كشف روسيا قبل الإعلان عن ظهور وثائق بنما بـ"8 أيام"، وذلك يوم 28 مارس، عن أن عددا من وسائل الإعلام الأجنبية تعتزم نشر مواد ملفقة وكاذبة عن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين.
وقال المتحدث باسم الرئيس الروسى دميترى بيسكوف: "هناك منظمة تطلق على نفسها اسم الاتحاد الدولى للتحقيقات الصحفية، تتواجد فى الغرب وفى روسيا، تجهز حملة إعلامية ملفقة عن الرئيس فلاديمير بوتين وعائلته وأصدقاء طفولته".
وأضاف بيسكوف: هذه الممارسات مستمرة وهناك حملة إعلامية أخرى ملفقة، تجهز للأيام القادمة، تدعى "الموضوعية" و"المفاجأة".
ووفقا لبيسكوف، فإن المواد الملفقة ستنشر فى وقت قريب فى ألمانيا، والولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، وفرنسا، وسويسرا، وروسيا والعديد من الدول الأخرى.
وأشار المتحدث الرسمى إلى أن روسيا لديها كل الوسائل لحماية شرف وكرامة الرئيس من الاتهامات الكاذبة، وأكد "لدينا ترسانة كاملة من الوسائل القانونية وطنيا ودوليا، لحماية شرف وكرامة رئيسنا".
ولم يستبعد السكرتير الصحفى للرئيس رفع دعوى قضائية ضد وسائل الإعلام فى حالة نشر معلومات كاذبة عن رئيس الدولة أو أقاربه.
وظهرت وثائق بنما بعد ذلك يوم 4 أبريل لتصبح بمثابة تأكيد للحملة الإعلامية الملفقة التى تتهم بوتين، بالفساد، حيث كشفت وثائق بنما المُسَرَّبَة، تورط الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، فى شبكة من الصفقات الخارجية، والقروض التى وصلت قيمتها إلى حوالى 2 مليار دولار.
وأوضحت الوثائق أن مجموعة من الأصدقاء المقربين للرئيس الروسى فاحشى الثراء، على الرغم من عدم ظهور اسم بوتين فى أى وثيقة من الوثائق المسربة، والتى وصل عددها إلى 11 مليون وثيقة، ولكن ظهور عدد كبير من أسماء أصدقائه المقربين، والذين شاركوا فى صفقات لم يكن من الممكن أن تظهر أسماؤهم بدون رعاية بوتين وموافقته. سيرجى رولداجين، أقرب أصدقاء بوتين، والذى كان السبب الرئيسى فى تعرفه على زوجته لودميلا بوتينا، وكان الأب الروحى لابنته ماريا، استطاع تكوين ثروة وصلت إلى حوالى 100 مليون دولار، أو ربما أكثر من ذلك.
وكشفت الوثائق أن صديق بوتين رولداجين، لديه حصة تصل إلى حوالى 12.5% من أسهم واحدة من كبرى شركات الدعاية والإعلان الروسية، والتى تحقق عوائد سنوية تتجاوز 800 مليون يورو. ووفقا للوثائق، فإن رولداجين كان لديه خيار شراء حصة فى شركة كاماز الروسية، وهى شركة روسية لصناعة السيارات والشاحنات والمركبات العسكرية، ولديه حوالى 15% من أسهم شركة قبرصية.
ويأتى الكرملين ليعلق على الوثائق بعد ظهورها، أعرب المتحدث باسم قصر الرئاسة الروسى (الكرملين) دميترى بيسكوف، اليوم الاثنين، عن خيبة أمل الكرملين من الافتقاد للاحترافية فى التحقيق فى مزاعم الفساد بين أصدقاء الرئيس الروسى فلاديمير بوتين.
وقال بيسكوف - فى تصريحات نقلتها وكالة أنباء "تاس" الروسية - تعليقا على الكشف عن تسريبات وثائق بنما، إن "الممارسات الإعلامية ضد الرئيس مستمرة.. وقد توقعنا هذا الأمر وأعلنا عنه.. فهذه الهجمات متواصلة.. واعترف بأننا نتوقع مزيدا من النتائج الاحترافية لعمل المجتمع الصحفى".
وتابع "فى حقيقة الأمر، لم يتم الإعلان عن الكثير من المعلومات.. وبإمكانى الإعراب عن الإحباط هنا.. وعندما نتحدث عن هذا المجتمع فإن تقاليد التحقيقات الصحفية النوعية هوت إلى مستوى كارثى.. فالكثير من الأشياء مفقودة فى التحقيق، الذى نشر أمس، حيث لا يحدد القائمون عليه شيئا بعينه ويختلقون الحقائق ويزيفونها.. وفى الحقيقة، هم يعدون أنفسهم وينشرون المعلومات ثم يروجونها لدى الجمهور المستهدف".
وأوضح المتحدث باسم الكريملين أن هذا المنتج الإعلامى يستهدف الوصول للعامة فى الداخل، على الرغم من أن بوتين يبدو بعيدا عن أية أدلة، معتبرا أن التحقيق يستهدف بوجه عام زعزعة استقرار الوضع السياسى فى البلاد.
وأشار بيسكوف إلى أنه رغم ذكر التحقيق أسماء دول وزعماء، إلا أنه من الواضح أن "الهدف الرئيسى لمثل هذه الهجمات هو نحن ورئيسنا، خاصة فى سياق الانتخابات البرلمانية القادمة واحتمالات إجراء انتخابات خلال عامين".
ونوه بيسكوف إلى أن الكريملين لا يرى أهمية لرفع دعاوى قضائية بناء على حقائق ناجمة عن هجمات إعلامية، لأن "هناك تخمينات متنوعة حول الرئيس الروسى، وهو أمر أصبح يحدث كثيرا".
ومن جانبه، نفى الرئيس الروسى فلاديمير بوتين وجود أى صلة له بحاسبات خارجية ووصف فضيحة تسريبات وثائق بنما بأنها جزء من الجهود الغربية لإضعاف روسيا.
وقال بوتين، الذى تحدث اليوم الخميس من سانت بطرسبرج، إنه حتى مع عدم ورود اسمه فى أى وثيقة مسربة من شركة الخدمات القانونية البنمية، فإن وسائل الإعلام الغربية دفعت فى اتجاه مزاعم ضلوعه فى أعمال تجارية بالخارج، ووصف بوتين هذه المزاعم بأنها جزء من حملة تضليل تقودها الولايات المتحدة ضد روسيا من أجل إضعاف الحكومة.
وقال بوتين إن صديقه منذ أمد بعيد عازف التشيلو، سيرغى رولدوغين، الذى برز اسمه فى وثائق بنما كمالك لأصول خارجية قيمتها 2 مليار دولار، لم يرتكب شيئا خطأ، أضاف أنه فخور برولدوجين، مشيرا أن هذا الموسيقى أنفق أمواله الشخصية لتعزيز المشروعات الثقافية فى روسيا.