الإثنين 2024-12-23
القاهره 09:19 م
الإثنين 2024-12-23
القاهره 09:19 م
تحقيقات وملفات
"قرية لا تعرف البطالة".. محلة مرحوم بالغربية تنتصر على المستحيل..الأولى على الجمهورية فى تصنيع العقادة وفرنشات الستائر.. 95% من أبنائها يعملون فى مئات الورش بها.. ومنتجاتها تغزو الأسواق العربية والأجن
الإثنين، 12 أغسطس 2019 12:07 ص
"محلة مرحوم" إحدى قرى مركز طنطا بمحافظة الغربية، قرية اشتهرت بتصنيع العقادة والفرنشات الخاصة بالستائر وتنفرد بهذه الصناعة على مستوى الجمهورية، وغزت الأسوق العربية والأوروبية والأفريقية من خلال أعمال يدوية أبهرت العالم، بتصميماتها المتميزة والجودة العالية بتقنية عالية. وأصبحت القرية من القرى الأولى على مستوى الجمهورية فى محاربة البطالة، حيث يعمل فى هذه المهنة أكثر من 95% من أبنائها بجانب العمل الزراعى والحكومي، ويعمل بها الأطفال والشباب والبنات والسيدات والرجال وكبار السن، حتى سن الـ60عاما، وتُعد هذه المهنة من المهن التى تحتاج إلى حرفية عالية فى إنتاجها مثل السجاد اليدوى. وتُعد من أكبر قرى المحافظة والتى لا يوجد بها عاطل واحد، وبرغم المعاناة التى تعانيها هذه الصناعة خلال هذه الفترة بعد دخول الصين فى المنافسة ومحاولة إغراق السوق المصرى بمنتجات مصنعة بآلات حديثة، إلا أن الصناعة اليدوية مازالت متربعة على العرش ولا يمكن أن ينافسها أى منتج. وطالب أصحاب الورش بفرض رسوم جمركية على الصناعات الواردة من الصين للنهوض بالصناعة المصرية والحفاظ على هيبتها واستمرارها فى غزو الأسواق العربية والعالمية. "انفراد" قام بجولة داخل عالم صناعة العقادة والفرنشات بورش التصنيع بالقرية، حيثيقول محمد إبراهيم الشنشورى 44 عاما أحد صنايعية العقاد، إنه يعمل فى هذه المهنة منذ صغر سنه، مضيفا أن المرحلة الأولى للعمل هى مرحلة الحرير ويأتى أبيض خام ويتم صباغته وكسوته ولفه على بكر خيط، وتجهيز النول اليدوى لتصنيع الرسمة المطلوبة حسب الطلب، والبدء فى التنفيذ. وأشار أن يستخدم يديه وقدميه فى العمل، حيث يُمسك بـ مكوكين بيده، ويقوم بالضغط على دواسات خشبية بقدمه، وبمرور الوقت تعود على العمل على الدواسات دون النظر لها، وعل حسب رسمة الشريط يُحدد عدد الدواسات المستخدمة. وأوضح أنه يعمل من التاسعة صباحا حتى العصر، ثم يتوجه للمنزل ساعتين راحة ويعود للورشة لاستئناف العمل حتى التاسعة مساء، مبينا أنه يُصنع 20 مترا فى اليوم من الشريط. من جانبه يضيف شريف السيسى أحد أقدم العقادين بالقرية، بأنه يعمل فى هذه المهنة وعمره 5 سنوات، وتدرج فيها من صبى إلى صنايعى إلى صاحب عمل، وكان يطور فى المهنة بمرور الوقت، وبدأ يغزو الأسواق المحلية بمنتجاته، ثم قام بالتصدير إلى الدول العربية والأوروبية. وأشار أن هذه المهنة تراثية وبدأت فى فرنسا التى لا يوجد لها منافس، والأن أصبحت الصين تنافس فى المجال، وبدأت دول أفريقيا تدخل سباق المنافسة، منها جنوب أفريقيا مؤكدا أن القرية تتميز بالشغل اليدوى وهو ما يميزنا عن باقى المنتجات المصنوعة بالماكينات، ونعتمد على اليد فى العمل والتى تعطى منتج بكفاءة عالية، ونتمتع بالصبر والجلد فى التصنيع. وأضافأحد أقدم العقادين بالقرية أن الخامات المستخدمة ليست مصرية ماعدا القطن فقط قطن مصري، اما الحرير فيتم استيراده من الهند والصين. واستطرد أحد أقدم العقادين، أن القرية بالكامل تعمل فى المهنة عدا 5%من سكانها يعملون فى الزراعة ورغم ذلك هناك زوجاتهم وبناتهم يعملون فى هذه المهنة داخل البيوت، وتعد المهنة هى المصدر الرئيسى للدخل لابناء القرية، ويتم التصدير للدول العربية ودول أوروبا. وأوضح أن الصناعة أساسها الخواجة الفرنساوى وبدأت تتطور شيئا فشيئا، ونعتمد فى عملنا على استخدام الأنوال اليدوية القديمة، والتى تستخدم فى الأصل فى صناعة السجاد اليدوى والكليم، ونقوم باستخدامه فى تصنيع "الفرنشات"، مشيرا أنه يقوم بتقليد بعض الموديلات الفرنسية اليدوية بنفس الجودة. وكشف أن الصين بدأت فى تقليد منتجات ورش ومصانع الفرنشات بالقرية، معتمدة على الماكينات المتطورة ولكن لم تصل لنفس جودة المنتج اليدوي، وأصبحت تغزو الأسواق بالدول العربية بمنتجاتها، وهو ما بدأ يحول وجه الدول العربية إلى الاستيراد من الصين وترتب عليه تعرض الصنعة بقريتنا إلى بعض الركود بنسبة 40%. وأضاف" السيسي" أن عالم تصنيع الفرنشات والعقادة يتميز بالتطور طوال الوقت، ويحتاج إلى البحث عن افكار جديدة، والتفكير خارج