بالتزامن مع انعقاد الاجتماع الذى يجريه الوفد المصرى مع الجانب الإيطالى لتبادل المعلومات حول حادث مقتل الطالب جوليو ريجينى، تسعى جماعة الإخوان الإرهابية بدعم من تنظيمها الدولى، لتشويه صورة مصر أمام الرأى العام الأوروبى، وإمداد الصحف ووسائل الإعلام بمعلومات مغلوطة عن الأوضاع الأمنية فى مصر، وجهاز الشرطة المصرى، وحالات الاختفاء القسرى، وعناصر الإخوان الموجودين فى السجون.
وقد رصدت جماعة الإخوان الإرهابية مبالغ مالية طائلة للتواصل مع الصحف ووسائل الإعلام الإيطالية، وإمدادها بأسماء وعناوين وصور لأشخاص، تعرضوا لعنف من جانب الشرطة المصرية مستغلين الأحداث التى شهدتها مصر فى ثورة 25 يناير، والاشتباكات بين المواطنين وقوات الأمن، وجمع هذه الحالات فى ملفات وتسليمها للصحف الإيطالية لتكون دليلا على عنف أجهزة الأمن، وذريعة لاتهام الشرطة المصرية فى قتل الطالب الإيطالى "جوليو ريجينى".
وقالت مصادر مطلعة لـ" انفراد " إن وسائل الإعلام الإيطالية تشن هجوما عنيفاً على جهاز الشرطة المصرى بدعم من جماعة الإخوان الإرهابية، التى وظفّت مجموعات من قواعدها فى إيطاليا ولندن وألمانيا للعمل على هذه القضية خلال الوقت الراهن وترجمة أشهر الحوادث التى وقعت فى مصر خلال الفترة الماضية إلى اللغة الإيطالية، بالإضافة إلى إرسال صور من عمليات فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة والزعم بأنها عمليات اعتداء من الشرطة المصرية وأجهزة الأمن على المواطنين الأبرياء.
وأوضحت المصادر أن جماعة الإخوان الإرهابية وجدت من مقتل الشاب الإيطالى جوليو ريجينى فى القاهرة فرصة كبيرة لتشويه صورة مصر دوليا، واتهام النظام المصرى بأنه يدعم العنف ويعتدى على المواطنين الأبرياء، بعدما فشلت كل محاولاتهم خلال الفترة الماضية لإضعاف مصر وتطبيق خطة الحصار الاقتصادى عليها، وضرب السياحة وقطع علاقتها مع الدول الأوروبية، خاصة إيطاليا، التى باتت شريك استراتيجى لمصر فى الفترة الماضية، وهناك حجم تجارة واستثمارات بينية ضخمة بين البلدين، بالإضافة إلى أن أكبر الشركات الإيطالية تعمل فى مصر بأكبر حقول الغاز المكتشفة فى البحر المتوسط.
وأشارت المصادر إلى أن التسجيل الذى تم تصويره مطلع الأسبوع الجارى مع والدة " خالد سعيد " جماعة الإخوان الإرهابية هى المسئولة عنه، وقامت بترجمته إلى عدة لغات ورفعه على موقع " يوتيوب " بالإضافة إلى نشره بصورة غير مسبوقه عبر وسائل التواصل الاجتماعى، من خلال لجانها الاليكترونية فى إطار حملة ممنهجة، لاستغلال قضية ريجينى فى تشويه صورة مصر أمام الرأى العام العالمى والإدعاء بأن الشرطة المصرية تمارس قهرا وتعذيبا ضد الأجانب الوافدين إليها، والربط بين مقتل ريجينى وحادثة خالد سعيد، الذى تورطت الشرطة فى قتله قبل ثورة 25 يناير 2010، إبان حكم الرئيس المخلوع حسنى مبارك.
وكشفت المصادر أن جماعة الإخوان تدير قضية ريجينى من العاصمة البريطانية لندن، فى إطار خطة منظمة، يقودها عدد من شباب الجماعة، الذين يتواصلون مع مراكز حقوقية ومنظمات دولية وتسليمها كشوف وصور وفيديوهات بوقائع تدّعى أن الشرطة المصرية مارست عنفا غير مبرر ضد مواطنين أبرياء، موضحة أن عناصر من الجماعة نجحت مؤخرا فى التواصل مع الأمن الإيطالى وأجهزة الاستخبارات هناك بهدف تشويه صورة مصر، والإدلاء بمعلومات مضللة عن الأوضاع الأمنية، وأسلوب جهاز الشرطة فى التعامل مع المواطنين، والترويج لفكرة أن جهاز الشرطة المصرية هو المتورط الرئيسى فى قضية مقتل الطالب الإيطالى جوليو ريجينى؟.
وأكدت المصادر أن جماعة الإخوان الإرهابية تستهدف من قضية ريجينى قطع العلاقات السياسية والدبلوماسية بين مصر ودول الاتحاد الأوروبى فى الوقت الراهن، خاصة وأن الاتحاد الأوروبى يعد الشريك الاقتصادى الأكبر لمصر، بالإضافة إلى ضرب فكرة عودة السياحة الأوروبية إلى مصر مرة أخرى، بدعوى أن تورط الأمن المصرى فى مقتل الطالب الإيطالى وفشله فى تقديم الفاعل الحقيقى للجريمة.