أصبح موقع "8chan" الإلكترونى الأمريكى هو كلمة السر فى عدد من أبرز حوادث إطلاق النار، مما أجبر الشبكة التى تقدم خدمات بثه على شبكة الإنترنت إلى إعلان توقيف تشغيله.
وقبل أن ينفذ المتهم فى حادث إطلاق النار فى على المصلين بمسجدين بنيوزيلندا فى مارس الماضى جريمته، نشر بيانًا مطولاً مؤيدًا للقوميين البيض ورابط للبث المباشر لجريمته على موقع8chan، وهو منتدى إلكترونى لليمين المتشددة وقلعة سيئة السمعة لخطاب الكراهية، كما تصفه تقارير صحفية.
وكذلك، فإن المشتبه به فى إطلاق النار على معبد يهودى فى كاليفورنيا قتل شخصا وأصاب ثلاثة، كان قد نشر خطابًا عنصريًا ومعاديًا للسامية على نفس المنتدى، ويعتقد أن منفذ الهجوم فى "إل باسو" بتسكاس الذى أودى بحياة ما لا يقل عن 20 شخصًا، قد نشر خطابًا عن القومية البيضاء على المنصة ذاتها.
وبالتالى يصبح الهجوم الأحدث فى "إل باسو" ثالث إطلاق نار جماعى فى أقل من ستة أشهر يتم الإعلان عنه مسبقًا على الموقع الذى يستطيع من خلال المستخدمين أن ينشروا مواردهم دون الكشف عن هويتم، الأول استهدف المسلمين والثانى استهدف اليهود والثالث استهدف على ما يبدو قتل اللاتينيين.
وبحسب ما توضح صحيفة "الجارديان" فإن "8 تشان" موقع إلكترونى يستطيع المستخدم فيه أن ينشىء لوحات خاصة به عن موضوعات تتراوح ما بين الرسوم المتحركة والعملة المشفرة والسياسة وألعاب الفيديو، ويشارك الجميع المحتوى بشكل مجهول الهوية، والقاعدة الوحيدة هى أنه يجب على المستخدمين عدم نشر محتوى غير قانونى فى الولايات المتحدة مثل مواد استغلال الأطفال.
لكن التطرف كان أمرًا أساسيًا لهوية المنتدى منذ أن أسسه فى عام 2013 مبرمج كمبيوتر يدعى فريدريك برينان، والذى نأى بنفسه فيما بعد عن كتاباته ومعتقداته السابقة وقتل علاقته مع الموقع.
وقد أعلنت شبكة "كلاود فلاير" لتقديم خدمات الإنترنت وقف الموقع بعد حادث الأخير، وذلك عقب مطالبة مؤسس الموقع بضرورة إغلاقه.
وقالت كلاودفلير إنها تقطع خدماتها عن الموقع، منتصف ليل أمس الاثنين، وفقًا لما أعلن رئيسها التنفيذى ماثيو برنس فى بيان، على الرغم من أنه أشار إلى أن شبكة أخرى مقدمة لخدمات الإنترنت يمكن أن تعيد الموقع للعمل مرة أخرى وهو ما حدث فى عام 2017.
وقال "برنس" إن المنطق بسيط فقد أثبتوا أنهم خارجون عن القانون وأن هذه الفوضى وغياب القانون قد تسببت فى وفيات عديدة مأسوية، وحتى لو لم يكن الموقع قد انتهك نص القانون برفض التخفيف من حدة مجتمعه الملئ بالكراهية، فإنهم أنشأوا بيئة تكشف عن انتهاكها لروح القانون.
وكان فريدريك برينان مؤسس موقع8chanقد طالب فى مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" بإغلاق الموقع، مشيرا إلى أنه لا يقدم أى شىء جيد للعالم، وأنه سلبى تمامًا للجميع فيما عدا المستخدمين، بل إنه سلبى لهم أيضا لكنهم لا يدركون ذلك.
وسبق أن اتخذت كلاود فلاير موقفا إزاء موقعThe Daily Stormr، الذى يبث كراهية النازيين الجدد فى عام 2017 بعد الاحتجاجات العنيفة لليمين التطرف فى شارلوتسفيل بفرجينيا، حيث أوقف المدير التنفيذى للشبكة توفير الحماية للموقع. وتم إجبار الموقع لاحقا على التوقف عن العمل فى الإنترنت المفتوح والاتجاه إلى ما يسمى بالشبكة المظلمة والتى لا يستطيع مستخدم الويب العادى الوصول إليها. لكنه عاد مرة أخرى إلى شبكة الإنترنت العادية.