صور.. "الحياة بين الأموات".. تناحر أسرى وأطفال مشردون بين سكان مقابر الإمام الشافعى.. عائلات تفقد ذويهم بسبب انعدام الخدمات وانتشار الأمراض الأوبئة المعدية.. وحياتهم معدومة وسط الموتى ويطاردهم الخوف م

أطفال صغار يمروحن وسط المقابر يتسابقون فيما بينهم، ويلعبون "الاستغماية" يختبئون بين جنبات "شواهد القبور"، حتى لا يراهم أحد، وفى الحقيقة لن يراهم أحد حتى لو لم يختبئوا، ضحكات عالية ترتسم على وجوههم ويكسوها الخجل حينما تنتهى اللعبة بوصولهم إلى "القمة"، وسرعان ما يقطعها صوت الصرخات والبكاء والعويل، والذى يعلن عن قدوم "جنازة"، فتعبس وجوههم الصغيرة ويخيم الصمت عليهم، ليعودون مسرعين إلى منزلهم أعلى المقبرة، ويرتمون فى أحضان أمهاتهم. حياة مليئة بالمخاطر يعيشها سكان المقابر، بعدما قرروا مجبرين لا مخيرين، على مزاحمة سكانها الأصليين من الأموات، وتقاسموا معهم المكان، فضيفوهم وأمنوا لهم المسكن، الذي لم يستطيعوا أن يؤمنوه لأنفسهم بين الأحياء، ووجدوا أنفسهم مخيرين بين اللجوء لأصحاب العالم الأخر أو الارتماء فى أحضان الشوارع والطرقات، يتخذون من أحجار الرصيف وسائد يسندون عليها روؤسهم. رغم احتضان المقابر للأحياء من البشر إلا أنها لم تعطيهم شيئًا سوى المسكن، وتركتهم يواجهون العديد من المخاطر الأخرى، التى تمثلت فى انعدام الأمن وانتشار التلوث، وغياب الخدمات والمرافق العامة، وما ترتب عن ذلك كله من انتشار الأمراض، إضافةً إلى ما خلقته بين الأزواج والابناء من تناحر أسرى، أفضى إلى ارتفاع معدلات الطلاق، وما تلاه من صراع قضائى على النفقات المختلفة. أسر بأكملها تحتل غرفة صغيرة بجوار مقبرة داخل إحدى المدافن الكبرى بالقاهرة القديمة، بعدما أجبرهم الفقر وضيق الحال على مجاروة الموتى، كثيرًا منهم يروون أن تلك الأحواش_كما يطلقون عليه_، تلقى فى قلوبهم الرعب والفزع، خاصة فى فترة المساء، ذلك الخوف الذى لم ينتهى رغم السنوات الطوال التى عاشوها فى تلك المنطقة، فغبار عظام الموتى يداعب أنوفهم، ورائحة الموتى تشاركهم تفاصيل حياتهم التعيسة. تجول "انفراد"، بالمناطق المأهولة بالسكان داخل مقابر الإمام الشافعي والأباجية والقرافة الكبري والبساتين والخارطة والمقابر المتاخمة لصلاح سالم والسيدة عائشة، رصد خلالها مشاهد الحزن واليأس التى تكسو وجوه السكان، وعلامات الشقاء التى يعانون منه. سمية: بشوف عفاريت وأشباح والناس مش بتصدقنى" وسط مقابر "القرافة الكبري" تفترش سمية عبد الواحد البالغة من العمر 55 عام الأرض، أمام باب غرفتها المهدمة التى حصلت عليها رأفه بحالتهم من أصحاب "الحوش"، بعد أن عجزت عن سداد إيجار منزلها فترة طويلة، دفعت صاحب المنزل لطردها، لتشكو حالها قائلة:"لما بحكى أنى بشوف عفاريت وأشباح الناس مش بتصدقنى، ولكنى طوال 30 عام رأيتهم بعينى عدة مرات، كل أمنيتى إنى ألاقى مكان فى وسط الناس، وأهجر الحياة التعيسة فى المقابر التى تحملتها وأعيش فى العمار". "زوجى أصيب بمرض الدرن والحزام الناري وتليف على الرئة وعانى كثيرا قبل أن يتوفي ويتركنى وحيدة اتحمل مسئولية نجلى