-18 أغسطس يوم التخطيط والاتفاق على اغتيال «ناصر» قبل التنفيذ 26 أكتوبر 1954
-على العشماوى أجرى اتصالا بمجموعة من شباب الجماعة للسفر إلى المنشية للتنفيذ
-«سيد قطب» و«على العشماوى» يعترفان بجرائم الجماعة فى مذكراتهما
-فى أغسطس الإخوان اعتدوا على 180 منشأة شرطية و66 كنيسة و55 محكمة ومنشأة عامة
- أغسطس شهد جرائم «مسجد الفتح» و «مذبحة كرداسة» و «مذبحة رفح الثانية»
-شهر أغسطس خير شاهد على إجرام جماعة الإخوان
18 أغسطس تحل ذكرى تخطيط جماعة الإخوان الإرهابية لاغتيال الزعيم الراحل جمال عبد الناصر 18 أغسطس 1965، ما يؤكد معه أن شهر أغسطس بالنسبة لجماعة الإخوان هو شهر الدم والنار والتخطيط لإراقة الدماء حيث شهد هذا الشهر فى سجل تاريخ جماعة الإخوان معظم الجرائم الإرهابية بداية من الاتفاق على محاولة اغتيال «ناصر»لوقائع فض اعتصام رابعة العدوية والنهضة المسلحين وما بعده من وقائع تشيب لها الرؤوس وتقشعر منها الأبدان.
18 أغسطس والاتفاق على اغتيال ناصر
الواقع يؤكد أن تاريخ جماعة الإخوان حافل بالعنف والجرائم والأعمال التخريبية المهددة لسلطة الدولة والمخططة لهدم مؤسساتها، ولنا فى 18 أغسطس 1965 خير شاهد ودليل على جرم جماعة الإخوان فى حق الدولة المصرية والتخطيط لاغتيال الموز والقادة مثلما حدث مع على العشماوى، آخر قادة التنظيم الخاص لجماعة الأخوان الذى أجرى فى تلك الفترة اتصالا بأفراد تنظيم جماعة الإخوان الإرهابية، وذلك بغرض السفر إلى الإسكندرية لاغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وبعض المسئولين بالدولة.
عمليات الإخوان الإرهابية لم تحصرها تحقيقات النيابة العامة بمفردها فى ذلك الوقت كما هو حالهم فى الوقت الراهن بل أن قادة التنظيم السرى للجماعة هى من اعترفت فى مذكراتها التى توالت بعد ذلك، حيث يروى سيد قطب – المنظر الأول لجماعة الإخوان - فى وثيقته الشهيرة «لماذا أعدمونى» المنشورة فى كتاب «سيد قطب- الخطاب والأيديولوجيا»، أنه قبل مرور عام من هذا التاريخ فى غضون 1964، وبالأخص عقب خروجه من السجن بعفو صحى حيث كان يقضى مدة العقوبة بتهمة التخطيط والتحريض بمحاولة اغتيال جمال عبد الناصر فى ميدان المنشية بالإسكندرية عام 1954، حينما زاره مجموعة من شباب الجماعة على رأسهم على العشماوى، وعبد الفتاح إسماعيل، وآخرون من شباب الجماعة عرضوا عليه قيادة تنظيما سرياَ يرجع تاريخ العمل فيه وإنشائه إلى حوالى أربع سنوات.
سيد قطب يعترف بالتخطيط لاغتيال ناصر
«قطب» فى وثيقته الشهيرة «لماذا أعدمونى؟» كشف أن مجموعة الشباب هذه ظلت تبحث لفترة طويلة عن قيادة لهم من قيادات الجماعة أو من كبار المجرمين، ويسعون بشكل حثيث لإقناعى بتولى المسئولية خاصة بعد قراءة الكتابات الخاصة بى وتعليقاتى على الأحداث، مؤكداَ «قطب» أنه بعد مناقشات وتفكير قبل تنفيذ المهمة، وبمقتضى ذلك، فإن التنظيم السرى الذى سيتم الكشف عنه بعد ذلك يعرف باسم «تنظيم 1965»، الذى أصبح سيد قطب قائده والمنظر الأول له.
