جمعهما طريق المخدرات، وظنوا أنه السبيل الوحيد لكسب الرزق، بدءا نشاطهما فى بيع الحشيش وترويجه على عملائهما بمنطقة ميت عقبة، ومع الوقت ازداد عدد زبائنهما، حتى أنهم باتوا يتواصلون معهما هاتفيًا، فى حالة رغبوا فى الحصول على شحنة من "مخدر الحشيش"، وظلت الأمور تسير على هذا المنوال، يعدان الشحنات معًا ويقسمانها قطعًا صغيرة، ويتولون ترويجها وبيعها، وفى نهاية اليوم يقتسمان قيمة ما حصلا عليه من أموال بالعدل بينهما.
ولكن الرياح لا تأتى دائمًا بما تشتهى السفن، فقد كان الطريق الذى سلكه "م" و"ع" كلاهما فى العقد الثالث من عمرهما محفوفًا بالمخاطر، ولم يجعل فى صداقتهما الود الذى يحول دون انقلابهما على بعض، تلك اللحظة التى رسمها الشيطان بعناية وأعد له خطة مُحكمة، حتى جاء وقت تنفيذها، وانتهت بمقتل أحدهما، وبقاء الآخر خلف الأسوار الحديدية ينتظر مصيره.
يوم الأحد الماضى اتفق "م" و"ع" على إعداد شحنة من المواد المخدرة داخل منزل الأول بمنطقة ميت عقبة التابعة لدائرة قسم شرطة العجوزة، نظرًا لنفاذ الأموال التى كانت بحوزتهما، وبدأ كلًا منهما فى إعداد المواد اللازمة لخلطها بمجموعة من الأعشاب التى أعداها خصيصًا لهذا الهدف، وبعد إعداد الحشيش، قطعاه لقطع صغيرة؛ لبيعها لعملائهما.
فور انتهاء الصديقان من إعداد شحنة المخدرات، نزل "ع" وباع قطعة من الحشيش إلى أحد زبائنه بمنطقة ميت عقبة، وتقاضى مبلغ مالى قدره 100 جنيه نظيرها، وكانت تلك الـ100 جنيه هى بداية الخلاف بينهما، فقد أراد كلًا منهما الاستئثار بنصيب الأسد من المبلغ الزهيد الذى لا يتجاوز ثمن وجبة غداء لفردين، ولكنها كانت كافية لتخلق الشجار بينهما، والذى طالما مهد الشيطان لخلقه، تشاجر معًا وتبادلا الأعتداء بالضرب.
استل "م" سكين وقرر انهاء ذلك الشجار سريعًا وسدد 5 طعنات نافذة لصديقه، فسقط على الأرض غارقًا فى دمائه، حاول التخلص من جثته واخفائها، ولكن الجيران سمعوا صوت شجارهما واكتشفوا جريمته، ففر هاربًا؛ إلى أن تمكنت الأجهزة الأمنية من تحديد مكانه ألقاء القبض عليه، وبمواجهته اعترف بقتله صديقه قائلًا:"ما كانش قصدى أقتله ولكنه استفزنى".
النيابة العامة بشمال الجيزة فتحت تحقيقات فى القضية، وأمرت بتشريح جثة المجنى عليه ودفنها عقب الانتهاء من ذلك، وطلبت تحريات الأجهزة الأمنية التكميلية حول الواقعة؛ للوقوف على ظروفها وملابساتها، وأمرت بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات التى تجريها.