ونجلتى، لتمر السنين وتدور الأيام وأنا أعيش بالمدفن ولا أمل لى فى الخروج منه أبدًا"، تقول "أم مني" التى انجبت ابنتها الكبرى فى ذلك المكان، وكتب لها أن تعيش فيه منذ ولادتها، وحتى قبل زواجها بأيام قليلة، أنها حاولت الحصول على شقة بمشروعات الاسكان الاجتماعي التي طرحتها الحكومة دون فائدة. وتضيف "أم منى" كما تحب أن تُنادى:"عافرت أنا ونجلى حتى تستكمل ابنتى دراستها وحصلت على "دبلوم صناعى"، بعدها بفترة تعرفت على خطيبها وهو شقيق صديقتها، ولكنى أعانى بسبب عدم توفر المال اللازم لتجهيزها، وابنى أيضًا لم يتزوج حتى الآن رغم تخطيه سن الـ30، فهوى يعود بعد ساعات عمل طويلة منهك القوى وفى يده 50 جنيهًا هى كل ما يتحصل عليه. أثناء غياب نجلى أشعر بالخوف الشديد من أن يأتى أحد ويعتدى علينا، تقول "أم منى"، ذات مرة حاول شخص تحت تأثير المخدرات اقتحام باب غرفة "الحوش"، أثناء وجودى وابنتى بمفردنا؛ لولا أن العناية الألهية أنقذتنا من يده، وهو ما يجعلنى دائمًا حريصة على متابعة ابنتى لحظة بالحظة، فمنذ أن كانت صغيرة، كن اصطحبها طوال الوقت للذهاب للمدرسة، وأتابع معها دروسها خطوة بخطوة. "مفيش حد بيسال علينا، ولا يخبط على بابنا، نفسي أعيش فى شقة أنا وابنى، وأشوفه مرتاح ومتزوج"، تختتم "أم منى حديثها بهذه الكلمات، قائلةً:لا أعلم إذا ما كان خطيب ابنتى سيتركها تزورنى بعد الزواج أم أنها ستغادر وتتركنى وحيدة فى المقابر دون أن يسأل عنى أحد، وأنا مريضة بتضخم وقصور فى الشريان التاجى ومن الممكن أن أموت ولا يشعر بى أحد، فالنهاية لن تكون بعيدة عن هنا، فزوجى مات ودفن فى مقابر الصدقة، ونحن لا نملك منزل فمن أين سيكون لدينا مدفن. وفاء ماتت طفلتها بعد ولادتها بسبب تسمم الحمل نتيجة التلوث وقلة الرعايا الصحية التعليم الجامعى هنا شيئًا فرعيًا لا يتهم به سكان المقابر، فالأهالى يكتفون بحصول ابنائهم على مؤهل "الدبلوم" وعدد قليل من السكان من يطمح أو تتاح له الظروف إلحاق ابنائهم بالتعليم الجامعي. تجلس "وفاء شعبان" والتى تبلغ من العمر 38 عام وأم لطفلتين وفتاة أخرى ماتت بعد ولادتها بأيام قليلة بعد أن أصيبت الأم بتسمم فى الحمل؛ لتحكى قصتها بدموع وحسرة على ما حدث لها وتقول:انتقلت للعيش فى المقابر منذ 4 سنوات بعدما أخبرنى زوجى بعدم قدرته على توفير المال اللازم لإيجار السكن، ورغم رفضى فى البداية، إلا أننى وافقت مرغمةً؛ لأعيش هنا فى عذاب، فى محاولة بائسة للتأقلم أنا وطفلتى على الظروف المعيشية الصعبة. "زوجي يعمل أرزقى يوم معاه وعشرة ممعوش" تقول "وفاء"، تحولت حياة أطفالى منذ أن انتقلنا للعيش هنا إلى مأساة فهم يخشون الخروج من المنزل، ودائمًا ما يبكون ويلحون عليا حتى نعود إلى منزلنا القديم، ودائمًا ما يستفسرون منى عن معانى أكبر من سنهم بكثير، عن الموت وعن التراب والمدافن، وعن إين يذهب هؤلاء الناس الذين يدخلون المقبرة ولا يخرجون منها، فأخبرهم بـ"أننا جميعًا سوى نموت وندفن مثلهم". وبعين مكسورة أعياها الحزن تقول "وفاء"، أصبت بتسمم فى الحمل بسبب التلوث، وسوء الأحوال المعيشية، فلا يوجد صرف