تتخذ الأزمة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران منحنى تصاعدى، ومع انتهاء مهلة الـ60 يوما التى حددتها طهران اليوم الخميس، سوف تقلص بشكل رسمى من التزاماتها من الإتفاق النووى المبرم فى 2015 مع القوى الكبرى، وذلك ردا على الانسحاب الأمريكى وفرض العقوبات وفشل البلدان المتبقية داخل الاتفاق فى حماية طهران من أثر العقوبات ومساعدتها فى الالتفاف عليها.
خطوة أولى
غدا سوف تبدأ إيران أولى خطواتها، بزيادة مخزون اليورانيوم المخصب لأكثر من الـ300 كيلوجرام بنسبة تخصيب لا تتخطى الـ 3.67%، وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، إن متحدثا باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية صرح، بأن بلاده ستسرع من تخصيب اليورانيوم بعد أن تنتهى غدا مهلة ممنوحة للدول الأوروبية كى تتحرك لمنع هذا.
وقال بهروز كمالوندى المتحدث باسم المنظمة "مهلة المنظمة الدولية للطاقة الذرية لتخطى حد الـ300 كيلوجرام فى إنتاج اليورانيوم المخصب ستنتهى غدا، وبانتهاء هذه المهلة سيتسارع التخصيب".
وتأتى الخطوة الإيرانية بعد يوم من عقوبات مشددة فرضها الرئيس دونالد ترامب على رأس النظام المرشد الأعلى على خامنئى، واستهدفت أيضا 8 من قادة الحرس الثورى لدورهم فى حادث اسقاط الطائرة الأمريكية المسيرة من طراز درون فى الخليج العربى يوم الخميس الماضى.
وردا على العقوبات وفى أول تعليق له قال آية الله على خامنئى: "إن أكثر المسؤولين شراسة في حكومة الولايات المتحدة يتهمون إيران ويوجهون لها الإهانات، والأمة الإيرانية لن تستسلم وتتراجع في مواجهة مثل هذه الإهانات".
وأضاف، إن المقترح الأمريكي للحوار مجرد خدعة، مؤكدا أن الأمة الإيرانية لن تتراجع أمام العقوبات الجائرة والإهانات الأمريكية.
وأضاف خامنئي "واشنطن تريد أن تحقق بالمفاوضات ما لم تتمكن من تحقيقه عبر الضغوط، معتبرا أن الدعوة للمفاوضات مجرد خدعة أمريكية، وتابع قائلا: إن "أمريكا لا تجرؤ على مهاجمتنا طالما نمتلك السلاح، ودعواتها للتفاوض تهدف إلى تجريدنا من السلاح ومن ثم مهاجمتنا".
7 مايو.. خطوة ثانية
خطوة طهران الثانية ستتخذها فى الـ 7 يوليو المقبل، وكشف أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أن بلاده ستتخذ خطوات جديدة في هذا التاريخ لتقليص التزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي، مضيفا: "الأوروبيون أظهروا أنهم يعارضون أمريكا في الكلام فقط وعلى الأرض هم يقومون بدعم ضغوط واشنطن على إيران".
وفى هذه المرحلة من المقرر أن ترفع طهران مستوى تخصيب اليورانيوم عن الحد المسموح به فى الاتفاق النووى وهو 3.67%، وتعيد النظر فى تصميم مفاعل"أراك" وبه البلوتونيوم المستخدم فى القنبلة النووية.
وعشية الإجراءات الإيرانية، خرج الاتحاد الأوروبي يقول أنه يحث طهران على مواصلة التزامها ببنود الاتفاق النووي، قائلا: "سنواصل دعمنا للاتفاق النووى مع إيران، ونعرب عن أسفنا لإعلان طهران تقليص التزامها بالاتفاق".
أما الجانب الأمريكى استبعد إرسال قوات برية في حال خوض حرب مع إيران، وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن القيادة الإيرانية تفتقر للذكاء، وأضاف لشبكة "فوكس" للأخبار الاقتصادية ": "أتمنى ألا نخوض حربا مع إيران، لكننا في وضع قوي جدا إذا حدث شيء".
وتابع "لن يكون هناك قوات أمريكية على الأرض في حال إندلاع مواجهة مع إيران"، مشيرا إلى أن أي حرب مع إيران لن تدوم طويلا.