أثار تداول سكان منطقة التجمع الخامس، معلومات عن انتشار وظهور ثعبان "الطريشة" بالمنطقة، حالة من الرعب والقلق حيال خطورة التعرض لحالات لدغ من تلك الزواحف السامة، وأرجعوا ذلك إلى القضاء على الكلاب الضالة فى الشوارع، مطالبين الجهات المعنية بالتدخل لحمايتهم منها.
وبدورها، أكدت وزارة البيئة، أن انتشار الثعابين فى بعض القرى والمحافظات، ليس سببه قتل الكلاب الضالة؛ إنما الزحف العمرانى الذى انتشر خلال الفترة الأخيرة، مشيرة إلى أن الغيطان بها ثعابين لكننا لا نراها، لوجود نسبة رطوبة مرتفعة فى التربة، وبالتالى تظل مختفية بها على مسافات عميقة، قائلة: إن الكلاب الضالة لها شقين، الأول ضار عند دخولها للمحميات الطبيعية مثلا، نظرا لقتلها بعض السلاحف والحيوانات، أما الشق الثانى وهو يؤكد ضرورة وجود الكلاب لإحداث توازن بيئى، مشيرة إلى أنها تدرس حاليا أبحاثاً وتجارب استخدمتها دول أخرى للتخلص من الكلاب الضالة دون الإضرار بالتنوع البيولوجي.
وأوضحت مصادر بوزارة البيئة، إلى أن ظهور تلك الزواحف، أصبح أمرا معتادا فى مثل هذا التوقيت، من كل عام، باختلاف مناطق ظهورها، حيث شهدتها العام الماضى محافظة البحيرة، والعام الحالى ظهرت بالتجمع الخامس، لافته إلى أن الإنسان هو من يتجه للمناطق التى تعيش بها تلك الكائنات، وسلوكه حول أى تجمع سكنى مثل تجمعات مقالب القمامة، والتى بالطبع تُصبح مأوى للكثير من الحشرات والقوارض كالفئران، وتُصبح جاذبة للكائنات التى تفترسها، والتى من بينها الثعابين.
وأضافت: من المفترض أن هناك كائنات تفترس الثعابين مثل النمس والثعالب، والعرس التى أحيانا تتغذى على الأحجام الصغيرة منها، ونتيجة لأنها جميعا كائنات يخاف منها البشر، يتم قتلها، مما يساعد فى انتشار تلك الكائنات لغياب مفتراساتها، خاصة أنها لا تظهر إلا فى موسم التزاوج والصيف، فكلما ارتفعت درجات الحرارة، كلما أصبح هناك فرص أكبر لظهور تلك الكائنات للبحث عن التغذية، ولزيادة أعدادها.
ونفت وجود علاقة بين قتل الكلاب الضالة، وانتشار ثعبان الطريشة، إلا فى حال كانت حملات الحد من أعداد تلك الكلاب تتم باستخدام مواد سامة مثل "الاستركنين"، فذلك يعنى إمكانية القضاء على حيوانات أخرى مثل الثعالب، وبالتالى فأن الإنسان وتدخله بالبيئة، أحدث خللا بيئيا، أدى إلى قتل مفترسات الثعابين، وبالتالى أصبح سببا رئيسيا فى ذلك.
فيما أرجع الدكتور مجدى علام، الخبير البيئى، انتشار ثعبان "الطريشة" بالتجمع الخامس، إلى ارتقاع درجات الحرارة بطريقة غير مسبوقة، مشيرا إلى أنها درجة الحرارة الأعلى منذ عام 1880 مما تسبب في سخونة الرمال، والتى تتخذ منها الثعابين أعشاش لها، وبدأت فى الهروب إلى أقرب منطقة رطبة، كالحدائق فى المناطق السكنية مثلا، مشيرا إلى أن استخدام الشيح لا يُبعد الثعابين كما يروج البعض، لافتا إلى أنه يُفضل التواصل مباشرة مع مديرية الصحة، التى يظهر فى محيطها تلك الزواحف، حيث توجد إدارة متخصصة للمكافحة، محذرا من التعامل مباشرة معها لتلافى هجومها.