"رغم الحر.. السياح فى الأقصر وأسوان".. حضارة الأجداد تٌعيد تألق السياحة الثقافية فى المحروسة.. السوق الإسبانى وأمريكا اللاتينية يتصدران.. وارتفاع معدل الإنفاق لـ70 دولارا.. ومستثمر: نحتاج خطوط طيران ج

من جديد عاد رمسيس الثانى فى وقفته الشامخة يستقبل رواده، ومعبد الأقصر الذى كان مقرا لعبادة آمون لسنوات بدأ يعج بزائريه، وحتشبسوت أول ملكة للبلاد تعطى للسياح درسا عن دور المرأة فى مصر القديمة، وحكايات وأساطير ملوك الحضارة الفرعونية عادت للتداول بعد أن عادت السياحة الثقافية لتألقها. الإحصائيات تشير إلى أن السياحة الثقافية تشهد إنحسار عالميا، ولكن لأن مصر اعتادت أن تسير خلف التيار وتعاند الوقائع، عادت السياحة الثقافية للإنتعاش بقوة فى مصر منذ الموسم الشتوى الماضى، وهو ما أكده تقرير لجنة تسويق السياحة الثقافية والذى كشف عن التغيرات الإيجابى التى حلت بقطاع السياحة الثقافية مقارنة بالعام الماضى. وسيطرت 5 أسواق سياحية على السياحة الثقافية فى مصر خلال الموسم الماضى وهى السوق الإسبانى يليه أمريكا اللاتينية ثم فرنسا، والسوق الألمانى، والسوق الأمريكى، حتى أن بعض الأسواق التى كانت تعرضت للانحسار عقب يناير 2011 عادت للتدفق، منها السوق الاسكندنافى، والنمسا، وبلجيكا وهولندا. معبد ابو سمبل وكان السوق اليابانى الأول دعما لحركة السياحة الوافد من آسيا، وحافظ السوق الهندى على تدفقه بمستوى ثابت، وأكد التقرير أن متوسط الإنفاق اليومى شهد ارتفاع إلى 70 دولارا فى الموسم الماضى، بعد أن كان 25 دولارا عقب 2011. هذه النتائج الإيجابية لها أسباب فى مقدمتها خطة التنسيق التى تتم بين وزارتى السياحة والآثار لإحياء السياحة الثقافية، التى تتفرد مصر فيها بحضارة الفراعنة ذات السبعة ألاف سنة، التى لازالت تبهر العالم بنقوشها ومقابرها ومعابدها ومومياواتها، وكلما مرت الأيام تزداد آثارها بريقا. وتكمن أهمية السياحة الثقافية لمصر فى أنها سياحة عالية الإنفاق وبالتالى متوسط إنفاق الفرد خلال الزيارة مرتفع جدا مقارنة بالسياحة الشاطئية، كما أن متوسط عدد الليالى التى يقضيها فى المقصد السياحى أكثر من عدد الليالى فى أى من الأنواع السياحية الأخرى. لذلك وضعت وزارة السياحة، السياحة الثقافية كأحد أهم محاور الترويج خلال مشاركتها فى المعارض الخارجية، حيث تحرص على تواجد ممثل لوزارة الآثار للحديث عن الاكتشافات الجديدة وافتتاح المتحف المصرى الكبير فى 2020. ومن أهم محاور الخطة وضع جدول زمنى للإعلان عن الاكتشافات الأثرية الجديدة فى المحروسة، فى حضور إعلامى عالمى وحضور دبلوماسى كبير للسفراء الأجانب فى مصر للترويج عالميا لتلك الاكتشافات. وتكمن أهمية تلك الاكتشافات كما أكدت وزارة السياحة فى أنها تفتح شهية السائح بشكل تدريجى حتى نصل إلى نقطة الصفر التى سيتم فيها افتتاح المتحف المصرى الكبير GEM فى 2020، وهو الحدث الذى ينتظره العالم وسيكون هدية مصر للسياحة الثقافية العالمية، وأكدت الوزارة أن السياحة الثقافية تشهد فى مصر انتعاشة كبيرة خلال العام الآخير، على الرغم من أن المؤشرات العالمية تؤكد انحسارها فى كافة الدول الأخرى. الطفرة التى يشهدها قطاع السياحة الثقافية واضحة باعتراف الجميع، حيث أكد إيهاب عبد العال الخبير السياحى وعضو الجمعية العمومية لغرفة شركات السياحة أن الصيف القادم لن يكون فقط للسياحة العربية بل إن هناك جنسيات أجنبية كثيرة، لم يكون مألوف مجيئها إلى مصر فى فترة الصيف، مثل اليابان ودول أمريكا اللاتينية وأسبانيا. وأوضح عبد العال أن تلك الجنسيات تأتى للسياحة الثقافية، وهذا غريب أن تأتى الوفود على الأقصر وأسوان خلال فترة الصيف، لافتا إلى أن الجميع سيرى وفود أجنبية بداية من شهر يونية المقبل، هذا فضلا عن أن الوفود لم تتوقف منذ الموسم الشتوى وحتى الآن، وتلك الجنسيات معروف أنها لا تحب أن تأتى فى الصيف. هذا التغير أرجعه عبد العال إلى أكثر من سبب أولا لانخفاض السعر فى هذه الفترة، كذلك عدم وجود زحام مثل موسم الشتاء، وبالتالى تكون المتعة أكثر، بالإضافة إلى أن الدولة أصبحت تهتم بالسياحة الثقافية، وهذا هو الدرس الذى أخذناه خلال السنوات الماضية، متوقعا أن تشهد السياحة الثقافية انتعاشة قوية لمدة أربعة سنوات مقبلة بسبب توقفها خلال السنوات الماضية. وأكد على ضرورة استمرار الاهتمام بالسياحة الثقافية لأنها طوق النجاة بالنسبة للسياحة المصرية، فالسياحة الشاطئية متواجدة فى 130 مقصد سياحى حول العالم، أما السياحة الثقافية فهى محور هام ويميز مصر فقط، وبالتالى لابد من الاهتمام بها، مشيرا إلى أن العمل خلال شهور الصيف مؤشر جيد. إلا أنه طرح عائق لازال يعرقل من تدفق السياحة الثقافية وهو الطيران، حيث أشار الخبير السياحى إلى أن الناس التى ترغب فى أن تأتى لمصر موجودة، ولكن لازال لدينا عائق وهو الطيران المباشر، والذى يعد أحد أهم التحديات التى تواجه السائح الراغب فى السياحة الثقافية. وقال أنه مثلا ألمانيا أكثر دولة جلبت وفود سياحية خلال 2018، ولكن عندما تعرض على السائح أن يأتى إلى الأقصر يتردد كثيرا بسبب طول الرحلة، لأنه سيأخذ الطائرة من ألمانيا للقاهرة أربعة ساعات ونصف ثم يقضى ترانزيت فى المطار حوالى 4 ساعات ثم ساعة طيران إلى الأقصر، وبالتالى فإنه يستهلك 10 ساعات طيران حتى يصل إلى المقصد، هذا بخلاف الدول البعيدة مثل اليابان والصين وأمريكا والتى تعشق السياحة الثقافية، ولكن لو هناك طيران مباشر سيكون الأمر أيسر كثيرا، وهذا ملف هام يجب التعامل معه بين وزارة السياحة والطيران.




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;