فى ثالث أيام زيارته لألمانيا، التقى الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء ، ريتشارد لوتس، رئيس شركة السكك الحديدية الألمانية، فى إفطار عمل.
وخلال اللقاء، أشار رئيس الوزراء إلى التحديات التى تواجه منظومة السكك الحديدية فى مصر، والتى تعد من أقدم أنظمة السكك الحديدية فى العالم.
وأضاف مدبولى أن الرئيس السيسى يولى هذا الملف اهتماماً بالغاً ويتابعه على مدار الساعة، من أجل إحداث نقلة نوعية فى هذا المرفق الحيوي الذى يحتاج لعملية تطوير شاملة ورفع كفاءة.
وأكد رئيس الوزراء أن النسبة الغالبة من الحوادث التى وقعت هى نتيجة أخطاء العنصر البشرى، ومن ثم تولى وزارة النقل حالياً اهتماماً كبيراً بتدريب العاملين فى السكك الحديدية، بالتوازي مع جهود ومشروعات تطوير المزلقانات، وكهربة الإشارات.
واستعرض اللقاء خطط وزارة النقل لتطوير السكك الحديدية بالتعاون مع شركات عالمية مثل سيمنز.
وتم التطرق إلى امتلاك مصر لأسطول جرارات قديمة من شركة هينشل، والتى وإن كانت تتميز بالكفاءة العالية، إلا أنها تعمل منذ عام ١٩٧٦ وتحتاج إلى تطوير شامل، ووزارة النقل تحتاج جرارات جديدة تعمل بالديزل لتكون متوافقة مع الخطوط الحالية، وسوف ندرس الاستعانة بالجرارات الكهربائية فى الخطوط الجديدة الجارى إنشاؤها.
وتطرق اللقاء أيضا لجهود تطوير معهد تدريب العاملين فى السكة الحديد فى إطار اهتمام الوزارة برفع كفاءة العنصر البشرى، معربا عن تطلع الوزارة للتعاون مع الجانب الألمانى فى هذا الشأن.
وأبدى رئيس شركة السكك الحديدية الألمانية اتفاقه فى الرأي مع ما ذكره رئيس الوزراء ووزير النقل حول أهمية تطوير ورفع كفاءة العنصر البشرى، معرباً عن استعدادهم التام لتدريب الكوادر المصرية من خلال إيفاد مدربين ألمان إلى معاهد ومراكز التدريب المصرية، لنقل الخبرة الألمانية ورفع مستوى الكوادر المصرية، وإيفاد بعض الكوادر المصرية إلى ألمانيا للتعرف على الطبيعة على التجربة الألمانية واكتساب خبرات عملية، مع دراسة إنشاء مركز تميز بالتعاون مع الجانب الألمانى.
وفى ختام الاجتماع تم الاتفاق على الشروع فى إعداد اتفاق إطارى بين هيئة سكك حديد مصر، والسكك الحديدية الألمانية لتحديد مجالات التعاون المقترحة، والاحتياجات المصرية فى مختلف قطاعات الدعم الفنى، وسبل التمويل، وذلك تمهيداً لبدء تنفيذ التعاون المقترح فى أسرع وقت ممكن.
كما إلتقى رئيس مجلس الوزراء، "بيير ألمر" رئيس القطاع التجارى بشركة بومباردييه للنقل، و "أوسكار فاسكيس" مدير إدارة دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالشركة.
واستهل رئيس الوزراء اللقاء بالتأكيد على خطة الحكومة لتحديث أسطول جرارات السكك الحديدية، من خلال اقتناء جرارات جديدة وإمكانية الدخول فى شراكة مع إحدى الشركات الألمانية لتحقيق هذا الهدف.
وأشار مدبولى إلى أن استحواذ شركة بومباردييه على شركة هينشل التى وردت لمصر من قبل أفضل الجرارات الموجودة بالخدمة، يعطى بومبارديه ميزة نسبية وفرصة سانحة للدخول فى شراكة لتحديث الجرارات الحالية، وبحث شراء جرارات جديدة فى الوقت ذاته، مع إيلاء الاهتمام أيضاً بإمكانية التصنيع المحلى بالتعاون مع الهيئة العربية للتصنيع.
