اتق شر من أحسنت إليه، مقولة تلخص العديد من الجرائم، التى دارت أحداثها فى الآونة الأخيرة، وكان الجناة بها، من المقربين للضحايا، أو حظوا بفضل منهم، وتحصلوا منهم على استفادات مادية ومعنوية، إلا أنهم لم يحفظوا الجميل، وقرروا رده بطريقتهم الخاص، إما بجريمة قتل، أو خيانة زوجية، أو سرقة.
آخر الجرائم التى وقعت فى الآونة الأخيرة، وحملت نكرانا للجميل، كانت تعرض الفنانة الشهيرة شيرين سيف النصر، لسرقة مصوغاتها الذهبية والماسية، من شقتها بالجيزة، حيث كانت المفاجأة، أن صديقة عمرها وراء ارتكاب السرقة، مستغلة الأمان التى أعطته لها الفنانة، لتنفيذ مخططها.
وقالت "شيرين" أن صديقتها المقربة "إحسان"، تربت معها منذ أن كان عمرها 8 سنوات، وكانت تثق بها ثقة عمياء، وتعد صديقة عمرها، وذكرت أنها اكتشفت السرقة، بعدما استعارت صديقتها حذاء منها ماركة "شانيل" وعند إعادته مرة أخرى، طلبت منها مفتاح غرفة الملابس لوضع الحذاء فى مكانه، وحينما فتحت الخزنة قالت لى إن المشغولات الذهبية سرقت.
وأضافت أنها أجرت اتصال هاتفى بمدير أعمالها وأخبرته بتعرضها للسرقة، فاتصل برجال المباحث، والذين حضروا واصطحبوا معهم إحسان صديقتها، ومحى "مدير أعمالها"، وأجروا تحقيقا حول الواقعة واكتشفوا أن إحسان هى وراء عملية السرقة.
وشهدت مدينة ملوى بمحافظة المنيا، جريمة قتل شاب ذبحا على يد صديقه صاحب مطعم، حيث قرر المتهم تنفيذ الجريمة، طمعا فى سرقة 15 ألف جنيه من المتهم، فاستدرجه لمنطقة المقابر، واستعان بابن عمه، وذبحا المجنى عليه، وسددا له عدة طعنات، واستولوا على متعلقاته، وفرا هاربين، ليلقى رجال المباحث القبض عليهما.
وفى مدينة 6 أكتوبر، تعرض مصنع بلاستيك لعملية سطو مسلح من جانب 4 أشخاص، هددوا العمال وقيدوهم بالعمال، واستولوا على خزينة المصنع، وكمية من منتجات المصنع، لتكشف تحريات رجال المباحث، أن عامل سابق بالمصنع، وراء التخطيط لتنفيذ الجريمة، مستغلا عمله السابق بالمصنع، وعلمه باحتفاظ مالكه بمبالغ مالية كبيرة بالخزينة، بالإضافة إلى درايته بكيفية التسلل للمصنع، وألقى رجال المباحث القبض على المتهمين.
وشهدت مدينة نصر بالقاهرة، عملية سرقة بالإكراه لصيدلية، حيث اقتحم شخصان الصيدلية، وهددا العاملين بها، واستوليا على مبلغ 8 آلاف جنيه من ماكينة الكاشير، وفرا هاربين.
تحريات رجال المباحث، كشفت أن أحد المتهمين، عامل سابق بالصيدلية، وأنه استعان بصديقه لتنفيذ الجريمة، وتمكن رجال المباحث من ضبطهما لتقرر النيابة حبسهما على ذمة التحقيق.
كما شهدت محافظة الغربية جريمة سرقة مصنع نسيج، حيث استغل عامل سابق بالمصنع، فترة عمله، وحصل على نسخة من المفاتيح، وعقب تركه العمل، استعان بصديق له، واستخدم مفاتيح المصنع، فى سرقة خزينة تحتوى على مبلغ 604 آلاف جنيه، ومشغولات ذهبية، لدرايته باحتفاظ مالكة المصنع بمتعلقات ثمينة بالخزينة.
وعقب تحديد هوية المتهمين، تمكن رجال المباحث من ضبطهما، وإعادة المسروقات، وتقرر النيابة حبسهما.
ومن جانبه علق الدكتور إيهاب يوسف، خبير المخاطر الأمنية على تلك النوعية من الجرائم، فقال لـ"انفراد" أن نسبة الجرائم تزيد بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية، وقد تقع أحيانا بسبب الاضطراب النفسى لدى الجانى.
وأضاف يوسف أن أى مجرم يرغب فى الإفلات دائما من العقاب، فيضع أمامه كافة الاحتمالات التى تساهم فى نجاح جريمته، وتقليل فرص القبض عليه، ومن تلك الجرائم، استغلال الشخص المعلومات المتوافرة له، للأشخاص المقربين منه، فى تنفيذ جريمته، سواء قتل، أو سرقة، أو خيانة، مستغلا درايته الكاملة، بكافة التفاصيل الخاصة بالضحية، من نقاط الضعف، ومصادر القوة، ومستوى الدخل.
ودلل يوسف على تلك الجرائم، أن أعلى نسبة لجرائم هتك عرض الأطفال، أو العلاقات الجنسية غير السوية، تقع من المقربين، سواء من أفراد العائلة الواحدة، أو الأصدقاء، كما أن حوادث سرقة الشقق والشركات والمصانع، تُرتكب العديد منها على يد الخادمات، أو العاملين الحالين أو السابقين بتلك المنشآت، مستغلين توافر المعلومات لهم بحكم قرابتهم أو عملهم.
وطالب يوسف المواطنين، بتطبيق القاعدة الذهبية، التى تقول إن المعرفة يجب أن تكون على قدر الحاجة، وأن المعلومات، خاصة المتعلقة بالأوضاع المادية، لا يجب أن يتم توفيرها لكافة الأشخاص المقربين، مهما كانت درجة قرابتهم، وذلك لتقليل نسبة الجرائم.