365 يوما تولى فيها محمد مرسي العياط، رئاسة البلاد هو وجماعته ، فترة كانت مليئة بالأخطاء والكوارث، عام مر على المصريين أشبه بـ"السنة الكبيسة" لما شاهدناه من مواقف مخزية، لتلك الجماعة ولمندوبها فى قصر الرئاسة.
ففى العام الذى تولى فيه محمد مرسى العياط حكم البلاد ، كان الفشل هو عنوان تلك المرحلة فى كافة المجالات حيث سعت الجماعة طوال الوقت لتحقيق مصالحها فقط وفقا لما يتماشى مع مصالحها الخاصة حتى وان تم ذلك فى اطار يتعارض مع معتقداتها الفكرية والتى طالما نادت بها قديما.
سيل من التصريحات والعبارات المتناقضة والتى لم يتهاون محمد مرسى العياط على الإدلاء بها فى المحافل الدولية والمناسبات المحلية والتى من المفترض ألا تصدر عن رئيس دولة بحجم مصر ، كانت اشبه بالطلاسم والشفرات، لم تقدم حلولا جذرية لكثير من المشكلات التى انتظر الشعب ان يأتى بها مرسى باعتباره شخصا مسئولا عن هذا البلد .
وفى عمل مصور جديد لـ "انفراد" تحت عنوان "الخطايا" نوثق ونذكر بأبرز تلك التصريحات والمواقف المتناقضة والتى ربما عجلت بنهاية محمد مرسى العياط وجاءت مغايرة لمعتقدات جماعة الإخوان الإرهابية نفسها ورسمت أبعادا لشخصية تربت على السمع والطاعة فى كنفها وكشفت ايضا عن طريقة تفكير شخص تولى يوما ما مقاليد حكم هذا البلد .
كما نرصد مراحل الإنحدار للهاوية والتى بدأت منذ ظهوره فى ميدان التحرير يونيو 2012 وحتى عزله فى يوليو 2013 ، وما تخلل تلك الفترة من أزمات وتدهور للعلاقات مع كثير من الدول ، نتيجة لحكم خاطئ وفترة انتقالية شهدت فيها مصر أصعب المراحل .
ففى هذه الفترة استخدم محمد مرسى العياط سيل من المفردات والتصريحات التى لا يمكن أن تخرج من رئيس دولة ، والغريب أن معظمها كانت فى مراسم دولية ولقاءات داخلية وخارجية ، مصطلحات غريبة استخدمها مرسي لمحاولة إخفاء الأزمات التى أوقع فيها مصر فى تلك الفترة ، فمثلا فى مارس 2013 .. كان لمرسى لقاء شهير مع الجالية المصرية بقطر كان من المفترض أن يتناول الحديث الوضع الإقتصادى المصرى وسبل تحسينه والنهوض به مثلما يفعل قادة الدول الأخرى ، ولكن تفاجئ الجميع بمصطلحات غريبة ادلى بها مرسى وأثارت دهشة الحاضرين بحثا عن تفسيرا لها عندما قال "لو القرد مات القرداتى يشتغل ايه" ، وكذلك عباراته "56743 والحارة المزنوقة " التى قالها خلال رسالته الموجهة للمعارضة فى أعقاب المظاهرات التى اشتعلت ضده بسبب الإعلان الدستورى .. وكثير من الكلمات الأخرى مثل " نحافظ على سلامة الخاطفين والمختطفين " عندما وجه بسرعة التدخل لإنقاذ جنود رفح المختطفين فى عهده ... " والولد اللى بياخد 20 جنيه علشان ينزل سكينه الكهرباء " فى تعليقه على ازمة انقطاع التيار الكهربائى بشكل متكرر فى تلك الفترة .
هذا بخلاف الموقف الأبرز والذى سيظل عالقا فى أذهان الكثيرين وينم عن تناقضات فكر جماعة الإخوان الارهابية ومواقفها السياسية عندما أرسل لرئيس وزراء إسرائيل "شيمون بيريز" فى 19 يوليو 2012 وكتب إليه عبارة : "عزيزى وصديقى العظيم" وذلك لاعتماد ترشيح السفير عاطف محمد سالم سيد الأهل، ليكون سفيرا فوق العادة، ومفوضا من مصر لدى تل أبيب، وهو الخطاب نفسه الذى أنهاه مرسى بعبارة "صديقكم الوفى.. محمد مرسى" .. وغيره من المواقف والتصريحات التى كانت سببا دفع المصريين الى النزول بالملايين فى الشوارع ،لاسقاط حكم الجماعة ومندوبها فى قصر الرئاسة محمد مرسى العياط ،وستبقى شاهدة على فترة حرجة فى تاريخ مصر لن تنمحى من ذاكرة الشعب بسهولة ،وستظل حاضرة لتنبئنا بالمصير الذى كان ينتظر البلاد لولا ان الله كان رحيما بنا وقدر لنا شيئا أخر.