صحى هنا، فنحن ننزح الفضلات والمياه لخارج المنزل، وهذه طبيعة الحياة و"ربنا يرحمنا"، ولم أتمكن من تلقى العلاج والرعاية الصحية اللازمة، وماتت الطفلة بعد الولادة ودفنتها بجوارى فى مدافن الصدقة، حتى لا أشعر أنها رحلت عنى بسبب قلة حيلتى. الحج على: لا مفر من الهرب مصير الأموات يلاحقنا والتلفزيون واللمبة مصدر الأمان الوحيد "لا مفر من الهرب، مصير الأموات يلاحقنا" هكذا قال على محمود بيومى البالغ من العمر 70 عام، والذى أخذ من المقابر سكنًا له طوال 50 عام، متابعًا، لدى 6 أبناء يعيشون فى محافظة الفيوم مع والدتهم، بسبب ضيق مساحة الغرفة التى أقطنها ويترددون على من وقت لأخر، وأقوم بتوفير المال اللازم لهم عن طريق "حفر الدفنة"، فأنا أعمل صبى تربى منذ سنوات طويلة. ويتابع "بيومى"، فكرت فى الرحيل عدة مرات، عن هذا المكان، وأن أبحث عن وظيفة أخرى ولكنى لم اهتدى إلى مهنة أخرى فأنا على مشارف الموت، كما أن عملي ومورد رزقي مرتبط بالبقاء هنا، مضيفا:" الحوش الذى أعيش فيه الآن هو ثاني حوش أنتقل له، وأعيش على المبالغ التى أتحصل عليها من رواد المقابر، الذين يزورون موتاهم فى المناسبات، أو الذين يدفنون مواتهم. وعند سؤاله عن شعوره بالخوف فى غرفته الضيقة والتى تحيطها المقابر من كل جانب أجاب:"أنا عندى لمبة داخل الغرفة وتلفزيون قديم يصدر صوت فقط أقوم بتشغيلهم ليشعرونى بالاطمئنان". أمانى: أقيم حفل زفافى بين المقابر وارتديت فستان أبيض وغرفتى بها مدفن "لم أختر حياتي ولدت هنا بين 4 حيطان بالمقابر، ويبدوا أنناى سأموت هنا أيضًا"، هكذا قالت أمانى صبحى التى عاشت وأقامت حفل زفافها وأنجبت بين الأموات"؛ لتروي لنا حكايتها قائلةً:"ولدت فى حوش وعشت بداخله، مع أسرتى طوال 16 عام، ثم تزوجت من قريب لى وانتقلت للسكن معه داخل حوش أخر، حتى أن غرفتى بداخلها مقبرة لدفن الموتى. تروى "أمانى" قصة زفافها الذى تم قبل 40 عامًا، والذى أقيم بين المقابر، قائلةً، جمعت حماتى كراسى لحفل الزفاف، وعلقت الزينة والبلالين، بعد دعوة أفراد العائلتين، وارتديت الفستان الأبيض، وأرتدى زوجى بدلة سوداء، وأجرينا مراسم الزفاف، بعدها عشت عمرى بالكامل داخل المقابر. وتكمل: زوجى كان يعمل على باب الله حتى أصابه المرض اللعين (السرطان)، الذى فتك به وأقعده عن العمل، وبدأت الأوجاع تتكالب علينا، حتى توفاه الله، ودٌفن بجوارى، ومكثت بعدها مع ابنائى الأربعة، وظللت اقاتل بحثًا عن معاش يكن لنا كـ"نواة تسند الزير"، ويحمينا من العوز والفقر، دون جدوى، نحن نتوارث تلك الحياة، حماتى سبقتنى بالعيش هنا داخل الحوش، وبعدها أنا وابنائى وكذلك أشقاء زوجى وزوجاتهم، جميعنًا شربنا من نفس الكأس، هدى:الحياة مع الأموات أفضل من البشر ولا يوجد بيننا مشاكل "اعتدنا على الحياة بهذا الشكل، وأنا اعتقد أننا لا نستطيع العيش مع البشر، فالحياة مع الأموات أفضل، فلا يوجد بها مشاكل"، بتلك الكلمات بدأت هدى رمضان البالغة من العمر 55 عامًا والتى تقطن فى المقابر منذ ما يقرب من الـ40 عامًا، حديثها، متابعًأ، تزوجت وأنا أبلغ من العمر 15 عامًا، وسكن مع