وعود كبرى وآمال حدودها السماء، وفى المقابل شعب أرهقته الثورة وما تبعها، وأدمت قلبه كثرة الأزمات والنكبات، هكذا آلت الصورة فى تونس قبل أقل من شهر على الانتخابات الرئاسية والمقرر إجراؤها 15 سبتمبر المقبل، فما بين مرشح يغازل الناخبين بإصلاح اقتصادى شامل، وآخر يتعهد بقصاص عادل من الإخوان وتنظيمها السرى، يترقب التونسيون موعد انطلاق مارثون الانتخابات، ويترقب المتنافسين جنى ثمار حملاتهم الانتخابية.
وفى تصريحات نشرتها وسائل إعلام تونسية الثلاثاء ، قال نبيل القروى، المرشح للانتخابات الرئاسية التونسية أن الإصلاح الاقتصادى أولوية لدى كافة التونسيين، مشيرًا إلى أن برنامجه يحمل خطة شاملة لتحقيق نهضة فى هذا الشأن.
وقال القروى الذى يترأس حركة "قلب تونس"، فى تصريحات نشرتها وسائل إعلام تونسية اليوم الثلاثاء، أنه لا يخشى التسريبات التى ظهرت مؤخرًا ضده، وتتعلق بتهم منسوبة إليه تتعلق بالتهرب الضريبى، مشيرًا إلى أن تسريبات قديمة ويتم الدفع بها بشكل ممنهج وهى أساليب كلاسيكية تحصل فى الحملات الانتخابية ولن يكون لها تأثير على نوايا التصويت كما أنها موجهة لفئات محددة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال نبيل القروى رئيس حركة "قلب تونس"، إن الأعمال الخيرية التى يقوم بها من خلال جمعيته، ويتم نشرها على قناته التلفزيونية، أكسبته تعاطفًا من فئات اجتماعية وعمرية محددة ولا سيما من العنصر النسائي.
وشدد القروى فى تصريحاته، على أهمية تحصيل الأغلبية البرلمانية معتبرا أن وضع اليوم مختلف عن إنتخابات 2014 فهناك مليون ونصف ناخب جديد تم إضافتهم إلى سجل الناخبين وهو ما يجعل من إمكانية فوزه بأغلبية صريحة أمرا واردا.
وأكد القروى، عدم وجود أيدلوجية تجاه أحد، وليس هناك موقف مع حركة النهضة، مشيرًا إلى أن المعركة مع دستور 2014 انتهت، والمعركة المقبلة هى الاقتصاد، حيث سنتعامل مع كل الأحزاب لكن بشرط الموافقة على برنامجنا الانتخابى.
وتعهد محسن مرزوق مرشح الرئاسة التونسية، أنه حال فوزه برئاسة الجمهورية سيكشف كل تفاصيل الملف السرى لجماعة الإخوان والاغتيالات والتسفير.
وأضاف محسن مرزوق فى مداخلة تليفزيونية على قناة التاسعة التونسية: "سأواصل جهود الرئيس الراحل الباجى قائد السبسى فى الكشف عن ملابسات القضية ومحاسبة المتورطين جزائيًا".
وتوعد محسن مرزوق، الفاسدين قائلًا: "الأمر نفسه فيما يتعلق بمكافحة الفساد، وسأواجه كل المتورطين وسأحملهم المسؤولية القانونية".
فيما قالت سلمى اللومى رئيسة حزب الأمل ومرشحته للانتخابات الرئاسية التونسية، إن عدم توحد الاحزاب الوسطية والتقدمية بعد الانتخابات سيزيد من صعوبة المرحلة القادمة.
واعتبرت اللومى خلال اشرافها أمس على اجتماع حزبى بجهة الفحص من ولاية زغوان، أن المرحلة المقبلة فى تونس ستكون صعبة فى حال لم تتوحد الأحزاب الوسطية والتقدمية لتصبح قوة ذات وزن فى المشهد السياسى القادم.
كما اعتبرت اللومى، أن البرنامج الانتخابى يتطلب العديد من الإصلاحات الكبرى لتطوير الأوضاع بالبلاد وتغييرها نحو الأفضل عبر نقاط تتعلق بتطوير الاقتصاد ودفع الاستثمار المحلى والأجنبى وتحقيق انتعاشة اقتصادية، لافتة إلى أن الاستقرار الأمنى مرتبط بالاستقرار الاقتصادى، وانه وبرغم الإنجازات المهمة المحققة فان عدم تحقيق الاستقرار الاقتصادى من شأنه أن يدفع إلى تبعات وخيمة.
ويشار إلى أن سلمى اللومى قد دشنت صباح أمس المقر المحلى الجديد للحزب بالفحص بحضور عدد من قيادات الحزب.