لا تزال "مصيدة التحرش" تلقى بضحاياها فى بئر الأذى، وفى كل قصة من قصص ضحايا التحرش يكون لون الإصابة مختلف، ففى أسوان تعرضت 4 فتيات لمحاولة معاكسة وتحرش لفظى من أحد الشباب، وعندما اعترضن على ذلك قرر الشباب الانتقام من هؤلاء البنات بمحاولة دهسهن بالسيارة التى يستقلونها، فأصبن الفتيات واضطر الأطباء إلى بتر أصابع قدم إحداهن.
تفاصيل الواقعة بدأت فى المحضر رقم 5616 قسم شرطة أسوان أول، وبحسب أقوال إحدى الضحايا التى تدعى "تغريد.ع" الطالبة بالفرقة الرابعة بكلية التربية بجامعة أسوان، التى بدأت تحكى القصة، قائلةً: "خرجن 4 طالبات بجامعة أسوان لأداء الامتحانات، وبينما نحن نقف بطريق السادات بمدينة أسوان، فى انتظار سيارة أجرة تقلنا إلى الجامعة، إذ أقدم مجموعة من الشباب مستقلين سيارة ملاكى ماركة نيسان لونها أسود تحمل رقم" 8627 ص.و.ى"، وتناوبوا المعاكسة ثم تطور الأمر إلى التحرش اللفظى والتحدث بألفاظ خادشة، خلال لحظة عبور الطريق، ثم فوجئنا بعدها بقيام سائق السيارة الملاكى بالدوران بالسيارة بشكل طائش، وفجأة خرجت السيارة عن سيطرة سائقها وصعدت الرصيف واصطدام بنا، فسقطنا على الأرض، واجتمع الناس على صوت صراخنا وسمعنا أصوات تنادى "أطلبوا الإسعاف".
وتابعت "تغريد" حديثها قائلةً: إن الشباب تعمدوا ما فعلوه، إلا أن الأمور خرجت عن السيطرة فى النهاية، ولكنهم حاولوا دهسنا والاستعراض بالسيارة أمامنا فى محاولة لإخافتنا، وليس حولنا ولا فى الطريق أحد سوى الطلاب لأن الوقت كان مبكراً فى حوالى الساعة السادسة صباحاً، وكنا متجهين إلى الجامعة لتأدية الامتحانات، موضحةً بأن الشباب كانوا أكثر من اثنين وبالفعل حدث حالة تحرش لفظى، وعلقت قائلة: "عندما رأيتهم اقتربوا علينا قلت للبنات مش هيسبونا فى حالنا وبالفعل حدث كما توقعت"، وعلقت أيضاً: "عاوزين حقنا إحنا تبهدلنا بدون ذنب، وكنا فى طريقنا للامتحان، وأصبحت الحالة النفسية لنا سيئة جداً بسبب ما تعرضنا له".
"فاطمة.ع" إحدى ضحايا الواقعة أيضا، ولكنها كانت الأكثر ضرراً بعد أن أصيبت بإصابات بالغة واضطر الأطباء لبتر أصابع قدميها، بعد أن تم نقلها إلى مستشفى أسوان الجامعى وأجرى الأطباء لها جراحة صعبة، ووسط آلامها تحكى "فاطمة" عن ذلك اليوم المؤلم بالنسبة لها قائلةً: "عند خروجى من السكن ذاهبة للامتحان، فى حوالى السادسة صباحا اعتدى علينا مجموعة من الشباب بالتحرش اللفظى قبل مرور الطريق الرئيسى لخزان أسوان، ثم فوجئت أنا وزميلاتى باستمرار ملاحقة الشباب لنا مرة أخرى، ثم حاولوا دهسنا بسيارتهم واصطدمت بالرصيف وبنا، وأنا رجلى أتقطعت، وزميلتى اتكسر رجلها، والآخرين كدمات"، وأوضحت أيضاً: "دمروا حياتى ومستقبلى وأنا الآن أودى امتحاناتى داخل المستشفى دون تركيز"، معبرة عن حالة الخوف والرعب التى دبت بداخلها وأنها لا تشعر بالأمان مرة أخرى فى النزول للشارع مرجعة السبب فى ذلك إلى هؤلاء الشباب الذين لم يهتموا بأرواح الآخرين ولا بأنفسهم ولكن قد يكون الخطأ فى التربية التى تربوا عليها نتيجة الإسراف الزائد عليهم - على حد قولها – مطالبةً المسئولين بمديرية أمن أسوان بملاحقة هؤلاء الشباب وأخذ حق الفتيات اللاتى تعرضن للأذى وأصبن بعاهات مستديمة.
وفى سياق متصل، تحكى "أمنية.ج" الطالبة بكلية التربية قسم الطفولة بجامعة أسوان: قبل مرورنا الطريق مجموعة من الشباب يستقلون سيارة ملاكى لونها أسود، من داخل شباك السيارة تحرشوا بنا بألفاظ بذيئة وبأصوات تحاول إرعابنا وتخويفنا، وأثناء انتظارنا لسيارة أجرة تقلنا إلى الجامعة إذ بهؤلاء الشباب لا يكفون عن مطاردتنا حتى بعد عبورنا الجهة الأخرى من الطريق وعندما حاولوا الالتفاف بالسيارة من أمامنا اصطدموا بنا فأصابتنا السيارة بكدمات بالظهر بينما باقى زميلاتى أصبن بإصابة بالغة.
وأضافت الضحية الرابعة "إيثار.ع" الطالبة بكلية التربية قسم اللغة الإنجليزية بجامعة أسوان، أنها من مركز نصر النوبة بمحافظة أسوان، ولكنها تقيم داخل سكن الطالبات، وبعد تعرضهن للإصابة نتيجة اصطدام سيارة هؤلاء الشباب نقلتهن الإسعاف إلى المستشفى بينما فر هؤلاء الشباب بسيارتهم هرباً من بطش الأهالى الذين تجمعوا على صوت الحادث.
يذكر أن النيابة العامة بأسوان قررت حبس اثنين من الشباب المتهمين فى الواقعة 15 يوماً على ذمة التحقيقات، بعد القبض عليهم ومحاولة ضبط باقى الجناة المتورطين فى الواقعة، وكشفت تحقيقات النيابة عن تعاطى أحد هؤلاء الشباب المخدرات خلال وقت الحادث وذلك بعد إجراء تحليل المخدرات لهم، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيال المتهمين.