زوجتى فى "المدافن"، وكانت ظروفنا المعيشية جيدة فى البداية ولكن لا شيئ يبقى على حاله، فقد تهدمت ورشة السباكة المملوكة لنا بعدما إنهار العقار الموجودة فيه، ولم يجد زوجى عملًا أخر، وأصبحنا بلا عمل ولا دخل أو تعويض مادى، وبدأت الأمور تسوء شيئًا فشيئًا. وتكمل "هدى"، تلك السيدة التى لم تعد تشعر بوحشة العيش داخل المقابر، أو تأنف رائحته التي ينفر منها الزوار:أُصيب زوجى بالمرض وعاني طوال سنوات من حساسية الصدر، والسرطان، إلى أن توفاه الله، وتركني أُحارب فى الحياة حتى أوفر لهم قوت يومهم، فحصلت على معاش؛ ولكنه لا يسد احتياجاتنا، فأنا أحاول تجهيز ابنتى للزواج، ولكن بسبب الظروف المادية الصعبة التى نعانى منها فقد تأخر زواجها، هذا بخلاف مصاريف واحتياجات ابنتى التى تعانى من "إعاقة ذهنية". وتقول "هدى"، سقف الغرفة التى نعيش بها سقط علينا بسبب الأمطار، ولا أستطيع إصلاحه، وشقيق زوجي ترك لنا غرفته المجاورة رأفة بحالتنا، نحن نعيش فى المقابر ولا يوجد لنا مكان أخر نذهب إليه، هذه هى حياتنا التى رضينا بها، ورضى بها ابنائنا، فبناتى الأثنين مسجلين من مواليد منطقة المقابر، وحتى لو رغبنا فى مغادرة ذلك المكان، فنحن لا نملك المال اللازم لدفع الإيجارات فى الخارج. سمية:أخشى من الموت وحيدةً بعدما فقدت زوجى وابنى بسبب المرض في ممر صغير تحاصره شواهد القبور عن يمينه ويساره، تجلس سمية على حسن ربة منزل فى الـ70 من عمرها، وتكتشح بالملابس السوداء داخل مقابر الاباجية أمام غرفتها، في انتظار من يسأل عنها، أو عن عابر سبيل يمد لها يد المساعدة، فبعد وفاة زوجها نتيجة المرض، ولحقه ابنها الذى لم يبلغ الأربعين من عمره بعد، تنتظر الموت بقلب صابر وإيمان قوى راسخ بالقدر والمكتوب. تقول "سمية"، زوجى كان يعمل فى الجمعية الإستهلاكية، وكنا نعيش مستورين، ولكن بعد وفاته تدهور الحال بنا، وحاول نجلى الخروج للعمل باليومية حتى يوفر لنا النفقات اللازمة للمعيشة، وعندما فشل لجئ للعمل فى حفر المقابر ودفن الموتى، وأصيب بعدها بالدرن وحساسية الصدر، وأصيب بعدوى فيروسية، وتم عزله داخل المستشفى، والتى مكث فيها لفترة إلى أن فاضت روحه إلى خالقها. وتستكمل صاحبة الـ70 عامًا، لولا صاحب الحوش (المقبرة) الذي وافق أن أسكن بداخلها لكنت في الشارع الآن، فأنا طوال الوقت أجلس وحدى صامتة لا اتحدث مع أحد ولا يتحدث معى أحد، ومن حين لأخر تأتى أبنة شقيقتى لتسأل عنى، وتأتى إلى بالطعام والشراب، ولكن جل ما يُخيفنى هو أن أموت وحيدة. سحر تزوجت عرفيًا بسبب صغر سنى وزوجى طلقنى بسبب الديون سحر سعد زكريا امرأة تعيسة الحظ تزوجت وهى قاصر تبلغ من العمر 17 عام بعقد عرفى _القانون لا يسمح بزواج الفتاة دون الـ18 من عمرها_حتى إتمام السن القانونى لترؤي ماساتها:"الفتيات فى عائلتى لا يخرجن للتعليم ويجبرن على الزواج مبكرًا، وهذا ما أنطبق عليا أيضًا فتزوجت فى سن صغير من رجل يعمل باليومية، فحاولت مساعدته، ولكن بسبب جهلى تم النصب على فى إحدى الجمعيات التى دخلتها مع الجيران. وتتابع "سحر"، حاولت أن أوفر مبلغ مالى لتأسيس مشروع