كشفت قيادات بجبهة النصرة، والجماعة الإسلامية، مقتل الرجل الأخطر فى الجماعة الإسلامية، خلال تواجده فى سوريا، كما كشفت وسائل إعلام سورية أن رئيس مجلس الشورى السابق للجماعة الإسلامية انضم خلال الفترة الأخيرة لجبهة النصرة.
وسافر رفاعى طه، إلى تركيا عقب عزل محمد مرسى مباشرة، وتواجد فى مدينة اسطنبول، حيث مركز تواجد القيادات الإسلامية الهاربة، وظهر على بعض قنوات الإخوان يتحدث فيها عن وجهة نظره فى الأوضاع بمصر كان من بينها قناة الشرق.
وكشف عاصم عبد الماجد، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، عن مقتل رفاعى أحمد طه، رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية السابق، فى سوريا خلال مهمة كان يقوم بها لتوحيد جبهتى النصرة وأحرار الشام.
وقال عبد الماجد، فى تصريح له عبر صفحته على "فيس بوك":"منذ الفجر وأنا أكتم هذا الخبر بين أضلعى رجاء أن يتم نفيه، يبدو أن بعضهم يؤكده الآن، مقتل الشيخ رفاعى أحمد طه فى سوريا، تعرضت سيارته لقصف بصاروخ جوى، كان فى مهمة لتوحيد النصرة وأحرار الشام".
يأتى هذا فيما نقلت جبهة النصرة أن خمسة قياديين فى التنظيم، فرع القاعدة فى بلاد الشام قتلوا بعد استهداف سيارة لهم بصاروخ موجه من قبل طائرة بدون طيارة فى منطقة وادى النسيم فى إدلب، وقالت مصادر مقربة من تنظيم جبهة النصرة أن من بين القتلى رفاعى طه وهو قيادى بارز بالجبهة، وقيادى سابق فى مجلس شورى الجماعة الإسلامية.
رفاعى أحمد طه من مواليد 1953م ولد بأسوان وانتظم بكلية التجارة فى جامعة أسيوط، حيث عاصر بزوغ الجماعة الإسلامية فى جامعات الوجه القبلى الممتدة من بنى سويف وحتى أسيوط وقنا
وينتمى رفاعى طه للجيل الأول الذى لعب دورا هاما فى تأسيس الجماعة الإسلامية المصرية قبل أن تصبح تنظيما.
وعلم رفاعى طه بتحول الجماعة الإسلامية إلى تنظيم، فى يناير عام 1980 م وانضم إليها وكان أحد الذين شملتهم قرارات 3 سبتمبر عام 1981م التى أصدرها الرئيس الراحل أنور السادات وقضت بالقبض على 1536 معارضا من كافة الاتجاهات السياسية المصرية، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، وأغلبهم كان من الإسلاميين فى هذا الوقت.
تولى رفاعى طه منصب رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية بالخارج ومسئول الجناح العسكرى بالجماعة، وشارك فى تأسيس تنظيم القاعدة، كما ينسب له إصدار البيان الخاص بعملية تفجير المدمرة كول قرب السواحل اليمنية عام 2000، بالإضافة إلى كتاب "إماطة اللثام عن بعض أحكام ذروة سنام الإسلام"، والذى تضمن اعترافا وتبريرا لمذبحة الأقصر عام 1997 والتى تعد أبرز حادث عنف ضد السائحين فى تاريخ مصر الحديث.
وعن علاقاته باسامة بن لادن، كان يقول فى أحد الحوارات الصحفية:" عند خروجى من مصر لم يكن إلى أفغانستان مباشرة، بل غادرت أرض الوطن إلى السعودية لتأدية فريضة الحج ثم إلى أفغانستان، والحقيقة أن ليس كل السنوات التى قضيتها خارج مصر كانت فى أفغانستان، بل كانت زياراتى إلى أفغانستان قليلة، فكنت متجولاً بين عدة دول عربية.. أما طبيعة العلاقة بين الجماعة وأسامة بن لادن فكانت علاقة ود واحترام، حيث إن الجماعة كانت حريصة على أن تكون منفتحة على جميع التوجهات ومختلف الفصائل الإسلامية أو حتى غير إسلامية، ومن هنا جاءت العلاقة بين الجماعة وأسامة بن لادن.
وقد صدر ضده حكم بالإعدام، لكن تم الإفراج عنه عقب ثورة يناير ثم اختفى بعد فض اعتصام رابعة وتواترت أنباء عن هروبه إلى تركيا برفقة محمد شوقى الإسلامبولى وهو الأمر الذى ثبت صحته فيما بعد.
آخر ظهور لرفاعى طه كان فى مقال نشرته الجماعة الإسلامية فى نوفمبر 2014، كشف للمرة الأولى النقاب عن مكان تواجده منذ اختفائه عقب فض اعتصام أنصار الرئيس المعزول فى ميدانى رابعة العدوية ونهضة مصر، حيث أشار فى مقال نشره على موقع حزب البناء والتنمية وخصصه لرثاء "محمد مختار مصطفى المقرئ" إلى أنه يتواجد فى إسطنبول بتركيا التى توفى فيها الأخير.
حرض على حمل السلاح لإعادة "المعزول" محمد مرسى إلى الحكم، لكن الجماعة الإسلامية قالت إنها راجعته، بشأن هذه التصريحات التى دعا فيها لحمل السلاح ضد قوات الجيش والشرطة، وأكدت الجماعة فى بيانٍ صادر عنها أن استراتيجيتها فى التعامل مع الأزمة هى تلك التى اعتمدتها جمعيتها العمومية وتقضى بالمعارضة السلمية والبحث عن حل سياسى.