وثيقة «لماذا أعدمونى؟» اعترف خلالها سيد قطب بأمور فى غاية الخطورة حيث كشفت عن مدى خسة جماعة الإخوان التى لم تكن وليدة اللحظة وإنما كانت منذ نشأة تلك الجماعة حيث أكد أن «تنظيم 1965» وضع خططًا لعمليات إرهابية عدة فى مختلف الأماكن بمحافظة القاهرة للرد على وقوع اعتقالات لأعضائه وإزالة رؤوس فى مقدمتها رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ومدير مكتب المشير عبد الحكيم عامر، فضلاَ عن التخطيط لنسف بعض المنشآت والهيئات التى تشل حركة مواصلات القاهرة فى محاولة لضمان عدم تتبع أعضاء الجماعة.
اللواء فؤاد علام يفضح التنظيم
إلا أن اللواء فؤاد علام ذكر فى مذكراته - «الإخوان وأنا» - أن أحد المهندسين قام بوضع مشروع لنسف الكبارى حدد فيه نقط الارتكاز، كما أعد مشروعا لجهاز تفجير المفرقعات باللاسلكى مؤكداَ أن التنظيم تمكن من جمع مجموعة من الأسلحة المختلفة والمسدسات والمدافع والخناجر، كما جمع مجموعة من المفرقعات، وأعد بعض المواد الناسفة، وضبط بمسكن محمد عبد المعطى الجزار المعيد بمؤسسة الطاقة الذرية وأحد أعضاء التنظيم مجموعة من المفرقعات والأسلحة ثبت من تقرير خبير المفرقعات أنها عبارة عن قنابل إيطالية وقنابل يدوية دفاعية وقوالب «ت.ن.ت» وأصابع جلجانيت ومفجرات كهربائية ومفجرات طرقية، وبرطمانات معبأة بمادة صفراء شديدة الانفجار لا تقل شدتها وحساسيتها عن مادة «ت.ن.ت» بكل منها إصبع من مادة مفرقع البلاستيك 808، وأن جميع هذه المفرقعات تستخدم فى القتل والنسف وتدمير المنشآت والكبارى والخزانات وخطوط السكك الحديدية ومحطات الكهرباء، وقرر أحد أعضاء التنظيم، وهو طيار بشركة الطيران العربية، أن على عشماوى كلفه بشراء كاتم صوت أثناء وجوده بالخارج لحاجة التنظيم إليه.
وفى شهر مايو 1965 أعد التنظيم عدته، حيث أكد «علام» أن التنظيم قرر القيام بعملياته، حيث عاين أفراد التنظيم مجمع التليفونات بشارع رمسيس، كما قام بمعاينة سنترال العباسية، وقدموا تقريرًا عن شكل الحراسة وعدد الطوابق، كما قاموا بمعاينة منشأت أخرى وكبارى، كما قدموا رسوما تخطيطية لها حددوا فيها نقط الارتكازات، وقام أحد الطيارين بمعاينة مطار القاهرة الدولى، وعمل رسم تخطيطى له أوضح به مساحة المطار وممراته والمنشآت الموجودة به، خاصة أماكن محطات توليد الكهرباء والاتصالات التليفونية وبرج المراقبة، وأجهزة توجيه الطائرات وأجهزة اللاسلكى، وتمت معاينة ثانية رافق فيها أحد المهندسين من أعضاء التنظيم.
18 أغسطس
وأضاف علام أنه فى يوم 18 أغسطس اتصل على عشماوى ببعض أفراد التنظيم، واتفق معهم على الفرار إلى الإسكندرية للقيام بعملية اغتيالات للمسئولين ومنهم رئيس الجمهورية «جمال عبد الناصر» عند عودته من مؤتمر جدة بالسعودية، ولكن الله كان من ورائهم محيط، فقد تم القبض عليهم جميعا، وحال ذلك دون تنفيذ ما يبيتون.
حقوقى يحصر جرائم الجماعة فى شهر أغسطس
من جانبه، قال محمود البدوى - المحامى بالنقض والخبير الحقوقى - أن جرائم الإخوان فى شهر أغسطس باتت ظاهرة لافتة للنظر مما يستوجب الوقوف أمامها بالبحث والفحص والدراسة، فعلى الرغم من مرور ست سنوات على أحداث أكبر تجمع إرهابى مسلح فى شهدته مصر، والذى قادته جماعة الشر الإخوانية، والذى نجحت الدولة المصرية فى فضه بعد إن استنفذت كافة الطرق الودية لإنهاء هذا التجمع الإرهابى بميدان رابعة العدوية بشرق القاهرة وميدان النهضة بالجيزة والذى استمر قرابة 55 يوماً مصدراً من فوق منصته خطاب تحريضى إرهابى جبان انحازت له ولأفكاره الدموية بعض القوى المعادية للدولة المصرية ولاستقرارها المنشود داخلياً وخارجياً .