من جانبه أعرب رئيس القطاع التجارى لبومبارديه عن تحمسهم للتعاون مع مصر فيما يخص تطوير الجرارات القديمة، مؤكداً أن الجرارات التى سيتم تطويرها ستعمل بذات كفاءة الجرارات الجديدة، وسيكون لها نفس العمر الافتراضي كما لو كانت جديدة.
كما أشار إلى استعداد الشركة لمساعدة مصر فى نقل تكنولوجيا تصنيع الجرارات وتوطين هذه الصناعة.
ورحب رئيس الوزراء باستعداد الشركة لتحديث الجرارات القديمة ونقل تكنولوجيا صناعة الجرارات إلى مصر، وطلب من مسئولى الشركة تقديم خطة عمل سريعة حول مقترح يتضمن جدولا زمنيا لتجديد الأسطول القديم ، وتوفير عدد آخر من الجرارات الجديدة، بالتوازي مع العمل على توطين الصناعة فى مصر، وبحث مقترحات توفير التمويل المطلوب.
ومن المقرر أن يقوم مسئولى وزارة النقل غداً بزيارة شركة بومبارديه للتعرف على التصميمات المتوافرة من الجرارات واختيار أنسبها الملائم لمنظومة السكة الحديد فى مصر، ويستعرضوا نبذة عن مشروع المونوريل الذى سوف تنفذه الشركة فى العاصمة الإدارية الجديدة و ٦ أكتوبر، و مراحل التنفيذ، بما فيها مرحلة التشغيل التجريبي، مؤكداً على ضرورة السرعة فى التنفيذ.
كما التقى الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، "برنارد ماتيس" رئيس الاتحاد الألمانى لصناعة السيارات.
واستهل رئيس الوزراء اللقاء بالتأكيد على ان إحدى أولويات الحكومة المصرية، بناء على تكليفات الرئيس السيسى، هى توطين صناعة السيارات فى مصر، مشيراً إلى أنه كانت هناك جهود فى الأعوام الماضية لكنها لم تحقق الهدف المنشود، ومن ثم تعمل الحكومة حالياً على صياغة برنامج واضح وفعال يتضمن حزم محفزات مختلفة، ويستفيد من تجارب الدول الأخرى، من أجل توطين صناعة السيارات فى مصر، سواء السيارات التى تعمل بالوقود التقليدي، أو السيارات الكهربائية.
وأكد مدبولى أن مصر لديها مقومات تنافسية جاذبة يأتي فى مقدمتها العمالة الماهرة، وهو ما يجعل من الممكن أيضاً توفير خدمات لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا بتكلفة تنافسية.
وأشار رئيس الوزراء إلى الاتفاق الذى تم توقيعه مع مرسيدس أول أمس، والمباحثات الجارية مع شركة بى إم دبليو، بالإضافة إلى شركات عالمية أخرى من أجل التوسع فى صناعة السيارات فى مصر، لتتحول مصر فى غضون سنوات قليلة إلى مركز لتصدير السيارات للمنطقة.
من جانبه، أشاد المسئول الألمانى بتوجه الحكومة المصرية نحو توطين صناعة السيارات، مؤكداً أنهم فى الاتحاد الألمانى لصناعة السيارات ناقشوا ملفات التعاون مع مصر، ويعدون حالياً لإيفاد وفد من مسئولى شركات السيارات الألمانية إلى مصر، لبحث كل جوانب التعاون فى هذا المجال.
من جانبه، رحب رئيس الوزراء بعزم الاتحاد إيفاد وفد من الشركات الألمانية، مؤكداً استعداده للالتقاء بهم خلال زيارتهم للقاهرة، كما وجه بقيام وزارة التجارة والصناعة، وسفارة مصر فى برلين، بالتنسيق مع الجانب الألمانى لضمان ترتيب برنامج جيد للزيارة.