سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 12 يوليو 2003.. كمال الطويل يتذكر مجد الأغنية الوطنية مع عبدالناصر وعبدالحليم حافظ وصلاح جاهين

ارتبط اسم الموسيقار كمال الطويل مع الغناء الوطنى وتقديمه أجمل الألحان الوطنية لعبد الحليم حافظ منذ خمسينيات القرن الماضى وحتى عام 1974، ويتجدد الحديث فى هذا المجال فى المناسبات الوطنية. كان يوم «12 يوليو» مثل هذا اليوم - 2003 هو اليوم الرابع على وفاته، وكانت المجلات الفنية العربية الأسبوعية تستدعى الكثير من ذكرياته ودوره فى تطوير الموسيقى العربية، وكان دوره الرائد فى الأغنية الوطنية التى سادت فى الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى، أحد الجوانب المهمة التى تناولتها، وكانت محطة مهمة فى لقائين معه عام 1997، لقاء كنت وزميلتى الكاتبة الصحفية ماجدة خضر، وكان ضمن قضية «السمات الشبابية لثورة 23 يوليو 1952»، وهو من نماذجها الإبداعية، ولقاء لى كان شهادة اعتمدت عليها كمرجع فى كتابى «أم كلثوم وحكام مصر». أثناء العدوان الثلاثى 1956على مصر، قدم مع صلاح جاهين «والله زمان يا سلاحى» الذى أصبح نشيدا وطنيا لمصر.. يتذكر: «كان - والله زمان يا سلاحى» نوعية جديدة فى الألحان يقدمها شابا عمره 36 عاما، ونوعية جديدة فى الكلمات يكتبها شابا هو صلاح جاهين، وعمره 26 عاما»، مواليد 25 ديسمبر 1930”.. وتغنيها أم كلثوم العظيمة التى تتجاوب مع الجديد.. أنا تخيلت أم كلثوم جنديا يعبر عن باقى زملائه الجنود، والمفروض أن الإيقاع يكون «2-4» فيه حماس وتوهج ينقل خطوات الجنود، لكن لقيتنى أعمل إيقاعا ثلاثيا: «الشعب بيزحف زى النور، الشعب جبال، الشعب بحور/ بركان غضب بركان بيفور، زلزال بيشق لهم فى قبور». الإيقاع الثلاثى لـ«والله زمان يا سلاحى» أخاف أم كلثوم.. قالت لى:» «أنا أعرف أقول ده يا كمال»، قلت لها: «طبعا هتقولى ياست».. بعد التسجيل قالت لى: «أنت أرهقتنى قوى يا كمال».. سألتنى: «قصدك إيه من التغيير ده؟.. قلت لها: «هو تفكير غير مقصود، طلع منى بتلقائية»..يضيف: «بعدها فكروا يعملوا نشيد وطنى لمصر، وتقدم للمسابقة 67 شخصا بينهم محمد عبدالوهاب بثلاثة أعمال، ورفضت طلب البعض منى التقدم بعمل جديد.. قلت: «النشيد الوطنى لازم له إحساس معركة».. بعدها فوجئت بالكاتب الكبير محمد حسنين هيكل يتصل بى ويقول: «مبروك، اختاروا السلام الوطنى من موسيقاك.. اختاروا «والله زمان يا سلاحى»، قلت له: «لم أتقدم للجائزة»، رد ضاحكا: «كسبت 5 آلاف جنيه كمان قيمة الجائزة».. من وقتها ظل «والله زمان يا سلاحى»، هو النشيد الوطنى، حتى ألغاه السادات بعد سلامه مع إسرائيل عام 1997، وعرفت إن ده كان طلب من بيجين «رئيس وزراء إسرائيل». فى نفس العام 1956 قدم الطويل مع عبدالحليم حافظ «إحنا الشعب»، كلمات صلاح جاهين، و«إنى ملكت بيدى زمامى «كلمات مأمون الشناوى، واستمر مع عبد الحليم فى هذا المجال»، يؤكد: «عبدالحليم كان ملك الأغنية الوطنية، غيره قدم حاجات حلوة، لكن هو بالذات حاجة تانية، يصدقه الناس، كان يغنى الأغنية تتحول إلى منشور سياسى فورا»، وفقا لكتاب بعنوان كراسة الحب والوطنية» أعده مجدى العمروسى صديق ومدير أعمال عبد الحليم حافظ، يؤكد العمروسى أن «الطويل» لحن لعبدالحليم 56 أغنية بينهم نحو 17 أغنية وطنية، وهى بالإضافة إلى «إحنا الشعب»، إنى ملكت بيدى زمامى.. «يا جمال يا حبيب الملايين - إسماعيل حبروك 1958»، «ذات ليلة - مرسى جميل عزيز 1959، «حكاية شعب» - أحمد شفيق كامل 1960، «بالأحضان» صلاح جاهين 1961، «مطالب شعب» أحمد شفيق كامل 1962، «المسؤولية - صلاح جاهين 1963، «بلدى يا بلدى والله احلويتى يا بلدى» مرسى جميل عزيز 1964، «يا أهلا بالمعارك» صلاح جاهين 1965، «صورة» صلاح جاهين 1966، وفى عام 1967 قدم من كلمات الأبنودى «أحلف بسماها وبترابها» و«راية العرب» و«إنذار» وفى 1973 أغنية «خلى السلاح صاحى» لأحمد شفيق كامل، وفى 1974 أغنية «صباح الخير يا سينا». لكل أغنية من هذه الأغنيات قصة، روى الطويل بعضها، كمنعه من السفر للخارج حتى ينتهى من لحن أغنية «صورة»، وقوله: «ارتفعت حرارتى إلى 39 درجة فى أغنية «حكاية شعب»، وجاء لى أحمد شفيق كامل بالكلمات ولحنتها وأنا فى شبه غيبوبة، وقال لى لومكنتش مريض كنت عملت إيه أحلى من كده». يتذكر: «قبل ثورة 23 يوليو 1952، كان فيه «بلادى بلادى» و«أنا المصرى»، لكن هى اجتهادات فردية، لا تمثل تيارا وطنيا عاما فى الغناء يتمكن من حشد الناس، جيلنا فعل ذلك، كنا ننتظر الحدث حتى نحوله إلى غناء يردده الشعب.. أدخل صلاح جاهين الذى أسميه «جبرتى الثورة»، تعبيرات جديدة فى كلمات الأغانى يصعب تلحينها، مثل «الصناعات الثقيلة» و«الاشتراكية» و«التخطيط»، وغيرها.. أحمد شفيق كامل، أدخل كلام إنجليزى فى «ذكريات، ولحنها محمد عبد الوهاب، رغم صعوبة هذه الكلمات كنا نجد جملتها الموسيقية على الفور، والسبب حالة وجدانية تمكنت منا، شعور بأننا نساهم فى معارك مصر بكلام جميل وموسيقى جميلة، معارك كان رمزها جمال عبدالناصر». يؤكد أنه لم يقابل عبد الناصر إلا مرات قليلة.. يتذكر: «لم يتحدث معى كما كان يتحدث مع عبد الحليم، ورغم ذلك كانت أشعر أنه صاحبى وأخويا.. مرة وأنا بأسلم عليه حاولت التحقق من ملامحه.. نظرت فى عينيه، وجدت نظرته قوية جدا ومؤثرة جدا ومدهشة، لا تفارقه الابتسامة أبدا، أنا اختلفت مع السادات فى حياته، كان بيستدعى بليغ حمدى يغنى له ومعاه، لكن عبدالناصر كان حاجة تانية، لا يقارن بأحد». ويستمر الحوار..



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;