جاء استقبال العاهل السعودى الملك سلمان بن عبدالعزيز، مساء أمس الجمعة، فى مقر إقامته فى القاهرة، للبابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، فى أول لقاء بينهما، ليشكل علامة فارقة فى مسار العلاقات بين الكنيسة والسعودية، حيث يشكل اللقاء الأول فى التاريخ الذى يلتقى فيها عاهل سعودى ببابا للكنيسة القبطية.
ويمثل لقاء خادم الحرمين الشريفين بالبابا تواضروس الثانى علامة فارقة فى مسار العلاقات بين الكنيسة والسعودية، وهو اللقاء الأول الذى يجمع قداسة البابا تواضروس مع الملك سلمان، والذى يمثل ردا واضحا من المملكة على من يشوهون صورة العلاقة بين السعودية والديانات الأخرى.
وحضر اللقاء الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، وزير الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة، والدكتور مساعد بن محمد العيبان، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء السعودى، والدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف وزير المالية، والدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، وزير التجارة والصناعة، والدكتور عصام بن سعد بن سعيد، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء السعودى، والدكتور عادل بن زيد الطريفى، وزير الثقافة والإعلام، وعادل الجبير وزير الخارجية، وأحمد بن عبد العزيز قطان سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مصر.
كما استقبل الملك سلمان شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وأعرب خادم الحرمين الشريفين خلال الاستقبال عن أهمية دور الأزهر فى نشر العلم الشرعى وخدمة قضايا الأمة الإسلامية، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السعودية.
وقال المركز الإعلامى القبطى الأرثوذكسى أن استقبال العاهل السعودى للبابا تواضروس، يمثل المرة الأولى التى يلتقى فيها عاهل سعودى ببابا للكنيسة القبطية، مشيرا إلى أن العاهل السعودى الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز قد التقى ببابا الفاتيكان السابق بندكت السادس عشر فى عام 2007.
وكان اللقاء الأول فى التاريخ بين الملك السعودى الراحل عبد الله بن عبد العزيز ورئيس الكنيسة الكاثوليكية البابا الراحل بنديكتوس السادس عشر فى عام 2007 فى الفاتيكان، وكان ذلك فى إطار جولة الملك السعودى فى أوروبا، وتمحورت المباحثات آنذاك حول "الدفاع عن القيم الدينية والأخلاقية والنزاع فى الشرق الأوسط والوضع السياسى والدينى فى السعودية وأهميَّة الحوار بين الثقافات والأديان ومساهمة أتباع مختلف الديانات فى النهوض بالتفاهم بين البشر والشعوب".
يذكر أنه من أهم تصريحات قداسة البابا تواضروس عن الملك السعودى الراحل "أن الملك عبد الله كان إنسانا ممتلئا بالحكمة والرؤية الثاقبة، ونحن فى زمن نحتاج فيه إلى الحكماء، وفقدانه خسارة كبيرة للعروبة وللمملكة العربية السعودية، وصديقا عزيزا ونبيلا للمصريين"، وأكد البابا أنه "لا ينسى أبدا موقف خادم الحرمين الشريفين بالوقوف جانب مصر خلال ثورة 30 يونيو والدعم والمساندة التى قدمتها المملكة".