تسعى روسيا لاختبار أحدث الأنظمة والمعدات العسكرية الخاصة بها فى سوريا، حيث استخدم العسكريون الروس فى الحملة السورية الإنترنت العسكرى السريع ومنظومات الاتصال الرقمى من الجيل الأخير، صرح بذلك لوكالة "تاس" الروسية مصدر فى شركة "سوزفيزدى" بصفتها فرعا من شركة "الأجهزة الدقيقة" الموحدة، مشيراً إلى أن أجهزة الاتصال من الجيل الجديد قد خضعت للاختبار فى ظروف تنفيذ العمليات الحربية الحقيقية، وقد استخدمت بصورة خاصة المنظومتين التكتيكيتين للاتصال الرقمى "آر - 169" و"بى 380 كيه".
وحسب المصدر فإن تلك الأجهزة تمكن الوحدات من العمل داخل حقل معلوماتى موحد وتنظيم شبكة الإنترنت العسكرى السريع جدا.
وأشار المصدر إلى أن كل المنظومات الحديثة تتفق والشروط والمتطلبات التى يطرحها جيش عصرى.
وكانت وسائل الإعلام الروسية قد أفادت فى وقت سابق ببدء عملية تزويد وحدات الجيش الروسى بمنظومتى "آر - 169" و"بى 380 كيه" الحديثتين للاتصال الرقمى فى خريف عام 2015، مضيفة أن مثل هذه المنظومات تسمح بتشكيل شبكة معلوماتية واحدة لميدان المعركة (الإنترنت العسكرى)، ناهيك عن تشغيل نظام اتصال عبر الفيديو، ويتكامل كل ذلك مع نظام موحد للقيادة الأوتوماتيكية التكتيكية.
كما تعمل روسيا على استخدام أنظمة الحرب الإلكترونية التى أثبتت فعاليتها العالية خلال العملية الجوية الروسية فى سوريا، حيث اختبرت موسكو أنظمة جديدة فى التشويش والحرب الإلكترونية، وأثبت الواقع العملى فعاليتها الميدانية العالية.
وقالت شركة روس تيخ الروسية إنه جرى الحديث كثيرا فى السابق عن إنجازات الطائرات والصواريخ الحربية الروسية فى سوريا لكن لأسباب معروفة لم يثار الحديث عن حرب أخرى خفية جرت فى الأجواء السورية، لقد جرت هذه المواجهة بين أكثر النماذج حداثة من أنظمة الحرب الإلكترونية الروسية، ومع نفس النماذج الأمريكية والإسرائيلية والتركية، على سبيل المثال فى نهاية العام الماضى وردت معلومات حول قيام تركيا بوضع نظامها الجديد للتشويش الإلكترونى "كورال"، فى المنطقة الحدودية مع سوريا، وقيل حين ذاك إنه سيعطل فعالية منظومة الدفاع الجوى الصاروخية الروسية "S-400 تريومف" التى تحمى قاعدة حميميم، لكن قدرة المنظومة التركية ليست بالسيئة لكن فيما يتعلق C-400 هناك مبالغة واضحة.
وأفاد موقع Flightradar24 فى الإنترنت (يقوم بمتابعة كل الرحلات الجوية فى جميع أنحاء العالم فى الوقت الحقيقى) بأن روسيا نقلت إلى قاعدة حميميم فى نهاية فبراير أحدث طائرة استطلاع روسية "TU-214R"، وهذه الطائرة مزودة بمعدات وأجهزة استطلاع إلكترونية شعاعية وأجهزة للتشويش والكبح الإلكترونى، وهى قادرة على اعتراض وكبح مجموعة واسعة من إشارات الراديو من الهواتف المحمولة، حتى الطائرات والرادارات الأرضية وأنظمة الحرب الإلكترونية.
وفقا للخبراء فهذه الطائرة قدمت إلى سوريا لمراقبة تنقل الإرهابيين وتحديد مواقعهم خلال فترة وقف إطلاق النار وهكذا سيتم خلال ظروف القتال اختبار معدات هذه الطائرة التى دخلت لتوها نطاق الخدمة القتالية فى الجيش الروسى.
بعد إسقاط الأتراك للقاذفة الروسية فى أجواء سوريا، سلمت الشركة الروسية المذكورة أعلاه لوزارة الدفاع معدات إلكترونية تعلق على طائرات "سو-34"، ما يسمح خلال عدة دقائق بكبح فعال للأنظمة الإلكترونية وأنظمة الصواريخ المضادة للطائرات وطائرات الإنذار المبكر من نوع أواكس، كما تعمى هذه المنظومة "الصواريخ والرادارات" وتجعل الطائرات الروسية صعبة المنال.