بعدما أطلق الرئيس السيسى إشارة البدء فى تطوير منطقة الحسين التاريخية، ومسجد الإمام الحسين بالقاهرة، وساحة المشهد الحسينى، والشوارع المؤدية للمسجد،أكد مجلس إدارة مسجد الحسين، أن دراسة التطوير بدأت منذ عامين وتم استشارة مكتب الاستشارات الهندسية للمقاولين العرب، وتم عمل مجسات للأرض فى محيط المسجد.
ومن جانبه قال عبد الغنى هندى، عضو مجلس إدارة مسجد الحسين، أن عملية التطوير تشمل مقترح وضع دورات مياه المسجد تحت الأرض لتقليل الزحام والحفاظ الشكل العام للمسجد وللمنطقة، كما تم جس التربة وقياس المياه الجوفية.
وأضاف هندى، لـ"انفراد"، أن وزير الأوقاف عقد اجتماعا منذ شهر بمجلس إدارة المسجد وأكد أن التطوير سيكون شامل للمنطقة، خاصة أن هناك دعما كبيرا لرفع كفاءة المنطقة التاريخية، وتخصيص خدمات للمسجد ونظافة على غرار الحرمين الشريفين.
وأوضح هندى، أن مجموعة من رجال الأعمال طلبوا المشاركة فى تطوير المسجد، إلا أن الوزير أكد أن التطوير سيكون بناءً على استراتيجية تشمل منطقة الأزهر والعتبة، حيث تتولى الهيئة الهندسية عملية التطوير.
وفى السياق ذاته قال الشيخ جابر طايع، المتحدث الرسمى باسم وزارة الأوقاف، لـ"انفراد"، أن الوزير ومجلس الإدارة سوف يلتقيان بالجهة المنفذة قبل البدء لدراسة الموقف وتحديد الأولويات وترتيبات وشكل عملية التطوير.
وأضاف طايع، أن مساجد آل البيت وخاصة الحسين فى محل اهتمام الحكومة والوزارة التى تشكر الرئيس على دعمها فى خدمة المساجد والرواد، مضيفا لن نبخل على المسجد بأى شئ، وسيتم البدء فى التنفيذ.
وأوضح الشيخ خالد خضر، وكيل وزارة الأوقاف، مدير مديرية القاهرة، لـ"انفراد"، أن المسجد يعمل بشكل عادى حيث لم تتسلم الجهة المنفذة المبنى حتى الآن.
وأضاف خضر، سيتم بحث دورة عمل المسجد مع وزير الأوقاف خلال الأيام المقبلة وقبل أن تتسلم الجهة المنفذة عملها لتنظيم إقامة الشعائر بالمسجد وتوفير المطلوب.
ويأتى مخطط التطوير بتوجيهاً من الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بتطوير منطقة مسجد الحسين، بما يتلاءم مع المكانة الدينية والتاريخية والأثرية للمسجد، والمنطقة المحيطة به، كما أن المخطط المقترح يأتى ليتكامل مع خطة التطوير الشاملة التى تنفذها الحكومة فى عدة مناطق بالقاهرة التاريخية، أبرزها سور مجرى العيون، ومنطقة الفسطاط، وشارع المعز، ومنطقة العتبة، والقاهرة الخديوية.
وتستهدف الحكومة أن تعيد للمسجدرونقه وبهائه باعتباره مبنى أثرياً فريداً يشهد على حقب تاريخية مهمة فى العصور الماضية من تاريخ مصر، وذلك من خلال ترميم الأجزاء المتهالكة، والعمل على توسعة ساحته، مع توسعة المساحات الداخلية للمُصلى؛ من أجل استيعاب أعداد كبيرة من المصلين، والحفاظ فى الوقت نفسه على المظهر الجمالى والزخرفى لمبنى المسجد.
كما أن الفكرة التصميمية للساحة الخاصة بالمسجد قائمة على وجود ساحة خارجية مركزية مغطاة للصلاة، مع توجيه كل العناصر الممكنة من ممرات الحركة الخاصة بالمشاة، والمناطق الخضراء، ووسائل الحركة الرأسية إلى اتجاه القبلة، مع توفير ساحات أمام المداخل الخاصة بحرم المسجد؛ من أجل تسهيل عملية الدخول والخروج.
وقد رُوعى فى مُقترح أعمال تطوير المسجد أن يشمل ثلاثة أماكن للصلاة : داخل المسجد، وساحة خارجية (سطحي) وساحة خارجية (بدروم)، بحيث يصل عدد المصلين من الرجال إلى 6 آلاف مُصلٍ من الرجال، و1450 من النساء فى حالة استخدام كامل مسطح البدروم، كما يشمل هذا البدروم فى الساحة الخارجية أماكن للوضوء، مع إنشاء عدد من المظلات فى هذه الساحة.
وسيتم إضافة عناصر معمارية داخلية، وعناصر أخرى زخرفية، مع تزويد المسجد بأنظمة إضاءة جديدة خارجية وداخلية، وأنظمة تكييف مركزي، وأنظمة أخرى لمكافحة الحرائق، مع توفير مقاعد مخصصة لكبار السن من المصلين، وإقامة تجاويف خاصة بوضع المصاحف داخل المسجد.
وحول الأجزاء المتهالكة بالمسجد، سيتم ترميمها، مع إقامة تدعيم إنشائي، وحقن الحوائط والأساسات، وتدعيم الأسقف، على أن تشمل عمليات الترميم الواجهات الحجرية، وترميم المآذن والقبة بجميع مكوناتها الزخرفية، وترميم النجف الأثري، والأعمدة الرخامية، مع ترميم الأسقف الخشبية.
ويشمل العمل أعمال التطوير لمُلحقات المسجد، والتى تشمل مقام الإمام الحسين، وغرفة الاجتماعات، ومكتب وغرفة إقامة إمام المسجد، إلى جانب تطوير مسار الزيارات للمقام بالنسبة للرجال والسيدات، بحيث يتم تسهيل الحركة وعدم حدوث تكدس أمام وداخل المقام.
وكان الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، استعرض مخطط تطوير المنطقة المحيطة بمسجد الحسين، وأبدى اهتماما شديدا بهذا الملف، مشيرا إلى أن هناك عدة تصورات حالية لتطوير المنطقة، وسيتم عقد اجتماع موسع لمناقشتها، والاستقرار على مخطط تطوير نهائى وبدء التنفيذ على الفور.
واستمع رئيس الوزراء لشرح تفصيلى من جانب المسئولين، حول الوضع الحالى للمسجد والأجزاء المعمارية المتهالكة، ونُظم الإنارة الداخلية وأماكن الوضوء، وكذا الساحة الخارجية للمسجد بوضعها الحالي، وعقب ذلك تم استعراض عناصر ومقترحات خطة التطوير للمسجد وساحته الخارجية.
وأكد أن وجود قيادة سياسية تعى وتقدر أهمية تطوير القاهرة التاريخية يمثل فرصة سانحة لأن تستعيد القاهرة رونقها وتنتعش مكانتها كإحدى أهم مدن العالم الإسلامي، وهو ما تعمل الدولة عليه فى الوقت الراهن، لاسيما فى ضوء العائد السياحى المتوقع بعد اكتمال عمليات التطوير الجارى تنفيذها.
وحضر اجتماع بحث تطوير المسجد وزيرى الأوقاف والتنمية المحلية، واللواء خالد عبد العال، محافظ القاهرة، والدكتور صالح عباس، وكيل الأزهر، واللواء إيهاب الفار، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، واللواء محمد منصور، مدير أمن القاهرة، ومسئولى بعض الجهات المعنية.