اتهمت أسرة قائد أركان الجيش الليبى السابق اللواء عبد الفتاح يونس، النظام القطرى باغتياله فى أحداث 17 فبراير 2011 لرفضه السياسات التخريبية القطرية فى ليبيا والتى تمثلت فى دعم المليشيات والكتائب المسلحة التابعة لجماعة الإخوان وللتنظيمات المتطرفة التى ظهرت فى ليبيا عام 2011.
وقال حسام نجل اللواء عبد الفتاح يونس لـ"انفراد" اليوم الاثنين أن كتيبة أبو عبيدة بن الجراح الممولة من النظام القطري اغتالت والده بسبب طرده لرئيس أركان الجيش القطري من غرفة العمليات الرئيسية خلال أحداث 17 فبراير.
الشهيد عبد الفتاح يونس
وأحيت أسرة اللواء عبد الفتاح يونس، مساء أمس الأحد، الذكرى الثامنة لاغتياله على يد مليشيات تمولها الدوحة وبتخطيط عسكرى قطرى، وذلك وسط مطالبات شعبية ليبية بمحاكمة قتلة اللواء عبد الفتاح يونس وملاحقة قطر على جرائمها بحق أبناء الشعب الليبي.
وأعرب نجل اللواء عبد الفتاح يونس عن مدى حزن الشعب الليبى بسبب اغتيال قطر لوالده، موضحا أن قائد أركان الجيش الليبى السابق كان بمثابة صمام أمان لليبيا.
يذكر أن اللواء عبد الفتاح يونس قد أعلن انشقاقه عن نظام العقيد الراحل معمر القذافى، وقاد المعارك العسكرية ضد كتائب النظام السابق وكان يتطلع لبناء مؤسسة عسكرية ليبية نظامية وهو ما أغضب الدوحة التى كانت تسعى لترسيخ حكم الكتائب والمليشيات المسلحة داخل التراب الليبى.
وعن اللحظة التى تلقت الأسرة فيها نبأ اغتيال اللواء يونس، أكد نجل رئيس أركان الجيش الليبى السابق أن نبأ اغتيال والده كان بمثابة صدمة وفاجعة مؤلمة للشعب الليبى، لافتا إلى أن عملية اغتيال اللواء عبد الفتاح يونس كانت خطة مدبرة لهدم ثورة 17 فبراير وتغيير مسارها بالكامل، وذلك لوجود مشاريع خبيثة كانت تتطلع العديد من الدول لتنفيذها فى ليبيا والتى رفضها اللواء عبد الفتاح يونس بشكل كامل، ما دفع الدوحة لاغتياله كونه شخصية عسكرية محنكة قادرة على التصدى لمخططاتهم.
نجل الشهيد عبد الفتاح يونس
وأشاد نجل رئيس أركان الجيش الليبى السابق بدور والده الوطنى فى ليبيا، مشيرا إلى أن انشقاق والده عن نظام القذافى كان أحد أبرز الأسباب التى ساعدت فى نجاح ثورة فبراير.
وأوضح نجل اللواء عبد الفتاح يونس أن طريقة اغتيال والده مع رفيقيه كانت رسالة واضحة لتغيير مسار الثورة الليبية، وظهور تشكيلات مسلحة متشددة وغيرها من التنظيمات والمليشيات التى تعد سببا رئيسيا فى عدم استقرار البلاد حتى الآن.
كان "انفراد" قد انفرد بوثائق سرية حول اجتماع عقد يوم 12 يوليو 2011 أى قبيل اغتيال اللواء عبد الفتاح يونس بأسبوعين، أصدرت قيادات تابعة لجماعة الإخوان الليبية وأمراء فى الكتائب الإسلامية المتشددة فتوى شرعية باغتيال اللواء عبد الفتاح يونس، من المشهد العسكرى، وذلك بتهمة التواطؤ مع العقيد الراحل معمر القذافى، وأن انشقاقه مناورة من النظام الليبى - على الرغم من رفضه شيكا بـ200 مليون دولار للانشقاق عن الثوا، وتم اتخاذ قرار بالإجماع بضرورة تصفية اللواء عبد الفتاح يونس.
وشارك فى اجتماع يوليو 2011 - بحسب الوثيقة عن محضر الاجتماع - قادة كتائب متشددة وقيادات فى جماعة الإخوان لإصدار فتوى اغتيال اللواء عبد الفتاح يونس، وهم سعد المبروك عوض من كتيبة عقبة بن نافع المتشددة، محمد فرج عوض مدير مكتب الأمن الوقائى التابع للثوار، عمر حمد محمد كتيبة عقبة بن نافع، عمر رافع الشركسى أحد عناصر الأمن الوقائى، رجب حسين العبيدى كتيبة عمر المختار المتشددة، محمد حمد عبدالكريم من قوات درع ليبيا، عقيل رشيد متقاعد من شركة الخليج للنفط، عبدالعظيم ميلاد الفراوى وهو ربان بحار وعضو جماعة الإخوان الليبية، صالح محفوظ البشارى مستشار رئيس ائتلاف 17 فبراير، والمدعو عبدالكريم أحمد من كتائب الثوار، والمدعو على مفتاح المغربى خطيب وواعظ دينى، والإرهابى سالم عبدالسلام الشيخى وزير أوقاف المجلس الانتقالى وعضو جماعة الإخوان.
كانت جماعة الإخوان والكتائب المتشددة قد بثت شائعات حول اللواء عبد الفتاح يونس، عقب لقاء جمعه مع الفريق عبد الرحمن الصيد رئيس هيئة الإمداد العسكرى فى نظام القذافى والذى تم خارج ليبيا، للتحاور على آلية خروج نظام العقيد معمر القذافى من الحكم، إلا أن الحوار انقلب لمحاولة جذب اللواء عبد الفتاح يونس، لنظام القذافى مرة أخرى وترك الثوار، لكن اللواء يونس رفض ذلك تمامًا، وكان القذافى يدرك أن اللواء عبدالفتاح يونس، عقلية عسكرية قوية جدًا، ولذلك حاول إبعاده عن الثوار.