نماذج مختلفة ومتعددة شاهدناها خلال الفترة السابقة حول عدم اهتمام معظم الفتيات والسيدات بمحافظة أسيوط بانتظار الوظيفة الحكومية رغم حصولهن على مؤهلات عليا، بل إن كثيرات منهن اشتغلن على أنفسهن وحققن نجاحات وإنجازات مختلفة ربما لم يحققنها لو كن اعتمدن على انتظار الوظيفة الميرى، ليثبتن أنهن سيدات بـ100 رجل أصبحن يصنعن من الفسيخ شربات حتى وإن اختلفت أعمالهن إلا أنهن اتفقن على النجاح والسيطرة على سوق العمل التجارى، وأصبح منهن المئات يفتحن بيوت وينفقن عليها ويقفن جنبًا بجنب مع أزواجهن ويتحملن معهن ما يستطعن تحمله.
وعلى الرغم من أن هناك الآلاف لا يزالوا يتبعون مبدأ الأريحية والتراخى والكسل ويعملون بمبدأ "أن فاتك الميرى أتمرمغ فى ترابه" نشوى ونهال تجربتان جديدتان عن عمل المرأة فى سوق العمل الحر بأسيوط وعدم انتظار الوظيفة الميرى وتحقيق نجاح من خلال ذلك العمل.
"نشوى" سبب لها وقت الفراغ نجاحًا فى التطريز ومشغولات الخيط فتفوقت على نفسها
استطاعت نشوى عبد الهادى خريجة كلية التجارة، أن تتفوق على نفسها فى الأشغال اليدوية وتصبح رائدة فى أعمال التطريز بالإبرة وأشغال الخيط، على الرغم من ندرة العاملين بهذا المجال نظرًا لصعوبته.
وقالت نشوى، إنها تخرجت من كلية التجارة ثم تزوجت، ووقتها كانت لا ترغب فى العمل، وحينما قررت أن تعمل رفضت اللجوء إلى الوظيفة الحكومية، وقررت أن تبدأ من المنزل فبدأت فى تعلم شغل الإبرة الذى أتقنته ببراعة، فاستخدمت إبرة الخياطة فى شغل الليسية، والذى أصبحت تقضى فيه معظم وقتها.
وأضافت نشوى، أنه قد يستغرق العمل فى مفرش الليسية من 4 إلى 6 شهور شغل وتطريز وخياطة، فبدأت نشوى بعمل المفارش فى البداية للأهل والأصدقاء والذين شجعوها أيضًا على عمل صفحة على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" وتسويق ما تقوم به من إشغال وبيعه.
وبدأت نشوى بالفعل فى تسويق أعمالها حتى أصبحت رائدة فى أعمال التطريز، وتحلم نشوى أن تسجل علامة مميزة باسمها فى أعمال الهاند ميد وأن يصبح لها مشروع كبير فى أعمال التطريز خاص بها، وتنصح نشوى الشباب بالاجتهاد بعد التخرج والنجاح فى أى مجال يتم اختياره دون انتظار وقبل فوات الأوان.
"نهال" فضلت التسويق واستغنت به عن العمل الحكومى
نهال إحدى فتيات الصعيد التى قررت النجاح دون أن تحبطه العقبات، فتخرجت نهال فرج من كلية التجارة دفعة 2011، وقررت أن تصنع لنفسها مجالاً خاصًا فى التسويق، فبدأت بالعمل كعضوة فى إحدى الشركات الخاصة بمستحضرات التجميل، ونجحت نهال فى القدرة على العمل بهذا المجال حتى 4 سنوات، ثم قررت أن يكون لها مشروعها الخاص فى المجالنفسه.
وقالت نهال، إنها تفوقت على نفسها فى هذا المجال ونجحت فى تكوين نفسها بل وساعدت فتيات كثيرات على العمل من المنزل وعدم الانسياق وراء انتظار الوظيفة الميرى، وساعدت ربات بيوت على عمل مشاريعهن الخاصة بالاستعانة بها فى المجالنفسه.
وتضيف نهال، أنه على كل شاب وفتاة عدم الانتظار من أجل الحصول على راتب دائم أو انتظار تعيينات الحكومة، فربما فى الوقت الحالى أصبح سوق العمل مرتبطًا بالتكنولوجيا بشكل كبير، وأصبح النجاح فيه سريعًا، أما الأعمال الروتينية فأصبحت غير مجدية، وعلى الشباب أن يتحدوا البطالة ويكونوا على قدر المسئولية وأن يعملوا على تحقيق أهدافهم ورغباتهم دون أن يلقوا بعاتقهم على الدولة ويزيدوا الأعباء على الحكومة.