قرار الفض قبل تنفيذ مخططات الإخوان الإرهابية
كل هذه الأمور – بحسب «البدوى» فى تصريح لـ«انفراد» - جعل الدولة المصرية تتخذ قرارها التاريخى بالتصدى بقوة لهذا الخروج على القانون، وتهب لنجدة المواطنين الذين أصابتهم حالة من الذعر والقلق وعدم الاستقرار وبخاصة لسكان العاصمة جراء نشاط بؤرتى الاعتصام المسلح اللتان صنعتهما جماعة الإخوان الإرهابية قبل 6 سنوات، وارتكبت فيهما أبشع الجرائم من عمليات قتل إلى ترويع السكان مروراً بقطع جميع الشرايين الحيوية فى القاهرة بغرض شل العاصمة وإعاقة العمل بها، فلا مرور ولا تواجد بتلك البؤر الإرهابية إلا لمن كان يؤمن بمبادئ السمع والطاعة، ويعتنق الأفكار الإرهابية الإجرامية الهدامة لتلك الجماعة الشيطانية .
منذ ذلك التاريخ أصبح شهر أغسطس من كل عام شاهد على جرائم العنف بحق المصريين الذين دفعوا حياتهم ثمنا لمؤامرات قادة تنظيم الإخوان الإرهابية، فجماعة الإخوان ارتكبت جرائم لا تغتفر بحق المصريين، من خلال الدفع بالمدنيين والتغرير بهم فى تلك الاعتصامات المسلحة واستخدمت النساء والشيوخ والأطفال وكبار السن كدروع بشرية، بينما فرت قادة الجماعة تتخفى فى الزى النسائى واختبأت فى عقارات خلف منصة رابعة لتبعد عن الأمن، وطالت مذابح لإخوان دماء المصريين ورجال الجيش والشرطة، وعلقت الجماعة الإرهابية المشانق لرجال الأمن، عقاباً لهم على فض تجمعات الجماعة، الذى أحدث شللا كاملاً فى حياة المصريين لمدة قاربت من شهرين كاملين – الكلام لـ«محمود».
جرائم الإخوان فى أغسطس
ولن ننسى أن أول شهيد راح ضحية فض التجمع الإرهابى فى شهر أغسطس كان النقيب شادى مجدى ضابط العمليات الخاصة، الذى سقط برصاص الغدر بعد مرور ساعة على دعوة الأمن لخروج معتصمى رابعة والنهضة عبر الممرات الآمنة، ليسقط برصاص الغدر، ومن خلفه ثلاثة من زملائه سقطوا شهداء، وخلال أحداث فض الاعتصام دارت معركة شرسة بين قوات الأمن والمعتصمين المسلحين من جماعة الإخوان الإرهابية لساعات، وكان بالتزامن مع هجوم واعتداء الإخوان على 180 منشأة شرطية و66 كنيسة و55 محكمة ومنشأة عامة فى 14 محافظة مصرية، سقط فيها 114 شهيداً.
ونفذت الجماعة الإرهابية بعد ذلك وبشهر أغسطس من ذات العام مذبحة مركز شرطة كرداسة، ما أسفر عن استشهاد 14 ضابطاً وفرد شرطة من قوة المركز، و لم تكتف العناصر الإرهابية المسلحة بهذا الانتقام، بل واصلوا جريمتهم بالتمثيل بجثث الشهداء، والتقطوا مقاطع فيديو بهواتفهم المحمولة ترصد عملية التعذيب والقتل، ثم أشعلوا النيران بمبنى المركز وفروا هاربين عقب الاستيلاء على الأسلحة خاصة الضباط والأفراد.
وبعد مرور 5 أيام على فض اعتصامى رابعة والنهضة نفذ الإرهابيون مذبحة رفح الثانية فى 19 أغسطس 2013 بشمال سيناء، أسقطوا فيها 25 شهيداً من مجندى القوات المسلحة رمياً بالرصاص، كانوا يستقلون حافلتين فى طريقهم لتسلم شهادات إنهاء خدمتهم العسكرية، قاد عملية الهجوم على المجندين مجموعة من المسلحين أبرزهم عادل حبارة، الذى نفذ فيه حكم الإعدام 15 ديسمبر 2016، بعد 3 أعوام من المحاكمة.