كشفت مصادر من شركة النصر لصناعة الكوك، إحدى شركات القابضة للصناعات المعدنية التابعة لقطاع الأعمال العام، أن سبب تراجع الشركة وبلوغ الخسائر العام الماضى لنحو 122 مليون جنيه، يرجع إلى ضعف الصيانة وتهالك المعدات، وعدم توافر قطع الغيار لعدم وجود سيولة للشراء.
وأشارت المصادر لـ" انفراد" إلى أن الشركة كانت تنتج 1.2 مليون طن كوك سنويا عام 2000، إلا أن الإنتاج تراجع لـ 311 ألف طن فقط، وفق مؤشرات إنتاج العام الماضى .
ضعف بطاريات الشركة
وأضافت المصادر أن رئيس الشركة الحالى أعد موازنة لإنتاج 800 ألف طن العام المالى المقبل، وقوبلت باعتراض من مهندسى الشركة لعدم قدرة البطاريات على إنتاج ذلك، وتم تخفيض الكمية المنتجة للنصف مما يشير لانعزال رئيس الشركة رزق صابر عن مجريات العمل فى الشركة واعتماده فقط على التقاريرالمكتبية .
ولفتت المصادر إلى أن الشركة يمكنها إنتاج نحو 500 ألف طن حال البدء بعمل صيانات لها بشكل جيد، نظرا لأنها تعمل بطاقة تصل لنحو 25% ، والشركة تمتلك حاليا 3 بطاريات بعد هدم البطارية الثالثة عام 2009 لسوء حالتها، ومنذ ذلك التاريخ لم يتم إعادة بنائها حيث تتكلف حاليا نحو 2 مليار جنيه، وكانت تنتج نحو 300 ألف طن عام 2000.
وطالبت مصادر بالشركة بضرورة سرعة صيانة البطاريات أولا،وتطوير وإصلاح الأفران مع توفير السيولة الدولارية لشراء المادة الخام وقطع الغيار ومنع استيراد الفحم واقتصاره على شركة الكوك على أن تحصل بقية الشركات على الفحم المصنع منها وليس من الخارج .
كما طالبت المصادر بتثبيت العمالة المؤقتة، وتعيين عمالة مدربة جديدة مع مراجعة ما تم من إصلاح الأفران من قبل خبراء من بولندا وأوكرانيا الفترة الماضية والتى تكلفت نحو 80 مليون جنيه .
ارتفاع أسعار الغاز على الشركة
من جانبه قال المهندس خالد الفقى رئيس النقابة العامة للصناعات الهندسية والمعدنية لـ" انفراد" إن شركة الكوك متهالكة، وكان لديها 4 بطاريات منها ما يعمل بطاقة 20% فقط، وهناك بطارية تم هدمها وأخرى لا يرجى منها أمل.
وأضاف لـ"انفراد" أن الأزمة تتمثل فى أن الشركة منذ تأسيسها لم يتم إجراء أى تحديثات عليها ، فى الوقت الذى لا تزال الشركة تحصل على سعر المليون وحدة حرارية من الغاز بسعر 7 دولارات فى حين تخفيض السعر لشركات الصلب إلى 4.5 دولار، وهو ما يتطلب تطبيق تخفيض السعر على الشركة أيضا.
ولفت إلى أن تخفيض السعر سيوفر على الشركة 60 مليون جنيه سنويا ،مؤكدا ضرورة التكامل فى الصناعة وتوفير المادة الخام للشركة لإنتاج متطلبات صناعة الصلب .
اللجوء لاستيراد الفحم من الصين
من جانبه قال المهندس عماد حمدى رئيس نقابة الكيماويات أن شركة الحديد والصلب تستورد الفحم من الصين لعدم توفره فى شركة الكوك بانتظام نظرا لحالة الشركة وعدم توفر سيولة كافية .
وأضاف أنه لابد أن يكون هناك تكاملا بين الشركات فى قطاع الأعمال وألا يتم شراء منتجات من الخارج يتم إنتاجها داخليا ، حتى وإن كانت الجودة أقل نوعا ما ، لأن الجودة مع الانتظام سوف تصل للمعدلات المطلوبة والهدف الأسمى الارتقاء بالصناعات الوطنية، وطالب عماد حمدى بعدم استيراد المنتجات التى لها بديل محلى وتخفيض سعر الغاز .
فى السياق نفسه قال صبحى بدير عضو اللجنة النقابية لشركة الكوك إن صناعة الكوك من الصناعات النادرة فى الشرق الأوسط وأن الشركة تأسست عام 1965 والوحيدة فى المنطقة .
ويمثل الكوك عصب صناعة الصلب حيث يتم تبريده بماء الأمونيا ،وكان ينقل لشركة الصلب حتى لجأت الأخيرة للاستيراد من الخارج رغم أن سعر الفحم فى الشركة أرخص مما يتم استيراده من الصين .
وطالب صبحى بدير بضرورة أن تنظر الحكومة للشركة وأن يزورها الدكتور أشرف الشرقاوى وزير قطاع الأعمال العام بهدف الوقوف على جميع احتياجاتها لما تمثله من أهمية كبيرة للاقتصاد.