أزمة عمرها 9 أشهر.. ما الذى حدث لـ مكتبة حسن كامى.. البرلمان يتدخل للحفاظ عليها.. مكتبة الإسكندرية توقع عقدا مع ورثة الفنان.. الثقافة ترفع مذكرة للنيابة..ودار الكتب تنجح فى اقتناء 86 كتابًا ومخطوطًا

خلال شهر ديسمبر الماضى، أثارت مكتبة الفنان حسن كامى التى تحمل اسم "المستشرق"، وتضم العديد من التراجم والكتب التراثية وبعض اللوحات الفنية العريقة، جدلاً واسعاً فى الوسط الثقافى، وذلك بعد رحيل الفنان فى 14 ديسمبر الماضى. كانت الأزمة فى من سيملك المكتبة ويقتنى هذه الكتب الضخمة والمهمة.. مكتبة الإسكندرية أم دار الكتب والوثائق القومية أم شخص آخر؟ بعد 9 أشهر، نجحت وزارة الثقافة، فى ضم وحيازة مجموعة من المطبوعات والمخطوطات النادرة كانت ضمن مقتنيات مكتبة الفنان الراحل حسن كامى وذلك بعد مفاوضات استمرت ستة أشهر مع المالك الجديد للاتفاق على قيمتها النقدية. ومن جانبه أكد الدكتور هشام عزمى، رئيس دار الكتب والوثائق القومية، أنه فور الإعلان عن وفاة الفنان حسن كامى، والتى صاحبها اهتمام إعلامى كبير بمصير مكتبته "المستشرق" الكائنة بوسط القاهرة، أصدرت وزارة الثقافة قرارًا بتشكيل لجنة لمعاينة مكتبة الفنان حسن كامى، برئاسة رئيس مجلس ادارة دار الكتب والوثائق القومية باعتبارها الجهة المختصة - دون غيرها- بتطبيق أحكام قانون حماية المخطوطات رقم 8 لسنة 2009، بشكل حاسم وفورى للحفاظ على ما يمكن أن يشكل قيمة لتراث هذا الوطن وتاريخه وتضم فى عضويتها سبعة من الفنيين والقانونيين، والتى تولت إعداد تقرير مفصل عما تحويه المكتبة تمهيدًا لعرضه على اللجنة الدائمة لقانون المخطوطات، وقد واكب ذلك صدور قرار النائب العام بإغلاق المكتبه لحين الفصل فى النزاع على ملكيتها. وأضاف هشام عزمى، أن اللجنة أجمعت على ضرورة اقتناء كل المطبوعات التى تتعلق بمصر والوطن العربى سواء كانت مخطوطة أو مطبوعة، وهى جميع المخطوطات بغض النظر عن لغتها، أوائل المطبوعات بالنسبة للشرق (1823-1923) وبالنسبة للغرب حتى 1700، أى خرائط تاريخية عن مصر، وذلك على أن تكون الأولوية للمقتنيات باللغة العربية ثم اللغة الإنجليزية والفرنسية ويستثنى من ذلك المقتنيات الموجودة بالفعل فى دار الكتب. وأضاف هشام عزمى، أن اللجنة استعانت بمجموعة من مترجمى اللغة الإنجليزية واللغة الفرنسية وبعض اللغات الشرقية للتمكن من التقييم بدقة وموضوعية ثم استقرار اللجنة على القائمة النهائية للعناوين وتحديد القيمة التقديرية لها، وبدأت مرحلة التفاوض مع مالك المكتبة لدفع مقابل نقدى للعناوين المنتقاة، وبعد موافقته على القيمة التقديرية آلت حيازة تلك العناوين إلى وزارة الثقافة وتم تسليمها الى دار الكتب. وأشار عزمى، إلى أن قائمة العناوين التى شملت 86 عنوانا ما بين كتب ومخطوطات ولوحات ومجموعات طوابع نادرة ومن أهمها: رحلات فى أقاليم مصر الشمالية والجنوبية للأثرى الفرنسى الشهير Vivant Denon الذى يعود تاريخه إلى 1803 -كتاب تاريخ القدس للمؤرخ الفرنسى Poujoulat M، الذى يعود تاريخه إلى عام 1848- وكتاب "السفر فى مصر العليا والدنيا ووصف كافة الأنواع" للعالم الفرنسى الشهير Charles-Nicolas-Sigisbert Sonnini de Manoncourt والذى يرجع تاريخه إلى 1799 -- كتاب "تاريخ محمد على" المنشور عام 1855 للمؤرخ Paul Mouriez -- كتاب "تاريخ قناة السويس" للمؤرخ M. Riou والذى يشتمل على لوحات ورسومات يدوية مميزة. كما تضمنت المجموعة كتاب "تاريخ الدولة المصرية" للسياسى والمؤرخ الفرنسى Gabriel Hanotaux والذى نشر عام 1936، كتاب وصف مصر المنشور عام 1922 وهو كتاب مهم جدا (ليس الكتاب الخاص بالحملة الفرنسية) - كتاب "مصر وإسماعيل باشا " للمؤرخ الفرنسى Sacre Amedee ، كما تضمنت "الحملات البحرية لمحمد على وإبراهيم باشا" المنشور عام 1935، كتاب "الجغرافيا القديمة " لعالم الجغرافيا الشهير Jean Baptiste Bourguignon d'Anville كما اشتملت على مجموعة متفردة من كتب التاريخ الطبيعى منها " التاريخ الطبيعى للطيور فى الولايات المتحدة " المنشور عام 1825 وكتاب "تاريخ الطيور فى أوروبا" المنشور عام 1849، وإضافة إلى ذلك تضمنت المجموعة مخطوط "تقرير العلامة شمس الدين الأنبارى على