يبدوا أن للفساد عنوان ، وللجرائم المتنوعة وطن.. فقد اعتادت إمارة قطر فى السنوات الأخيرة ارتكاب مخالفات عدة لا تقتصر على دعم وتمويل الإرهاب داخل دول الجوار، ولا تقف عند حد الرشاوى العابرة للحدود بهدف تجميل صورة الدوحة فى الغرب.
اللافت ، وبحسب تقارير غربية عدة أن أسرة تميم بن حمد أمير قطر، تمتلك سجلاً حافلاً من الجرائم، بجانب العراب الأكبر للمؤامرات القطرية حمد بن جاسم وزير خارجية قطر السابق، وأبرزها الجريمة التى ارتكبها مطلع العام الحالى محمد بن حمد، شقيق تميم بن حمد، الذى تورط فى اختراق الإيميلات الخاصة بشخصيات أمريكية مشهورة، وسياسيين أمريكيين، مما دفع بعضهم لرفع دعوى قضائية ضد شقيق تميم بن حمد أمام القضاء الأمريكى.
فى ذات الإطار عرضت قناة "مباشر قطر"، تقريرا يكشف مراحل حياة الشيخة موزة والدة أمير قطر الحالى، تميم بن حمد وزوجة الأمير السابق، منذ طفولتها عندما تم مطاردة عائلتها من قبل "آل ثانى"، نظراً لمعارضتهم نظام الحكم، مروراً بتعليمها فى مصر، ومن ثم العودة مرة أخرى إلى قطر وعقد صفقة زواجها التى تمت على خلفية سياسية تقضى بـ"المصاهرة مقابل التخلى عن المعارضة".
ومن الشقيق إلى الوالدة ، لا يقف الفساد ، حيث أشار التقرير إلى أن الشيخة موزة، ولدت فى صيف عام 1959، وبعد أن بلغت سن الخامسة، قدمت إلى مصر وحصلت على تعليمها الأساسى، وعندما بلغت الـ15 غادرت إلى الكويت، ومن ثم إلى قطر وتزوجت وهى فى سن الـ18.
وأكد التقرير أن موزة قررت أن تكون السيدة الأولى فى قصر الحكم، فعمدت إلى حياكة المخططات والمؤامرات ودفعت للتخلص من منافسيها، حتى دفعت زوجها إلى الانقلاب على أبيه وتولى مقاليد الأمور فى البلاد.
جريمة أخرى تورطت فيها شقيقة تميم بن حمد "المياسة بن حمد" وكشفتها فى وقت سابق موقع قطريليكس التابع للمعارضة القطرية، الذى أوضح أن شقيقة الأمير القطرى استغلت رئاستها لمجلس أمناء هيئة المتاحف لإخفاء نشاطها الإجرامى، فى سرقة الآثار، وأن "المياسة" تدمر البلاد، وتتكفل هى بسرقة التاريخ، وأنها وسعت شبكة إرهاب العائلة بالمتاجرة فى آثار دول خربوها، حيث تخصصت فى سرقة آثار سوريا والعراق بالتعاون مع داعش، مؤكدا أن نشاط المياسة بن حمد الثقافى واجهة لعمليات مريبة، واتهمها موقع "مودرن دبلوماسى" الأوروبى بغسيل الأموال، حيث فضح التقرير انخراطها فى أعمال مشبوهة لسرقة آثار دول بعينها، وأنها تنتهك حقوق العمال المشاركين فى بناء منشآت ثقافية، وأنها قدمت رشاوى لإنجاح مرشح قطر فى انتخابات "اليونسكو".
والمياسة أيضا رئيس هيئة متاحف قطر، التى أسست مشاريع ثقافية فى ظاهرها مثل متحف الفن الإسلامى فى الدوحة، وهى واحدة من العديد من المشاريع التى تم بناؤها على يد العمال المهاجرين الأجانب الذين يعملون بـ"السخرة" وبأجور متدنية وفى ظروف عمل سيئة داخل قطر.
وقد سمحت ثروات عائلتها المذهلة بالحصول خدمات المهندسين المعماريين المشاهير مثل النجم الفرنسى جان نوفيل الذى صمم المتحف الوطنى القطرى الذى سيتم افتتاحه بتكلفة 434 مليون دولار، فضلا عن رعاية معارض الفنانين الأوروبيين المشهورين مثل داميان هيرست.
وذكرت تقارير غربية، أن المليارات التى استثمرتها قطر فى الفن والثقافة على مدار السنوات الماضية لم تنفى عنها تهم سرقة الآثار، وأن تلك المشاريع الثقافية لم تقنع زملائها الدول الأعضاء فى اليونسكو بأنها مستعدة لقيادة المنظمة الثقافية الرائدة ، كما أنها لا تكفى لغسل رائحة التهم بشأن علاقاتها بالجماعات والأنظمة المتطرفة.
وفتح نشطاء خليجيون، النار على الشيخة موزة، فسعيد الشامسى، الناشط الإماراتى، شن هجوما عنيفا على والدة تميم بن حمد، عندما أكد فى تغريدة له عبر حسابه الشخصى على "تويتر"، أن الشيخة موزة أصبحت لعب ولهو لرؤساء دول العالم والمصيبة أن زوجها حمد بن خليفة أمير قطر السابق ليس غاضبا من هذا الأمر.
وفى إطار متصل، شن الناشط الخليجى، حمد سويد، هجوما عنيفا على الشيخة موزة قائلا فى تغريدة له عبر حسابه الشخصى على "تويتر": إن الديمقراطية القطرية من أعجب الديمقراطيات ترأس الشيخة موزة تنظيم الديمقراطية العربية وشعاره "ديمقراطية فى كل البلاد العربية ماعدا قطر"، وأعضاء مجلس الإدارة الإخوانى الشيخ القرضاوى، والشيوعى عزمى بشارة، والعلمانى سعد الدين إبراهيم، أى ديمقراطية ينتجها إخوانى وشيوعى وعلمانى هزلت.