احتدمت لهجة الخطاب الدبلوماسى بين السعودية وإيران، وذلك عقب التصريحات التى أدلى بها المسؤولين فى طهران عقب تنفيذ المملكة حكم الإعدام فى القيادى الشيعى نمر النمر، والذى أدانه القضاء السعودى بتهمة الإرهاب.
وعبر مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية عن استهجان المملكة واستنكارها الشديدين ورفضها القاطع لكافة التصريحات العدوانية الصادرة عن النظام الإيرانى تجاه الأحكام الشرعية التى نفذت بحق الإرهابيين فى المملكة.
وأكد المصدر فى تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السعودية "واس"، مساء أمس السبت، بأن تصريحات النظام الإيرانى تكشف وجهها الحقيقى المتمثل فى دعم الإرهاب، والتى تعد استمراراً لسياساتها فى زعزعة أمن واستقرار دول المنطقة، مشيراً إلى أن نظام إيران يدافع عن أعمال الإرهابيين ويبرر أفعالهم، ويعتبر فى ذلك شريكاً لهم فى جرائمهم، ويتحمل المسؤولية الكاملة عن سياسته التحريضية والتصعيدية.
وأضاف المصدر بأن النظام الإيرانى آخر نظام فى العالم يمكن أن يتهم الآخرين بدعم الإرهاب، باعتباره دولة راعية للإرهاب، ومدان من قبل الأمم المتحدة والعديد من الدول، ويؤكد ذلك إدراج عدد من المؤسسات الحكومية الإيرانية على قائمة الإرهاب فى الأمم المتحدة، بالإضافة إلى توفير ملاذ آمن على أراضيه لعدد من زعامات القاعدة منذ العام 2001م، علاوة على توفير الحماية لأحد المتورطين السعوديين فى تفجيرات الخبر التابع لما يسمى بحزب الله الحجاز منذ العام 1996، والذى تم القبض عليه فى العام الماضى وهو يحمل جواز سفر إيرانى.
المملكة تدين تدخلات إيران السافرة فى شؤون الدول العربية
وأشار المصدر إلى أن تدخلات النظام الإيرانى السافرة فى دول المنطقة، شملت كلاًّ من العراق واليمن ولبنان وسوريا، والتى تدخلت فيها بشكل مباشر من خلال الحرس الثورى، والميليشيات الشيعية من لبنان ودول العالم، ونجم عنه مقتل أكثر من 250 ألف سورى بدم بارد، وتشريد أكثر من 12 مليون، ويضاف إلى ذلك القبض على خلايا تابعة لنظام إيران قامت بتهريب المتفجرات والأسلحة إلى البحرين والكويت، والقبض على خلية تابعة لنظام إيران فى السعودية، فى ممارسات استهدفت المملكة ودول مجلس التعاون.
وقال المصدر بأن نظام إيران لا يخجل من التشدق بمسائل حقوق الإنسان، وهو الذى أعدم العام الماضى المئات من الإيرانيين دون سند قانونى واضح.
واختتم المصدر تصريحاته بأن طائفية النظام الإيرانى العمياء لا تدرك بأن شرع الله لا يحكم إلا بميزان العدل والمساواة ولا يفرق بين المذاهب، فالمملكة قضاؤها مستقل عادل وشفاف، لا يعرف الخبث واللؤم والتفرقة ولا يعمل بخفاء كما هو شأن نظام إيران.
فيما قال التلفزيون الحكومى الإيرانى، إن إيران استدعت القائم بالأعمال السعودى فى طهران، أمس السبت للاحتجاج على إعدام نمر النمر رجل الدين الشيعى البارز فى المملكة.
الخارجية السعودية تستدعى سفير طهران بالمملكة
وردا على استدعاء القائم بالأعمال السعودى فى طهران صرح مصدر مسئول بوزارة الخارجية السعودية، بأن الوزارة استدعت السفير الإيرانى لدى المملكة، وسلمته مذكرة احتجاج شديدة اللهجة حيال التصريحات الإيرانية العدوانية الصادرة تجاه الأحكام الشرعية التى نفذت بحق الإرهابيين فى المملكة، وعبرت له الوزارة عن استهجان المملكة ورفضها القاطع لهذه التصريحات العدوانية التى تعتبرها تدخلاً سافرًا فى شئون المملكة.
كما حمَّلت وزارة الخارجية الحكومة الإيرانية المسئولية كاملة حيال حماية سفارة خادم الحرمين الشريفين فى طهران، وقنصلية المملكة فى مدينة مشهد، وحماية كافة رعايها من أى أعمال عدوانية، وذلك بموجب الاتفاقيات والقوانين الدولية.
فيما تداول عدد من النشطاء فيديو لمتظاهرين إيرانيين خلال اقتحامهم مبنى سفارة المملكة العربية السعودية بالعاصمة الإيرانية طهران، وظهر فى الفيديو متظاهرون إيرانيون يتسلقون سور السفارة مرددين عبارات مسيئة للسعودية.
وفى سياق متصل، عبرت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى عن قلقهما إزاء قيام السلطات السعودية بتنفيذ عقوبة الإعدام فى 47 إرهابياً، من بينهم رجل الدين الشيعى، نمر باقر النمر، والذى أثار إعدامه توتراً فى العلاقات بين الرياض وطهران.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، جون كيربى: "لقد عبرنا فى السابق عن قلقنا إزاء الإجراءات القانونية المتبعة فى السعودية، وقد أبلغنا مصادر قلقنا هذه إلى أعلى المستويات بالحكومة السعودية، فى أكثر من مناسبة."
ومن ناحية أخرى، عبر الاتحاد الأوروبى عن قلقه إزاء قيام السلطات السعودية بتنفيذ عقوبة الإعدام بحق رجل الدين الشيعى، نمر النمر، ضمن 47 أعلنت الداخلية السعودية عن تنفيذ أحكام بإعدامهم قصاصاً أمس السبت.
وذكرت الممثلة العليا للشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبى، فيدريكا موجرينى، في بيان أصدرته السبت، أن حالة النمر تحديداً من شأنها أن تزيد "المخاوف بشدة بشأن حرية التعبير، واحترام الحقوق الأساسية المدنية والسياسية."
كما حذرت من أن "هذه الحالة قد تعمل على إشعال التوترات الطائفية، التى الحقت بالفعل بالمنطقة أضراراً كبيرة، ويمكن أن تؤدى إلى عواقب وخيمة".