"لبيك اللهم لبيك.. الله أكبر.. الله أكبر".. هكذا صدحت أصوات ضيوف الرحمن لدى سقوط الأمطار بكثافة على الأراضى المقدسة فى أول أيام التشريق.
وبدموع الفرحة استقبل الحجاج الأمطار، ورفعوا أكفهم للسماء للدعاء طالبين العفو والمغفرة، فيما أكدت حاجة أنها انتهزت الفرصة وسارعت للأمطار الكثيفة ووقفت أسفل المياه تدعو لمصر.
واستقبل الحجاج الأمطار فى الكعبة المشرفة بالطواف حولها مهللين مكبرين، ولم توقفهم المياه عن الطواف فى مشهد إيمانى خالص.
المظلات و"سجاجيد الصلاة" كانت أدوات الحجاج للوقاية من الأمطار الكثيفة فى الشوارع، حيث لم تمنعهم المياه من التحرك، فيما ظهر فى المشهد رجال الأمن يساعدون الحجاج ويأخذون بأيادى كبار السن بابتسامة تملأ الوجوه.
"السليفي" و"البث المباشر " كان أدوات الحجاج لتوثيق هذه اللحظات الجميلة، مع فرحة مرسومة على الوجوه.
وأكدت البعثة المصرية أن حجاجنا بخير وتتابع معهم تحركاتهم فى الأراضى المقدسة من خلال غرفة العمليات التى تعمل على مدار الـ 24 ساعة.
ووفرت وزارة الداخلية حافلات مجهزة لنقل ضيوف الرحمن وكبار السن، وذلك بناء على توجيهات مستمرة من اللواء محمود توفيق بتقديم كافة التيسيرات للحجاج.
ويقضى الحجاج أيام التشريق، على صعيد منى ابتداءً من اليوم بعد أن باتوا فيها الليلة الماضية استعدادًا لرمى الجمار الثلاث، أو يقضون يومين لمن أراد التعجل، مصداقاً لقوله تعالى "وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِى أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِى يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنْ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ"، أيام لم يرخص فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم الصوم إلا من عجز عن هدى التمتع أو القران وذلك عملا بالحديث الذى رواه البخارى فى صحيحه عن عائشة وابن عمر رضى الله عنهما أنهما قالا:" لم يرخص فى أيام التشريق أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدي".
والحاج يبدأ من اليوم رمى الجمرات الثلاث بدءاً من الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى بسبع حصيات لكل جمرة، يكبر مع كل حصاة، ويدعو بما شاء بعد الصغرى والوسطى مستقبلًا القبلة رافعاً يديه، ويتجنب مزاحمة ومضايقة إخوانه المسلمين.
وإذا رمى الحاجُ الجمارَ يوم غد " ثانى أيام التشريق " كما فعل فى اليوم الأول أباح الله جل وعلا له الانصراف من منى إذا كان متعجلاً وهذا يسمى النفر الأول، وبذلك يسقط عنه المبيت ورمى اليوم الأخير بشرط أن يخرج من منى قبل غروب الشمس وإلا لزمه البقاء لليوم الثالث.
وفى اليوم الثالث من أيام التشريق يرمى الحاج كذلك الجمرات الثلاث كما فعل فى اليومين السابقين، ثم يغادر منى إلى مكة ويطوف حول البيت العتيق للوداع ليكون آخر عهده بالبيت امتثالاً لأمره صلى الله عليه وسلم الذى قال "لا ينفرن أحدكم حتى يكون آخر عهده بالبيت"، وفى ترك طواف الوداع دم لأنه واجب، ولا يعفى منه إلا الحائض والنفساء ثم الرحيل من مكة.