بعيدا عن أى محاولة للتهدئة، قامت الصحف الإيطالية اليوم بتصدير أزمة وفد المحققين المصريين فى روما وقرار إيطاليا بسحب سفيرها من مصر للتشاور باعتبارها عقدة لا حل لها وأزمة قابلة للتصعيد، مؤججة نار الفتنة بين البلدين بتصديرها لعناوين هجومية على الوفد المصرية والحكومة التى وصفوها بمحاولة خداع الجانب الإيطالى.. زاعمين عدم إيفاء الوفد المصرى لأى من مطالب روما، وتقديم 2000 صفحة باللغة العربية لا تؤدى أيا منها إلى كشف القاتل الحقيقى للطالب الإيطالى "جوليو رجينى".
إيل مانيفستو: الوفد المصرى رفض الإجابة عن أسئلة المحققين
من جانبها قالت صحيفة "إيل مانيفستو" الإيطالية إن قرار استدعاء السفير الإيطالى من القاهرة للتشاور، جاء احتجاجا على غياب أية معطيات ذات أهمية فى الوثائق التى قدمها الوفد الأمنى المصرى بعد يومين من الاجتماعات فى روما، وكشف الإدعاء العام الإيطالى أن المحققين المصريين لم يقدموا أدلة توضح ظروف مقتل رجينى، بل ورفضوا الإجابة على أسئلة المحققين، وقالت الصحيفة: "القمة الرومانية مع المحققين المصريين -الذين بعث بهم الرئيس عبد الفتاح السيسى- فشلت، لأن القاهرة كانت تحاول خداع روما، ولم تعط إجابة على أى من تساؤلات الحكومة الإيطالية".
إيل بوست: المصريون قدموا 2000 صفحة بدون تفريغ للكاميرات
وفى نفس الإطار، أكدت صحيفة "إيل بوست" أن الوفد المصرى سلم روما 2000 وثيقة باللغة العربية، وتم استدعاء عشرات المترجمين لتفريغها حيث كانت روما تتوقع أمرا كهذا، وقال المحققون الإيطاليون للصحيفة:" أكثر من 2000 صحفة لا لزوم لهم، فلقد كانت الكثير من الحقائق معلومة لدى روما بالفعل".
وقال مكتب المدعى العام الإيطالى، إن من بين الوثائق المفقوده فى التقرير المصرى، والتى ألمحت إيطاليا إلى ضرورة تسليمها قبل وصول الوفد لروما، هو تفريغ كاميرات المتاجر منطقة الدقى حيث اختفى رجينى، وتقرير تشريح الجثة الكامل الذى قامت به مصر، إضافة إلى سجلات المكالمات الهاتفية لهاتف "رجينى"، وتفريغ تسجيلات حركة المرور فى هذه المنطقة.
إيطاليا ميا: سحب السفير الإيطالى وسيلة ضغط قابلة للتصعيد
وقالت صحيفة "إيطاليا ميا"، إن حسب الأعراف الدبلوماسية فأن سحب أى دولة لسفيرها "للتشاور" يعد وسيلة ضغط على الدولة الأخرى، غير مستبعدة أن يتم تصعيد المزيد من العقوبات الدبلوماسية من جانب روما فى الفترة المقبلة.
وأضافت الصحيفة قائلة:"السفير الإيطالى سيعود إلى مصر بتعليمات جديدة، وطريقة تعامل مختلفة".