الأخيرة للدكتور حسام الملاحى، رئيس قطاع البعثات بوزارة التعليم العالى، فى إثارة أزمة بين رؤساء الجامعات والدكتور أشرف الشيحى، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، إلا أن الوزير أدار تلك الأزمة بدبلوماسية، حسب تأكيد عدد من الحاضرين لاجتماع المجلس الأعلى للجامعات الأخير.
بدأ الخلاف فى موضوع "تصريحات الملاحى"، بهجوم عنيف من عدد من رؤساء الجامعات على رأسهم الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، والدكتور على شمس الدين، رئيس جامعة بنها، رافضين التصريحات التى أدلى بها رئيس قطاع البعثات فى الآونة الأخيرة والتى قال فيها: "الجامعات ليست منفصلة عن الدولة وأقول لمسئولى الجامعات: الوزير رئيسكم شئتم أم أبيتم".
وكشفت مصادر لـ"انفراد"، أن الدكتور أشرف الشيحى، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، نجح فى عدم تصعيد الأمر خلال اجتماع المجلس وكان يمتص غضب رؤساء الجامعات الثائرين بسبب تصريحات الملاحى، مؤكدة أنه وافق على محاسبة رئيس قطاع البعثات وطلب مهلة للتصرف فى الأمر، اعتبرها البعض مراوغة لتهدئة الوضع الحالى على أن مهلة "الملاحى" ستنتهى 15 يونيو المقبل، فيما اعتبرها البعض الآخر رغبة حقيقية فى امتصاص غضب زملائه من رؤساء الجامعات وتأكيد انتمائه الأول لهم.
وأضافت المصادر، أن رئيس جامعة القاهرة قال لوزير التعليم العالى عندما أبلغه برغبة رئيس قطاع البعثات فى الاعتذار عما بدر منه: "فعلا هو كلمنى ولم يكن موبايلى غير متاح ولكننى أغلقت الموبايل فى وجهه ورسالته لا تعتبر اعتذارا وما قاله الملاحى لا يكفيه الاعتذار وإن المناسب فى الموضوع أن يتخذ الوزير إجراء ضده"، وأن عددا من رؤساء الجامعات اشترطوا تقديم الملاحى لاعتذار رسمى وتكذيب لتلك التصريحات الأخيرة.
ورفض عدد كبير من رؤساء الجامعات، الذين حضروا اجتماع المجلس الأعلى للجامعات الأخير، ما أقدم عليه رئيس قطاع البعثات فيما يخص إعداد خطة جديدة لقطاع البعثات وإعلان محاورها دون الرجوع للمجلس الأعلى للجامعات، وهو ما أكد الدكتور أشرف الشيحى، أن الخطة بمجملها مجرد أفكار ولم يصدر بها أى قرار للاعتماد، مشيرا إلى أنه كوزير للتعليم العالى ليس رئيسا لرؤساء الجامعات ولكنه رئيس المجلس الأعلى للجامعات باختصاصات محددة كما أوردها قانون تنظيم الجامعات.
أزمة أخرى شهدها اجتماع المجلس الأعلى للجامعات أمس، إذ أن عددا كبيرا من رؤساء الجامعات دخلوا فى مناقشة حادة مع الدكتور الهلالى الشربينى، وزير التربية والتعليم، عضو المجلس من الخارج، فيما يتعلق بموضوع الدبلومة الأمريكية واعتماد محاولات امتحانات السات الخارجية.
وأكد رؤساء الجامعات رفضهم الكامل للتراجع عن قرار المجلس الأعلى للجامعات السابق فى شهر أغسطس الماضى، بعدم اعتماد محاولات امتحانات السات التى تجرى خارج مصر لطلاب الدبلومة الأمريكية، مستنكرين قرار وزارة التربية والتعليم الخاص بموافقتها على اعتماد المحاولات الخارجية لطلاب الدبلومة الأمريكية.
ورفض رؤساء الجامعات كذلك اقتراح مخاطبة الهيئات المسئولة عن الدبلومة الأمريكية وامتحانات السات "إيمدست – كولدج بورد" بخصوص الأمر السابق، وذلك باعتبار أن هذه الجهات صاحبة مصلحة فى هذه الامتحانات.
واستنكر عدد من رؤساء الجامعات، حصول أحد الطلاب بالدبلومة الأمريكية على 40% مثلا بامتحان السات فى مصر، وسفره للخارج للامتحان بإحدى الدول العربية واجتيازه لامتحان السات هناك بتقدير عالٍ جدا، معتبرين أن الموافقة على قرار التربية والتعليم باعتماد محاولات السات تخل بالفرص، ما تسبب فى إرجاء حسم الأمر بالمجلس الأعلى للجامعات للجلسة المقبلة.
-