صغير؛ يساعدنى على الظروف المعيشية الصعبة، وتلبية طلبات أبنائي، ولكن تراكمت الديون على، مما جعل زوجى يهجرنى عندما علم بذلك، وفوجئت به يرسل إلى ورقة طلاقى، وتركنى أنا وابنائه نقاتل وحدنا، وأصبحت مهددة بالسجن بسبب تلك الديون، وليس لى دخل سوى المساعدات التى اتلقاها من أشقائى وزوار الموتى. "صمت رهيب لا يقطعه سوى نباح الكلاب الضالة"، هذا ما وصفت به "سحر" حياتها فى المقابر، التى لا تشعر فيها بالأمان أو الراحة والسكينة، قائلةً:لا سبيل للنجاة من تلك الحياة، وأخشي أن يصبح مصير ابنائى كمصيرى ويعيشون طوال عمرهم بالمقابر، أتمنى أن تأتى الفرصة التى تنتشلهم من تلك الأوضاع، وأن لا يعانون مثلما عانيت. سامية: حياة المقابر مليئة بالرعب والخوف لكننا تعودنا على هذه الحياة سامية زكريا إبراهيم البالغة سيدة تبلغ من العمر 50 عاما، ولديها 5 أبناء تقول، أنها اتخذت قرار العيش داخل المقابر بسبب عدم مقدرتها وزوجها على توفير نفقات أبنائها، ورغم صعوبة الحياة في المدافن بسبب عدم توفر الماء والكهرباء أو الصرف الصحى إلا انها صبرت وتحملت وتضيف:"توفى زوجي بعدما أصابه السرطان والدرن، وتركني أعيل أولادي حتى استبد بى المرض، وأعيش فى ضيق بسبب عدم وجود مصدر دخل لنا، لأقضى سنوات فى عذاب. "الصمت يسيطر على المكان ورائحة الموت دائمًا ما تداعب أذهاننا"، تقول "سامية"، حياة المقابر مليئة بالرعب والخوف خاصةً في فترة المساء؛ لكننا تعودنا على هذه الحياة المخيفة بعد موت زوجي، ونعيش كأسر بغرف صغيرة كانت فى الأصل عبارة عن استراحات لزوار المقابر قبل أن نتخذها مساكن ". استشاري مناعة:الدرن وأمراض الجهاز التنفسى وإلتهاب الكبد الوبائى أمراض تهدد حياة سكان المقار يقول الدكتور عبد الهادى مصباح أستاذ المناعة وزميل الأكاديمية الأمريكية للمناعة، أن سكان المقابر والمناطق التى تشهد اكتظاظ سكنى، يكونوا معرضين أكثر عن غيرهم بالإصابة بالعديد من الأمراض، التى من بينها بطبيعة الحال الدرن، نتيجة لعدم تعرضهم لإشاعة الشمس بشكل مستمر، وعدم وجود تهوية مناسبة بالمناطق السكنية المحيطة بمنطقة المقابر. ويتابع "مصباح" فى حدثه لـ"انفراد"، أن أمراض الجهاز التنفسى والحساسية تمثل شبح يطارد سكان تلك المناطق، نظرًا للاتربة والغبار المنتشر بكثافة هناك، إضافةً إلى الأمراض الأخرى التى يصاب بها السكان نتيجة تلوث المياه وعدم وجود مصادر مياه صالحة للشرب ونظيفة، كالتهاب الكبدى الوبائى من النوعين "أ" و"ه"، والتى تمثل خطر يهدد حياة هؤلاء الذين يقطنون فى المقابر. لا تتوقف الأمراض التى تطارد قاطنى المقابر عند تلك الأمراض التى سلف ذكرها، فيؤكد"مصباح"، أن السكان فى تلك المناطق معرضين لخطر الإصاب بالأمراض الجلدية مثل الجرب وغيره من الأمراض أكثر من غيرهم، نظرًا لطبيعة البيئة التى يقطنون بها، فضلًا عن إصابة الأطفال المتكررة بالأمراض المعوية، ومعاناتهم من الإسهال والقئ نتيجة البيئة الملوثة وغير الصحية.
























































الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;