حالة من الجدل أثارتها هيئة معايير الإعلانات فى بريطانيا، خلال الآونة الأخيرة بعد اتساع دائرة منع وحجب العديد من الإعلانات تحت شعار حماية قيم وأخلاق المجتمع، ومكافحة التنمر وغيرها، وهو الأمر الذى آثار موجه من الانقسام واعتبرها كثيرون بمثابة سلوك يحد بطبيعة الحال من الإبداع.
واستعرضت صحيفة "واشنطن بوست" بعض نماذج الإعلانات التى تم حجبها مؤخراً من قبل تلك الهيئة، مشيرة إلى أن القائمة تتضمن كافة الإعلانات التى تتضمن صورة نمطية ضد النساء أو الرجال، سواء كانت إعلانات تجارية أم إلكترونية أو حملات على السوشيال ميديا.
ومن بين تلك الإعلانات، إعلان ظهرت فيه امرأة شديدة النحافة لمنتج لإنقاص الوزن، ولاقى الإعلان ردود فعل كبيرة لكنها لم تكن تلك التى يريدها القائمون عليه، حيث وقع أكثر من 70 ألف شخص على عريضة إلكترونية تصر على وقف الإعلان؛ وقد أدت هذه الحملة إلى بدء تحقيق من قبل هيئة معايير الإعلانات فى المملكة المتحدة، وكانت النتيجة هى منع الإعلان، وغيره من الإعلانات التى تتضمن صور نمطية على أساس النوع مثل تلك التى يظهر فيها العارضات شديدى النحافة المرتديات للبكينى.
وأشارت الصحيفة إلى أن التوجيهات الجديدة والتى صدر بموجبها قراراً قبل أيام، تحظر الإعلانات التى تشهد تجسيدا تعتبر أنثوية أو ذكورية، وأيضا الرسائل المهينة حول صورة الجسد. ويشمل هذا مسلسلا على سبيل المثال يظهر أطفال يتسببون فى فوضى بينما يقوم رجل ببسط قدميه وتقوم امرأة بالتنظيف، أو إعلانات تظهر رجلا لا يستطع تغيير حفاض للطفل أو امرأة لا تستطيع ركن السيارة، كما أن الإعلانات التى تربط صورة الجسم واللياقة البدنية بحياة رومانسية أو اجتماعية ناجحة محظورة أيضا، وكذلك أيضا الإعلانات التى تقلل من أهمية الرجال للقيام بمهام أنثوية نمطية.
وقال جارى باركر الرئيس التنفيذى لهيئة معايير الإعلان فى بريطانيا، إن الصورة النمطية المماثلة يمكن أن تسهم فى عدم المساواة فى المجتمع، وهو أمر سيكون له ثمن على الجميع.
واعتباراً من الجمعة، أطلقت هيئة معايير الإعلانات فى بريطانيا حظر على التنميط الجنسى فى الاعلانات
وكانت بريطانيا أطلقتحظرا على التنميط الجنسى فى الإعلانات، حيث طلبت من جميع وسائل الإعلام المرئية والمطبوعة والإلكترونية، ووسائل التواصل الاجتماعى ضمان توافق الإعلانات مع القواعد الجديدة.
وتفيد قواعد "هيئة معايير الإعلان" بأنه يجب على الهيئات الإعلامية تجنب استخدام "أشكال التنميط الجنسى التى يرجح أن تتسبب فى ضرر أو إهانة خطيرة أو واسعة النطاق".
وأعطت هيئة معايير الإعلان أمثلة للإعلانات المستهدفة، بما فى ذلك أي تجسيد لامرأة أو رجل "يفشلان فى مهمة بسبب جنسهم على وجه التحديد".
وقال جاي باركر، الرئيس التنفيذي لهيئة معايير الإعلان: "تظهر الأدلة لدينا حجم الضرر الذى يمكن للتنميط الجنسى فى الإعلانات، أن يسهم به فى عدم المساواة فى المجتمع، وسيقع الضرر على الجميع".
ورحب سام سميذرز، رئيس جمعية "فاوسيت" ومقرها لندن، والتى تدعو إلى حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين، بالحظر، وتابع : "نحن حريصون على أن نرى كيف سيتم تطبيق هذا عمليا".