تمتلك مصر بيئة جيولوجية حاضنة لمعدن الذهب الأصفر، تمتد من رأس غارب حتى جنوب مصر، وكذلك جنوب سيناء، والذى يتواجد به نحو 9 مواقع للذهب وأيضًا منطقة العوينات غربًا، حيث أثبتت آلاف العينات وجود الذهب فى مصر.
كما أن خير شاهد على ذلك اقتران تسجيل التاريخ فى عصر الحضارة الفرعونية بالذهب، وتشهد بردية خريطة منجم "الفواخير" المحفوظة بمتحف تورين بإيطاليا على تطور وازدهار صناعة تعدين الذهب فى عصر الفراعنة، كما يعد نموذج منجم السكرى الناجح خير دليل، والذى أثبت أن ذهب مصر يقع فى الأعماق وليس على السطح فقط، وتتجه حاليا أنظار المستثمرين نحو مصر من أجل التنقيب والبحث عن الذهب خاصة بعد صدور قانون التعدين الجديد، والذى نص على العديد من الضمانات للمستثمرين الجادين فى مجال التعدين.
ومن جانبه، قال مصدر مسئول بقطاع البترول والثروة المعدنية، إنه بمجرد الانتهاء من وضع اللائحة التنفيذية لقانون التعدين الجديد سيتم طرح عدة مواقع للتنقيب عن الذهب، وذلك حتى يكون هناك وضوح لشكل الاتفاقية المبرمة مع المستثمرين .
وأضاف المصدر، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أن معظم المواقع التى يجرى طرحها خلال الفترة المقبلة تقع فى وسط وجنوب الصحراء الشرقية، متوقعًا طرح تلك المواقع خلال عام 2020 .
وأشار المصدر، إلى الانتهاء من وضع خريطة مواقع الذهب الجديدة استعدادًا لطرحها بعد الانتهاء من اللائحة التنفيذية لقانون التعدين الجديد، قائلا "الذهب موجود وبكميات اقتصادية".
يذكر أن وزارة البترول والثروة المعدنية تتبنى استراتيجية لتهيئة مناخ جاذب للاستثمار الأجنبى فى مجال التنقيب عن الثروات المعدنية، لتعظيم الاستفادة منها والعمل على تعظيم القيمة المضافة والعائد من الثروات المعدنية، كما أنها تستهدف تشجيع الاستثمار فى إقامة مشروعات تصنيع الثروات المعدنية وتحويلها إلى منتجات نهائية لزيادة القيمة المضافة بما يتوافق مع استراتيجية الاستغلال الاقتصادى الأمثل للثروات المعدنية .
وتتضمن أهم مواقع الذهب فى مصر منجم السكرى والذى يُصَنّف بأنه ثالث أكبر منجم للذهب فى العالم، ويصل حجم احتياطى المنجم إلى 500 ألف أوقية فى العام الواحد لمدة 25 عاما، وأيضا منطقة حمش والتى تعد من أكثر المناطق الواعدة لإنتاج الذهب فى الصحراء الشرقية، وتديره شركة حمش لإنتاج الذهب، ويعود تاريخ إنتاج أول سبيكة تجريبية من هذا المنجم إلى عام 2007.
أما المثلث الذهبى فيقع على مساحة 250 ألف متر بين مدينتى سفاجا والقصير بمحافظة البحر الأحمر، وتنتظر وضعها على خارطة الاستثمار فى الفترة المقبلة، وكذلك حلايب وشلاتين تعد أحد المناطق الواعدة لإنتاج الذهب، وتدير شركة شلاتين الوطنية خمس مناطق، منها 4 مناطق بحلايب وشلاتين ومنطقة بمحافظة أسوان.
وفيما يتعلق بمنطقتى وادى كريم ووادى حوضين فقد بدأت شركة ثانى دبى الإمارات للموارد الطبيعية والتعدين عمليات التنقيب عن الذهب فى المنطقتين بالصحراء الشرقية عام 2007، طبقا لاتفاقيتها الموقعة مع هيئة الثروة المعدنية، وتنازلت عن منطقة وادى كريم عام 2016.
وعلى الجانب الأخر، فهناك منطقتا فطيرى وأبو مروات، والتى تبلغ المساحة الإجمالية لهاتين المنطقتين نحو 1370 كيلو مترا مربعا بالصحراء الشرقية، وتدير شركة ألكسندر نوبيا الكندية عمليات التنقيب عن الذهب هناك، بالقرب من منطقة المثلث الذهبى، ضمن اتفاقية مزايدات 2007.
وتعمل فى مصر حاليًا شركتان لإنتاج الذهب، هما سنتامين الاسترالية فى منجم السكرى، وشركة ماتزهولدنج القبرصية والتى تعمل فى منجم حمش، بالإضافة إلى شركتين للبحث والتنقيب عن الذهب، هما "آتون ميننج" الكندية، و"ثانى دبى" الإماراتية.
وكانت هيئة الثروة المعدنية قد طرحت خلال عام 2017، مزايدة عالمية للتنقيب عن الذهب فى 5 مناطق داخل الصحراء الشرقية، وهى مناطق أم الروس، وأم سمرة، وبوكارى، بالإضافة إلى منطقة أم عود وحنجلية، بالإضافة إلى موقع بمدينة دهب بمحافظة جنوب سيناء، وشملت نتيجة المزايدة ترسية منطقتى بوكارى وأم سمرة على شركة "ريسوليوت مصر ليمتد"، ومنطقة أم الروس على شركة "فيرتاس مايننج ليمتد" الإنجليزية، ومنطقة أم عود وحنجلية على شركة غاز الشرق المصرية، ومنطقة دهب على شركة "غسان سبان" الإسبانية للاستثمارات.