- السيسي يؤكد أهمية وقف إمداد الجماعات الإرهابية بالمال والسلاح والمقاتلين الأجانب
- الرئيس: يجب الإسراع فى التوصل إلى حلول سياسية لمختلف أزمات المنطقة بما يحافظ على وحدة الدول وسيادتها ويصون مؤسساتها الوطنية ويحترم خيارات وإرادة شعوبها
- أعضاء الوفد يؤكدون على الدور المحورى الذى تقوم به مصر من أجل تعزيز الاستقرار الإقليمى
استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، الثلاثاء، وفداً من الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلنطى، وذلك بحضور سامح شكرى وزير الخارجية.
وقال السفير علاء يوسف المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس رحب بوفد الجمعية، مشيراً إلى أن بدء التواصل بين الجمعية البرلمانية للحلف والبرلمان المصرى يمثل فرصة طيبة للتعريف بالتطورات التى شهدتها مصر على مدار السنوات القليلة الماضية، فضلاً عن عرض الرؤية والشواغل المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية الدقيقة التى تمر بها المنطقة التى تؤثر على أمن واستقرار دولها، موضحاً ان حالة عدم الاستقرار تلك تمتد لتؤثر ليس فقط على مصر ولكن أيضاً على مختلف دول العالم، إذ طالت آثارها العديد من الدول فى أوروبا والقارة الإفريقية.
واستعرض الرئيس الجهود الجارية لدفع عملية التنمية الشاملة فى مصر على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مؤكداً حرص الدولة المصرية على ترسيخ دولة القانون والمؤسسات، وإعلاء قيم الديمقراطية، بالإضافة إلى العمل على خفض معدلات البطالة.
وأضاف المتحدث الرسمى أن أعضاء الوفد أكدوا على الدور المحورى الذى تقوم به مصر من أجل تعزيز الاستقرار الإقليمى، مشيرين إلى ما يلمسونه من حرص القيادة المصرية وتوافر الإرادة السياسية لمواصلة عملية التحول الديمقراطي، فضلاً عن تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وأعرب أعضاء الوفد عن تطلعهم للتعرف على الرؤية المصرية حيال العديد من الموضوعات ذات الأولوية، وفى مقدمتها مكافحة الإرهاب، والأزمة الليبية، والأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط.
وأكد الرئيس السيسى، على أهمية تضافر جهود المجتمع الدولى من أجل التوصل إلى مقاربة شاملة لمواجهة الإرهاب الذى قد يمتد تأثيره لسنوات طويلة ما لم يتم التحرك الجاد والسريع لتداركها والقضاء على مسبباتها.
وأشار الرئيس إلى أن تلك المقاربة يتعين ألا تقف عند حدود المواجهات العسكرية والتعاون الأمنى ولكن تمتد لتشمل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية، وكذا الأبعاد الفكرية والدينية، فضلاً عن ضرورة شمولها لكافة الدول التى تعانى من ويلات الإرهاب سواء فى المنطقة أو فى القارة الإفريقية، علاوةً على مواجهة جميع التنظيمات الإرهابية دون تمييز، لا سيما أنها تعتنق ذات الأيديولوجية المتطرفة.
وشدد الرئيس، على أهمية وقف إمداد الجماعات الإرهابية بالمال والسلاح والمقاتلين الأجانب، موضحا أن النهوض بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية فى الدول التى تعانى من ويلات الإرهاب، ستساهم أيضاً فى مواجهة ظاهرة الهجرة غير الشرعية وستقضى على المسببات الرئيسية لها.
وفى الشأن الليبى، أكد الرئيس على أهمية اتفاق المجتمع الدولى، لاسيما الدول المعنية بالأزمة، على بلورة رؤية مشتركة لتسوية تلك الأزمة، بما يساهم فى عودة الأمن والاستقرار إلى ليبيا ويحافظ على سلامتها الإقليمية، ويصون مقدرات شعبها، وهو الأمر الذى يقتضى دعم تشكيل وإقرار حكومة الوفاق الوطنى ومساندة مؤسسات الدولة الليبية وفى مقدمتها الجيش الوطنى ليتمكن من بسط الأمن والنظام والاضطلاع بمهامه فى مكافحة الإرهاب.
وأكد الرئيس على أهمية التسوية السياسية لتلك الأزمة وعدم التركيز على الحلول العسكرية، أخذاً فى الاعتبار أن عملية الناتو غير المكتملة فى ليبيا وعدم ملاحقة عناصر التنظيمات الإرهابية وتجريدهم من السلاح مكنت تلك التنظيمات وكذا الميلشيات المسلحة من بسط سيطرتها على عدة مناطق فى ليبيا وزعزعة أمن واستقرار البلاد.
وعلى صعيد الأوضاع فى المنطقة، أشار الرئيس إلى أهمية الإسراع فى التوصل إلى حلول سياسية لمختلف أزمات المنطقة بما يحافظ على وحدة الدول وسيادتها ويصون مؤسساتها الوطنية ويحترم خيارات وإرادة شعوبها، ويساهم فى تهيئة المناخ السياسى المناسب للتركيز على جهود التنمية والقضاء على البيئة المواتية لانتشار الإرهاب، فضلاً عن أهمية تحقيق التوازن فى المنطقة بما يدعم أمنها واستقرارها، ويعزز من قيم الاحترام المتبادل، وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول.
ورداً على استفسار أعضاء الوفد، أكد الرئيس على عميق الأسف الذى تبديه مصر على المستويين الرسمى والشعبى لمقتل الباحث الإيطالى جوليو ريجيني، مشيراً إلى اعتزام مصر مواصلة تعاونها الكامل وبشفافية تامة مع الجانب الإيطالى للوقوف على ملابسات الحادث وتقديم الجناة للعدالة.
وأشار الرئيس إلى اهتمام مصر بالكشف عن ملابسات اختفاء المواطن المصرى عادل معوض فى إيطاليا منذ أكتوبر 2015، معرباً عن ثقته فى أن العلاقات المصرية الإيطالية الوثيقة والممتدة عبر التاريخ قادرة على التعامل بحكمة مع مثل هذه الحوادث الفردية وعبورها دون تداعيات سلبية على علاقات البلدين والشعبين الصديقين.