فى إحدى الغرف المظلمة بمنزل مبنى من الطوب "البلوك" أسقفه من الجريد ليس بداخله شىء سوى سيدة عجوز تبلغ من العمر 103 أعوام، عبارة عن غرفة مغلقة النوافذ تحوى ظلاما دامس لا يكسر هذا الظلام سوى ضوء ضعيف لشمعة صغيرة تؤنس هذه السيدة، لم تكن الشمعة فقط هى من تؤنس وحشتها ولكن كان الألم أيضا لا يفارق جسدها، ورغم أن لديها ابن إلا أنها أصرت على العيش داخل مسكنها المظلم بلا ماء أو كهرباء، ترقد هذه السيدة "حميدة" على كنبة قديمة وتعيش يومها داخل منزلها وحيدة ولا ترعاها سوى زوجة ابنها.
السيدة المسنة تتقاضى معاشا قدره 315 جنيها، تعيش مأساة داخل مسكنها وهى لا ترى سوى بعين واحدة بعد أن فقدت الأخرى، وتسكن الأمراض جسدها ورغم ذلك فكل ما تطلبه السيدة العجوز هو الماء والكهرباء فى مسكنها الذى تعيش فيه .
"انفراد" انتقل إلى مسكن السيدة بمركز ساقلته وتحدث معها ومع زوجة ابنها وقالت السيدة العجوز إن لديها ابنا واحدا فقط وهى تعيش فى هذا المسكن المظلم منذ سنوات وتقوم برعايتها زوجة ابنها ولكنها تحتاج من المسئولين إدخال الماء والكهرباء رحمة بها فهى قليلة الحركة، كما انها مصابة بعدة أمراض فى جسدها وقامت منذ فترة بإجراء عملية فى إحدى عينيها وهى لا ترى إلا بعين واحدة.
وأضافت حميدة انها بالرغم من أنها تتقاضى معاشا قدره 315 جنيها فقط وهو لا يكفى لعلاجها بالإضافة إلى معيشتها مطالبة المسئولين بصرف معاش تكافل وكرامة لها.
وتضيف زوجة ابنها، ان المنزل التى تسكن فيه حماتها لا يوجد فيه أى شىء وهى تعيش معاناة حقيقية من عدم وجود الماء والكهرباء وكذلك المعاش التى تتقاضاه لا يكفى لسد احتياجاتها خاصة وانها مريضة.
وتضيف زوجة الابن أنها تقوم برعايتها يوميا حيث تحضر إليها لتلبية طلباتها نظرا لمعاناتها فهى كل ما تحتاجه من المسئولين بالمحافظة هو إدخال الماء والكهرباء فى مسكنها لكى تعى ما تبقى من حياتها فى راحة بعد معاناتها سنوات طويلة.