ربما كان حلما على الكثير من أبناء مناطق حلايب وشلاتين الالتحاق، بالتعليم الأساسى هناك، إلا أن كان عدم وجود أوراق ثبوتية للكثير منهم، خاصة قاطنى الأودية الجبلية عائق يحول بينهم وبين التعليم.
لم يقف أهالى حلايب وشلاتين أمام تلك العائق مكتوفى الأيدى، الذى لطالما طالبوا الدولة بحلة مرارا وتكرار وهو استخراج أوراق ثبوتية للكثير منهم، وهذا الذى أعلنه عضو مجلس الشعب عن المنطقة ممدوح عمارة بأنها يسعى لاستخراج أوراق ثبوتية لمن ليس لديهم هناك، حيث قام الأهالى بحل الأزمة بإنشاء الخلاوى، وهو ما يشبه الكتاتيب، الواحا من خشب وشاب من أبناء المدينة يعلمهم القراءة والكتابة وأحد المشايخ يحفظهم القرآن، وبذلك يكونوا قد حلوا أذمة عدم وجود أوراق ثبوتية.
قال أبو عبيدة عيسى أحد شباب منطقة حلايب وشلاتين إن فى السنوات الأخيرة انتشرت "الخلاوى" فى مثلث حلايب وهى عبارة عن دور لتحفيظ القرآن الكريم وهى فى الأصل كتاتيب، حيث يقوم المتلقى فى الكتاتيب بدفع جنيه أسبوعيا و5 جنيهات شهريا لشيخ الكتاب.
أضاف أبو عبيدة لـ"انفراد" أن الخلاوى صممت فى المقام الأول لتحفيظ القرآن الكريم للأطفال فى أوقات الإجازات المدرسية، وعقب انتهاء اليوم الدراسى، وكان الإقبال عليها كبير، حيث يبدأ العمل بها بعد العودة من المدرسة فى توقيت العصارى، حيث يجتمع الأطفال داخل مكان عبارة عن غرفة خشبية كبيرة، ويبدأوا فى تحفيظ القرآن الكريم على يد شيخ الكتاب.
وأوضح عيسى أن الأمر تطور إلى أن أصبحت الخلاوى، بديلا عن المدارس للأطفال الذين لا يملكون أوراق ثبوتية فى المنطقة، التى تعوقهم عن دخول المدارس خاصة قاطنى الأودية الجبلية البعيدة، مؤكدا أنه تم افتتاح أكثر من كتاب للسيدات والبنات لتعليمهم بعيدا عن الصبيان.
ومن جانبه قال الحسن العثمان، من شباب الشلاتين، إن من أشهر الخلاوى فى الشلاتين خلاوى الشيخ ماهر، ويبدأ الأطفال الذهاب للكتاب من سن 5 أعوام تقريبا وعندما يبلغ العاشرة من عمرة يكون قد تمكن من حفظ الكثير من القرآن الكريم.
وأضاف الحسن أن الكتاتيب غيرت كثيرا فى ثقافة الكثير بالمنطقة وأكثرهم النساء، حيث يتوافد العديد من سيدات المنطقة، إلى الكتاتيب المخصصة لهم التى تلقنهم فيها القراءة والكتابة سيدات وليست رجالا، يبدأ من بعد صلاة العصر حتى الغروب.
وطالب الحسن وزارة الأوقاف بالاهتمام بالكتاتيب، ووضعها تحت الاهتمام مثلها مثل المساجد لأنها أثبت نجاحها تماما فى إنبات الكثير من الحاملين لكتاب الله.
وأوضح الحسن أنه يوجد بعض الكتاتيب، التى لا تكتفى بتعليم القراءة والكتابة وتحفيظ القرآن الكريم فقط بل، تستكمل دروس فى الفقه والسيرة.