يبدوا أن البريطانيين باتوا على موعد مع حياة غير سهلة كما هو معتاد، فبعد تعثر سيناريوهات البريطانى من عضوية الاتحاد الأوروبى، المعروف إعلامياً باسم بريكست، وتزايد التحذيرات من التداعيات الاقتصادية التى ربما تكون خارج قدرة البعض على الاحتمال حال اتمام تلك الخطوة، تسللت حالة من القلق إلى دوائر اقتصادية وشركات وسلاسل مطاعم يتعامل معها المواطن البريطانى بشكل شبه يومى.
ودفع الخوف من المجهول الذى يتنظر لندن بعد الخروج، سلاسل مطاعم البينزا الشهيرة إلى توفير ملايين الجنيهات الاسترلينية لتخزين المكونات الخاصة بمنتجاتها مثل الصلصة والدقيق والمنتجات القابلة للتخزين مثل التونة واللحوم المصنعة وغيرها.
وفى تقرير لها الثلاثاء، قالت صحيفة الجارديان إن دومينوز بيتزا انفقت ذلك المبلغ بالفعل تحسبا لتعطل الإمدادات حال حدوث بريكست بدون اتفاق، ونقلت عن الشركة قولها إن احتمالية نقص المكونات قد زاد منذ آخر تحديث لها فى مارس، حيث تشترى الشركة الدقيق والجبن فى بريطانيا لكنها تحصل على صلصة الطماطم الخاصة بها من البرتغال، وتشمل المكونات الأخرى المستوردة التى تمت إضافتها إلى مخزون الدجاج المجمد وجميع المنتجات طويلة العمر مثل التونة والأناناس.
ويعد المستوردون البريطانيون للأغذية القابلة للتلف من أكثر المهددين باحتمال بريكست بدون اتفاق، حيث يعتقد أغلب خبراء التجارة أن الخروج بدون صفقة سيؤدى إلى تأخر على الحدود وزيادة احتمال ارتفاع الأسعار، وأكدت حكومة بوريس جونسون أن بريطانيا ستغادر الاتحاد الأوروبى فى الموعد النهائى المحدد فى 31 أكتوبر باتفاق أو بدونه.
وقالت دومنيوز بيتزا يوم الثلاثاء، إن احتمال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى بدون اتفاق يحمل مخاطر متزايدة بتعطل إمدادات المواد الخام إلى بريطانيا وتقلب العملات الأجنبية مما قد يزيد من تكاليف الغذاء.
وأى تعطيل يسببه البريكست سيأتى فى وقت صعب لدومنيوز بيتزا التى تبحث عن قيادة جديدة فى ظل توسع أوروبى متعثر ونزاع طويل الأمد مع أصحاب الامتياز حول حصة الأرباح.
ولا تقتصر الأزمات المحتملة فى حياة البريطانيين مستقبلاً على الحرمان من البيتزا المميزة ، فالحلويات وبمقدمتها الشيكولاتة فى مقدمة المنتجات المرشحة للحد من حجمها أو جودتها أو زيادة أسعارها بشكل لافت. ففى وقت سابق، أعلنت شركة مونديليز للحلويات تخفيض وزن الشيكولاتة كما تجرى حالياً دراسة لزيادة السعر بنسبة تتراوح ما بين 20% لـ 25% لمواجهة التداعيات المحتملة، بحسب ما نشرته صحيفة الجارديان.
ومن الشركات التى استبقت الأحداث، وبادرت بزيادة السعر بسبب بريكست شركة "فريدو"، حيث أقدمت على هذه الخطوة منتصف 2017.
ورغم وعدها السابق للبريطانيين بـ"ثبات الحجم"، إلا أن هناك توقعات بأن تتخلى شركة "نستله" السويسرية عن التزاماتها ، بعدما قالت فى نهاية 2016 فى بيان لها إن "كيت كات المكونة من 4 ألواح ستظل كما هى ، ولن تنخفض إلى 3"، أو ستقدم على أقل تقدير على رفع سعرها للوفاء بهذا الالتزام أمام جمهورها فى المملكة المتحدة.