الصندوق لإخراج منتجات تُجذب الجمهور لها. وأوضح أن رباط الستائر يستخدم فى تصنيع الخشب الزان أو السويد ويتم خرطه فى ورش النجارة، وتسليم الخشب والحرير للفتيات العاملات لديه، لوضع الحرير على الخشب بواسطة "الإبر"، وبعد ذلك يتم صباغة الحرير فى مرحلة التجهيز حسب لون الستائر المطلوبة، ثم يتم عمل فتلة البرم وإخراج الرباط فى شكله النهائي. وأشارأحد أقدم العقادين بالقرية، إلى أنه يقوم بإرسال كتالوج بالموديلات بأرقامها إلى العميل سواء فى الدول العربية أو الأوروبية، لاختيار النوعية المطلوبة، وعلى حسب الكمية المطلوبة، يتم تصنيع الكمية وتصديرها للخارج. وأكدأن المصريين هم الأصل فى الاستهلاك، وبدأنا فى تطوير مهنتنا وغزو السوق المحلية والعربية والأوروبية، مؤكدا أن لديه الامكانية لإعطاء دورات تدريبية لمن يرغب فى تعلم أصول وفنون المهنة. ويكملأحد أقدم العقادين بالقرية حديثه قائلا، إنه عمل مع مستر كارتروك كندى الجنسية، ووفر جميع الإمكانيات التى تمكننا من تطوير المهنة، وساعدنا فى تطوير المهنة وفى التسويق فى دول أوروبا، مؤكدا اننا كأصحاب المهنة تعلمنا على يد الخواجة "كلودجاك دكلير" والذى نزل إلى مصر فى 1992وأنشئ مصنعا فى وادى النطرون، وأحدث طفرة فى المهنة، وتعلمنا منه الحرفية والدقة فى التصنيع والانتاج والالتزام فى مواعيد العمل والانتاج وتركيب الألوان. وكشفأن الأصل فى تصنيع الستائر اليدوية، هو رسمها أولا على ورق وتحديد اماكن وحجم الرسومات والمساحات المطلوبة والطول والأرتفاع، مبينا أنه شارك فى معرض "انديكس" بدبى بستارة يدوية وجذبت انتباه المشاركين فى المعرض، وقامت سيدة إماراتية بشرائها بـ5 آلاف دولار. وأردف أنه شارك فى العديد من المعارض عن طريق جهاز تنمية المشروعات، ويقوم الجهاز بإعلانهم بالمعارض المتاحة سواء فى مصر أو فى الدول العربية، ومؤخرا أعلن الجهاز عن معرض فى ميلانو بإيطاليا ولكن كان هناك اشتراطات للمشاركة ومنها إجاده اللغة الانجليزية أو الإيطالية، أو وجود مرافق يحمل الإقامة الإيطالية، مؤكدا أن معارض الجهاز فاتحة خير عليه ويستطيع أن يسوق منتجاته فى الدول التى يشارك فيها الجهاز، ولكن أحيانا يشارك الجهاز فى معارض فى بعض دول أفريقيا وهو ما لا يعود بمكسب عليه، حيث أن المُقبلين على الستائر اليدوية الأشخاص المُطرفين ماديا، وبالتالى فالمشاركة فى معارض الدول الفقيرة بإفريقيا لن تعود عليهم بربح، والعكس فى معارض دول أوروبا فيستطيع من خلالها أن يروج لمنتجاته وتفتح له آفاق وأسواق جديدة وتعاقدات مع المستوردين. اما رضا العطار صاحب معرض لبيع الفرنشات والعقادة، فقال إن الأسعار اختلفت عن الماضي، وأصبح الزبون يطلب المنتجات بأسعار فى متناول يده، وغير مكلفة بسبب غلاء المعيشة. وأشار أن الزبون بدأ يتجه إلى التوفير سواء فى شراء تجهيزات الستائر أو الاخشاب المستخدمة، فبدلا من أن تكلفة الستائر 6 آلاف جنيه أصبح يبحث عن الخامات فى متناول يده بأسعار تناسبه وتكلفة مالا يزيد عن 2000 جنيه، وهو ما ترتب عليه إلى إصابة ورش تصنيع المنتجات اليدوية بالركود، وتحولت قبلة الزبائن من استخدام الشغل اليدوى إلى الشغل الجاهز. وفى ذات السياق تضيف إسراء النحاس طالبة جامعية، بأنها تعمل فى تصنيع الفرنشات بالمنزل منذ 3 سنوات، واستطاعت أن تتعلمها فى أسبوع، وهذه الحرفة لا تحتاج إلى مجهود، وتستطيع أن تُصنع أشكالا متنوعة من الشريط والعقادة خلال فترة قصيرة داخل المنزل. وأضافت أن هناك أنواعا لرسومات الفرنشات منها " شُرابة، بجعة، صفارة، حصيرة"، مؤكدة أنها تعلمت طريقة التصنيع فى وقت قصير والآن أصبحت تصنع أى رسمة بسهولة تامة وهى جالسة بالمنزل.
محافظة الغربية
الدول العربية
الورش
الدول الأوروبية
قرية محلة مرحوم
الستائر
الاكثر مشاهده
"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة
شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه
الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة
رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى
جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية
الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"
"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة
شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه
الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة
رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى
;