شرح سعد الدين التفتاز الشهيرة بالتجريد فى علم المعانى والبيان والبديع"، مجموعة طوابع نادرة Philatelia، ومجلد لوحات وصفية وإيضاحية عن الفاتيكان، كما اشتملت على مجموعة من الخرائط متوسطة الحجم عن مصر، إضافة إلى لوحة فرمان عثمانى. وقبل حصول وزارة الثقافة على بعض من مقتنيات المكتبة التراثية ننشر كل التفاصيل الكاملة المتعلقة بحالة الجدل التى أثرتها مكتبه حسن كامى العريقة البرلمان يتدخل للحفاظ على مكتبة حسن كامى كثرت الأقاويل وزاردت حالة الجدل، وتدخل البرلمان، حيث دعا النائب أسامة هيكل، رئيس لجنة الثقافة والإعلام والآثار، ورثة الفنان الراحل حسن كامى، بالتبرع بمكتبة المستشرق المملوكة للفنان القدير، إلى مكتبة الإسكندرية أو دار الكتب بهدف الحفاظ عليها وعلى النوادر الموجودة بها، مشددًا: "الورثة هم أصحاب القرار فى التبرع بها من عدمه، وليس قرار أحد فى الدولة". وأوضح أسامة هيكل، فى تصريحات سابقة لـ"انفراد"، أن الدستور صان الملكية الخاصة أكثر من الملكية العامة، متابعًا: "حسن كامى كان فنانا ومثقفًا كبيرًا، وكان صديقًا، وأنا أدعو ورثته بالتبرع بها، لأنه من الأولى الحفاظ عليها فى مؤسسة كبيرة". محامى حسن كامى: الفنان الراحل لا يملك إلا 1% من كتب المكتبة؟! ونظرًا لما تضمه تضه المكتبة نحو أكثر من أربعين ألف عنوان، بين كتب قيمة ولوحات فنية نادرة، بينها واحدة ضمن ثلاثة فقط حول العالم، ومخطوطات من كتاب "وصف مصر"، بجانب تحف ولوحات فنية نادرة، كثرت حالة الجدل فترة على مواقع التواصل الاجتماعى، وفى البرامج التليفزيونية، قال عمرو رمضان، محامى أسرة الفنان الراحل حسن كامى، إن مكتبة الفنان الراحل، لها سجل تجارى وبطاقة ضريبية لبيع الكتب وليست متحفًا أو بها مخطوطات أثرية كما يقول البعض، ومن حق أى حد أن يشترى منها الكتاب الذى يفضله"، مشددًا على أنه اشترى من الراحل أسهمه فى هذه المكتبة منذ قرابة 10 شهور. وأضاف "رمضان" خلال اتصال هاتفى ببرنامج "كل يوم"، الذى يقدمه الإعلامى وائل الإبراشى، عبر فضائية "on e"، أن الراحل لا يملك أكثر من 1% من أسهم المكتبة، وهناك شركاء أخرون مضيفًا أن الفنان الراحل كان يشرف ويدير على المكتبة أدبيًا وكل ما يملكه بها 1% ". مكتبة الإسكندرية توقع مع ورثة الفنان الراحل حسن كامى للحصول على مكتبته الخاصة فى شهر ديسمبر الماضى، وقعت مكتبة الإسكندرية مع ورثة الفنان الراحل حسن كامى للحصول على مكتبته الخاصة. وينض العقد على أن أسرة الفنان الراحل سوف تحدد ما هو إهداء وما هو للبيع، وهو عقد مبدئى لحين انتهاء الإجراءات القانونية للورثة. وقد أكد الدكتور مصطفى الفقى، مدير مكتبة الإسكندرية على أنه تفقد أكثر من مرة مكتبة الفنان الراحل وكانت مكتبة قيمة جدا تحوى كتب لها قيمة تراثية كبيرة مثل كتاب وصف مصر النسخة الأصلية وأن مكتبة حسن كامى سوف تثرى مكتبة الإسكندرية. وزارة الثقافة ترفع مذكرة للنيابة العامة بخصوص مكتبة حسن كامى وحسمت وزارة الثقافة هذا الجدل، حيث قامت باتخاذ كل الإجراءات القانونية لحماية مقتنيات مكتبة الفنان الراحل حسن كامى، والتى تضم مخطوطات وكتب ووثائق نادرة، حيث تم تشكيل لجنة برئاسة الدكتور هشام عزمى رئيس دار الكتب والوثائق القومية لفحص وجرد كافة محتويات المكتبة، وإعداد تقرير مفصل عنها على الفور لما تحتويه المكتبة من مقتنيات تراثية. كما تمت مخاطبة النيابة العامة (نيابة قصر النيل) باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة للحفاظ على المقتنيات الفنية التراثية الموجودة بالمكتبة، وعدم تمكين أى من الورثة أو غيرهم من التصرف فيها إلا بعد انتهاء اللجنة المشكلة وفقًا للمادة الثالثة من القانون 8 لسنة 2009 وتعديلاته من فحص وجرد محتويات المكتبة، وتم أيضا تكليف الإدارة المركزية للشئون القانونية بوزارة الثقافة لإنذار كل من الورثة والحائز للمكتبة بمنع التصرف فى محتوياتها إلا بعد انتهاء أعمال اللجنة. جدير بالذكر، أن تاريخ تأسيس المكتبة لنهاية القرن التاسع عشر على يد يهودى مصرى يدعى "فيلدمان" لتكون مرجعًا للمهتمين من مستشرقى الغرب، ومن هنا أطلق عليها اسم "المستشرق"، قبل أن يرحل عن مصر عقب العدوان الثلاثى فى عام 1956.