المدينة المعجزة.."أكاموسا" من مزبلة إلى مقر إقامة البابا فرنسيس خلال زيارته لمدغشقر.. قس كاثوليكى يتحدى الفقر ويحقق حلم الحياة الأفضل لآلاف التعساء.. ويؤكد: السر ليس فى المال ولكن فى إرادة المواطنين (

يبدو أن زيارة البابا فرنسيس إلى دولة مدغشقر، والتى سيقوم بها فى الفترة بين يومى 6 و8 سبتمبر الجارى، ساهمت إلى حد كبير فى إبراز المعجزة التى تحققت على يد أحد رجال الكنيسة الكاثوليكية فى الدولة الفقيرة، حيث نجح فى تغيير مصير مدينة بأكملها كانت مدفونة بين النفايات، لتتحول إلى منطقة آدمية، يمكن للبشر أن يسكنوا فيها بعد عقود من الإهمال. ولعل العواقب الاقتصادية التى تعيشها الدولة الفقيرة تمثل أحد أبرز التحديات التى تواجهها لتحقيق التنمية المتوقعة، خاصة وأنها مازالت تعيش تداعيات الأزمة المالية العالمية التى ضربت العالم منذ أكثر من عقد من الزمان، ولكن يبقى مشروع القس الأرجنتينى بيدرو، علامة فارقة ودليلا بارزا على إمكانية انتشال الدولة بأكملها من حالة الفقر التى تعانيه. ويعد السبب الرئيسى فى بروز المشروع فى الآونة الأخيرة هو أن منطقة "أكاموسا" على أطراف العاصمةأنتاناناريفو،والتى كانت مقرا للنفايات، تحولت لتكون المكان الذى يستضيف رأس الكنيسة الكاثوليكية خلال زيارته الهامة لمدغشقر فى الأيام القادمة، حيث سيقيم بها خلال تواجده. ولكن يبقى التساؤل ما هى قصة "المدينة المعجزة"؟ المدينة كانت مصدرا للأوبئة والأمراض، بينما كان يسكنها حفنة من الحفاة والتعساء، الذين كانوا يتنافسون مع الجرذان والخنازير للحصول على بقايا الأطعمة المتواجدة فى أكوام القمامة التى تغطى المدينة، حيث كانت الحياة هناك لا تتسم بأى قدر من الآدمية، عندما جاء بيدرو إلى الدولة الإفريقية فى عام 1989 ربما لتصبح تلك المدينة من سببا لنفور ملايين البشر إلى مصدر إلهام له عبر تحويلها من مجرد "مزبلة" إلى ما يمكننا تسميته بـ"جنة" مدغشقر الجديدة. يقول بيدرو، فى تصريحات أبرزها موقع منظمة "أكاموسا"، والتى اتخذت نفس اسم المنطقة، والتى أسسها بعد وصوله إلى مدغشقر، إن الطاقة الحقيقية للإلهام كانت فى هؤلاء التعساء، والذين ذهب فى الأساس ليقدم لهم الخدمة الدينية، حيث وجد فيهم المواهب المتنوعة والمختلفة، والتى كانت لا تحتاج لشىء سوى لشخص يمكن أن يتبناها. المدينة تحولت بيد سكانها إلى مجموعة من الشوارع المرصوفة بالحصى، حيث تم بناء أكثر من 4 آلاف منزل، زينتها رسومات مبهرة بألوان زاهية، وبجوارها توجد المستشفيات والمدارس والمكتبات ودور الحضانة، ومراكز رياضية للشباب. يصف بيدرو، والمرشح للفوز بجائزة نوبل للسلام، تجربته بأنها حالة "تمرد من أجل الحب"، كان يحمل من خلالها هدفا رئيسيا وهو أن يدرك سكان المدينة قدرتهم على تغيير حياتهم التعيسة إلى نجاح، عبر الوسائل السلمية بعيدا عن الصراعات التى تهيمن على العديد من المناطق حول العالم بسبب الفقر وسوء الأحوال المعيشية. ويبدو أن المال ليس عائقا كبيرا أمام تحقيق حلم الحياة لسكان تلك المدينة، حيث يرى القس الكاثوليكى أن السر الحقيقى وراء النجاح الباهر الذى تحقق ليس المال، ولكن رغبة سكان المدينة فى تحقيق حياة أفضل، موضحا أن المال ربما كان يمكن توفيره من قبل مؤسسات أو شركات، دون أن تقدم الدعم المعنوى والقيادة الهادفة لتنظيم الجهود ووضع الأهداف، وبالتالى لم يكن ليتحقق النجاح المنشود. وأضاف أن السبب الرئيسى فيما تحقق هو إيمان سكان المدينة فى القدرة على تحقيق حياة أخرى أفضل من الحياة الأولى، موضحا أن المؤسسة التى أنشأها لخدمة المدينة تتطلع لتحقيق التضامن والتقدم.


































الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;