فتحت نيابة جنوب القاهرة الكلية، تحقيقات موسعة لكشف لغز الحادث الإرهابى الذى وقع فى ساعة متأخرة، يوم الأحد الماضى، وأسفر عن وفاة 22 شخصا وإصابة 45 آخرين، فى منطقة قصر العينى أمام معهد الأورام، واستمعت النيابة لأقوال المصابين والشهود والأطباء العاملين في المعهد حول الحادث وملابساته.
وقال 6 من المصابين بعد تحسن حالتهم الصحية، بمستشفى معهد ناصر، خلال تحقيقات النيابة، أنهم تصادف مرورهم وقت حادث تصادم السيارات، مؤكدين أنهم من منطقة البساتين وكانوا قادمين في ميكروباصات تابعة لحفل زفاف بنادي المعلمين في الجزيرة، بدائرة قسم شرطة السيدة زينب، لافتين إلى أنهم فوجئوا بصوت الانفجار بعد وقوع الحادث وسقوطهم مصابين، موضحين أن معظمهم من أقارب ومعارف أصحاب حفل الزفاف.
وتبيّن من التحقيقات ، أنَّ السيارة المستخدمة في الحادث كانت تسير عكس الاتجاه أمام المعهد وانفجرت وبداخلها كمية من المواد المتفجرة، ما أدى لوقوع الضحايا والمصابين، وبيّن فحص السيارة وبياناتها أنَّها مسروقة منذ عدة أشهر من محافظة المنوفية.
وتوصلت التحريات المبدئية وجمع المعلومات، إلى وقوف حركة "حسم" التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية وراء الإعداد والتجهيز لتلك السيارة، استعدادًا لتنفيذ إحدى العمليات الإرهابية بمعرفة أحد عناصرها.
وتبين من معاينة النيابة أن الحادث أسفر عنه تدمير الواجهة الخاصة بمعهد الأورام، وبعض الغرف القريبة من الشارع، وتبين وجود حفرات في الأرض، نتيجة تصادم السيارات وتضررها من الانفجار، كما تضرر عدد من وجهات المنازل المحيطة بمكان الحادث، بالإضافة إلى تضرر أكثر من 10 سيارات وتحطم زجاجها، وسقط بعض حطام السيارات على الأرض واشتعال النيران بها، والآخر سقط في مياه النيل نتيجة التصادم الشديد من السيارة التي كانت قادمة عكس الاتجاه.
وكشفت تحقيقات النيابة، أن من بين جثث الضحايا طفلة عمرها لا يتحاوز 4 أعوام، وأخرى لم يتجاوز عمرها 11 عامًا، حيث تبين أنها سقطت عقب تفحمها وتطايرها من شدة الانفجار في مياه النيل، وتم انتشال جثتها.
وأشارت التحقيقات ، إلى أن هناك 4 جثث مجهولين تم سحب عينات منهم، لإجراء تحاليل DNA، والتوصل إلى هويتهم، فيما يتلقى جميع المصابين العلاج حتى الآن ولم يخرج أي منهم.
كما ناظرت النيابة جثامين المجني عليهم، وأجرت معاينة لمكان الحادث أمام معهد الأورم، وذلك في إطار استكمال عناصر التحقيق للوصول لمنفذ الحادث ومن ساعده أو شاركه في التخطيط والتنفيذ.
كما قررت النيابة التحفظ على كاميرات المراقبة، وتشكيل لجنة هندسية، لفحص المعهد والمنطقة المحيطة وإعداد تقرير عن حالتها ووضعها وتضررها من الحادث من عدمه.
وكانت قد انتهت مصلحة الطب الشرعى من تشريح 22 جثمانا، نقلوا من موقع حادث الانفجارى الإرهابى أمام معهد الأورام، وحصلت دار التشريح على عينات من هذه الجثامين لتحليل الـdna.
وكان مصدر أمنى أكد أنه حال سير إحدى السيارات الملاكى المسرعة عكس الاتجاه بطريق الخطأ بشارع كورنيش النيل أمام معهد الأورام بدائرة قسم شرطة السيدة زينب، اصطدمت بالمواجهة بعدد 3 سيارات، الأمر الذى أدى إلى حدوث انفجار نتيجة الاصطدام بسبب وجود مواد متفجرة بالسيارة الملاكى، ما أسفر عن مصرع وإصابة عدد من المواطنين.
بدوره، تقدم الرئيس عبدالفتاح السيسي، بخالص التعازي للشعب المصري ولأسر الشهداء الذين سقطوا نتيجة الحادث الإرهابي، متمنيًا الشفاء للمصابين، متوعدًا بمواجهة الإرهاب واقتلاع جذوره.
وأمر النائب العام المستشار نبيل أحمد صادق بانتقال فريق من أعضاء نيابة جنوب القاهرة الكلية لموقع حادث الانفجار الذي وقع أمام معهد الأورام بمنطقة قصر العيني، وإجراء المعاينات اللازمة؛ للوقوف على أسباب وكيفية وقوع الحادث.