تلقى تنظيم الحمدين ضربة كبرى، بعد أن قتل أحد أبرز أذرعه الإرهابية، وهو حمزة بن لادن، نجل زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، وهو الذى سيربك حسابات تنظيم الحمدين الذى يعد أحد أكبر الداعمين لتنظيم القاعدة.
وقال موقع قطريليكس إن تنظيم الحمدين الحاكم فى قطر، تلقى ضربة موجعة أربكت حساباته بعدما أعلن مسؤولون أمريكيون لوسائل إعلام مقتل حمزة بن لادن نجل زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن.
وكانت العصابة القطرية تعد نجل بن لادن لقيادة تنظيم القاعدة الإرهابى من بعد مقتل والده، من أجل الاستمرار فى تنفيذ أجندتها التخريبية فى دول العالم ونشر الخراب والدمار والإرهاب، إلا أن خبر موته نزل عليهم كالصاعقة وأحبط مخططهم الخبيث.
ويُعتقد أن حمزة بن لادن الذى كان يُطلق عليه "ولى عهد الجهاد" والذى تم تأهيله لتولى قيادة تنظيم القاعدة، كان يعيش فى الجبال الواقعة على الحدود بين باكستان وأفغانستان.
ولا يُعرف كيف ومتى قُتِل حمزة بن لادن لكن المسؤولين أخبروا صحفيين فى واشنطن أنه قُتِل خلال العامين الماضيين وأن الحكومة الأمريكية لعبت دورا فى مقتله.
وكشفت وثائق عثرت عليها السلطات الأمريكية فى مخبأ زعيم القاعدة السابق، أسامة بن لادن، وسربتها وكالة المخابرات المركزية حديثا، عن نصائح وجهها بن لادن لنجله حمزة، بمغادرة إيران إلى قطر.
وأكدت رسالة كتبها بن لادن إلى ثلاثة من أبنائه وإحدى زوجاته، تم تسريبها تضمنت أن الدوحة هى المكان المناسب لتأهيل ابنه على الجهاد، حيث حثه على الذهاب إلى تنظيم الحمدين الذى تعد بمثابة "واحة صغيرة" للترحيب بالإخوان والتنظميات الإرهابية.
وكشفت رسائل بن لادن أيضا عن رغبته فى أن ينتقل نجله حمزة إلى قطر لدراسة العلوم الشرعية حتى يتمكن من مقاومة التشكيك فى الجهاد وترسيخ قناعته – على حد تعبيره - قناعة ربما هى من أوصلت حمزة بن لادن إلى أن يصنف من قبل الولايات المتحدة فى يناير الماضى بأنه إرهابى دولى.
وظهر بن لادن الصغير على بوق الحمدين الفاسد شبكة الجزيرة، وردد نفس خطاب والده المتطرف وقدم نفسه كزعيم للتنظيم، حيث دعا من منبر الإرهاب والتطرف إلى مهاجمة الأمريكان وتنفيذ عمليات مسلحة، كما حركه "تميم" أمير تنظيم الحمدين كدمية للتحريض على الدول العربية.
وظهر حمزة لأول مرة عام 2001، وهو يقف بين مجموعة من مقاتلى طالبان فى أفغانستان، فى شريط أذاعته قناة الجزيرة القطرية أثناء الغزو الأمريكى لأفغانستان.
وولِد حمزة بن لادن فى العام 1989، قبل أن يتم نفى والده من السعودية لينتقل لاحقا للعيش فى أفغانستان، وهو الإبن الخامس عشر بين أبناء أسامة بن لادن العشرين وابنه من زوجته الثالثة.
وشوهِد حمزة فى شريط فيديو عائلى فى عمر الثانية عشر وبعد وفاة والده عندما ظهر فى حفل زفافه على ابنة قيادى آخر بتنظيم القاعدة، ويُعتقد أن ذلك الحفل قد أقيم فى إيران.
وأثناء طفولته، يُعتقد أنه قضى بعض الوقت قيد الإقامة الجبرية فى إيران مع أفراد آخرين من عائلة بن لادن، وفرت العائلة عبر الحدود من أفغانستان بعد أن قامت القوات الأمريكية والقوات الأفغانية المناهضة لطالبان بتطهير أماكن اختباء أفراد التنظيم بعد هجمات 11 سبتمبر عام 2001.
ونجا حمزة بصعوبة من مداهمة فى أبوت آباد بباكستان، والتى قتل فيها أسامة بن لادن عن عمر يناهز 54 عامًا على أيدى القوات البحرية الأمريكية فى مايو 2011.
من جانبه، أكد الدكتور جمال المنشاوى، الخبير فى شؤون الحركات الإسلامية، أن مقتل حمزة بن لادن، نجل زعيم تنظيم القاعدة الأسبق أسامة بن لادن هو خبر مفاجئ للمراقبين، ويجب معرفة تفاصيله وتوقيته لأنه يدل على تغلغل المخابرات الأمريكية فى هذه التنظيمات إلا أذا كان قتل فى عملية اشتباك بين طالبان والقوات الحكومية أو فى تدريب عسكرى.
وأضاف الخبير فى شؤون الحركات الإسلامية، أن هذا الخبر صاعق لتنظيم القاعدة الذى كان يعده للقياده خلفا لوالده ولأيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة الحالى، حيث يعده الرجل المفضل للتنظيم ويقومون بتجهيزه مما يخلط الحسابات ويقلب الأوراق داخل تنظيم القاعدة وحلفاءه رأسا على عقب.
وأشار الدكتور جمال المنشاوى إلى أن مقتل نجل أسامة بن لادن سيدفع قطر إلى أن تعيد حساباتها وستقلب أوراقها رأسًا على عقب خاصة أن قطر تعد من أبرز الرعاة لتنظيم القاعدة.
وفى سياق متصل، أكد خالد الزعتر، المحلل السياسى السعودى، أن مقتل حمزة نجل أسامة بن لادن فى وقت سابق بعملية أدارتها المخابرات الأميركية، هى ضربة إستباقية سوف تقود لإضعاف تنظيم القاعدة الإرهابى الذى يحاول العودة إلى الواجهة من جديد ، والذى كان يعد حمزة بن لادن لقيادة التنظيم.
فيما أكد هشام النجار، الباحث الإسلامى، أن مقتل ابن أسامة بن لادن، سينعكس بالتأكيد على قطر التى تعد أحد أكثر الدول التى تدعم تنظيم القاعدة الإرهابى.
وأضاف الباحث الإسلامى، أن مقتل حمزة بن لادن سيكون هناك تأثير من جهة قدرة التنظيم على الترويج لنفسه والمنافسة مع التنظيمات الاخرى.
بدوره أكد هيثم شرابى، الباحث الحقوقى، أن سعى تنظيم الحمدين لإعادة إحياء تنظيم القاعدة ممثلا فى احتضان وايواء حمزة بن لادن يعتبر أحد مشاريع قطر فى تخريب الدول ودعم التنظيمات الإرهابية المسلحة.
وأضاف الباحث الحقوقى، أنه بعد الأخبار المتداولة حول مقتل حمزة بن لادن الذى كان يتم إعداده ليصبح خليفة ابيه أسامة بن لادن أربك حسابات قطر والحمدين، وأفسد خططهم حيث كانوا يعتمدون على وجود حمزة فى إعادة تجميع بقايا التنظيم الإرهابى من كل الدول مثل سوريا وليبيا وأفريقيا لمعاودة النشاط الإرهابى مرة أخرى.