دائما ما يستغل التيار السلفى، يوم عاشوراء، لمحاولة تشويه التيار الصوفى، والهجوم على الفعاليات التى ينظمونها خلال هذا اليوم، وهو ما يشير إلى تاريخ العداء بين الطرق الصوفية والشيوخ السلفيين والتى تصل فى بعد الأحيان إلى تكفير هذا التيار السلفى المتشدد للصوفيين.
تكرار تلك المعركة فى كل عام يؤكد ضرورة أن تتدخل الجهات الدينية الرسمية لوقف المعركة التى تنشب بين الطرفين ووصف كل مهما للآخر بأنه من أهل الضلال، خاصة فى ظل الدعوات بسرعة الانتهاء من مشروع تجديد الخطاب الدينى، وهو ما يتطلب من الأزهر مواجهة هذه المعارك المتجددة بين الصوفيين والسلفيين فى يوم عاشوراء.
أبرز طرق الهجوم التى يتبعها التيار السلفى ضد الصوفيين كان اعتبار مدحت أبو الدهب، القيادى السلفى الفعاليات التى ينظمها الصوفيين بأنها أفلام هندية، واصفا تلك الفعاليات بالشرك، حيث قال حينها مدحت أبو الدهب، مهاجما الطرق الصوفية، حيث قال فى تصريحات له عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك"، هذه الأفلام الهندية متعرفش تعمل كده إيه هذه المصايب، الله يشفيكم ويتوب علينا وعليكم لا أعرف تعريفا للشرك والنصب أكثر مما قيل.
من أبرز من هاجموا الطرق الصوفية كان الشيخ ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية الذى قال عنهم: "فئة ضالة مشركة عاصية لله باتفاق المسلمين، وإذا قامت عليهم الحجة وجب قتلهم كقتل أمثاله من المشركين، ولا يدفنون في مقابر المسلمين، ولا يصلى عليهم".
الشيخ أبو إسحاق الحوينى الداعية السلفى أيضا كان من أبرز من هاجموا الطرق الصوفية حيث قال عنهم:" أهل التصوف والصوفية وطرقهم المتعددة بأنهم أهل ضلال، وعليهم عدد من الشبهات منها التبرك بالصالحين من الموتى وكذا الرقص في الموالد وغيره من الأمور التي تعد شركيات".
الداعية السلفى حسين مطاوع كان أيضا أحد أبرز السلفيين الذين يهاجمون الطرق الصوفية، حيث شن فى وقت سابق هجومًا عنيفًا على الطرق الصوفية، واتهمهم بأنهم مبتدعون قائلاً: على غرار لست إخوانيًا ولكنى أحبهم، خرج من يقول لست صوفيًا ولكنى أحبهم، فمن قال إنه ليس إخوانيًا ولكنه يحبهم فلأن منهجهم التكفيرى الخارجى يشفى صدره ويوافق هواه لاسيما تكفيرهم لولاة أمور المسلمين وحربهم عليهم، كذلك من قال لست صوفيًا ولكنى أحبهم فلأن منهج التصوف المليء بالبدع والخرافات والشركيات ومحاربة أئمة السلف (وهذه ضع تحتها ألف خط) يشفى صدره أيضًا !
الطريقة الشبراوية والتى تعد ثانى أكبر الطرق الصوفية فى مصر بعد الطريقة الشاذلية، ويقدر أعداد أعضائها بالآلاف، ردت على الاتهامات السلفية لها، حيث أشار الشيخ عبد الخالق الشبراوي، شيخ الطريقة الشبراوية الصوفية، إلى أن السلفيين يسيرون على نفس نهج الإخوان وترويج الأفكار المنحرفة والخاطئة من أجل الحصول على مصلحتهم فقط على حساب أى شيء، موضحًا أن هجوم السلفية المعتاد على الصوفية، هو تأكيد على محاربتهم للفكر الوسطى وكل الأفكار المعتدلة .
وأوضح شيخ الطريقة الشبراوية الصوفية، أن التيار السلفى يمثل خطرًا كبيرًا على المجتمع، خاصة مع استخدام هذا التيار السلفى المساجد من أجل مصلحته الشخصية، وهو ما يقوم به حاليًا من استخدام للمساجد والتواجد من أجل انتشار أفكاره المتطرفة التى يسعى إليها لاستقطاب شباب له، وهو ما يتطلب بأن يكون هناك متابعة على المساجد خاصة الزوايا الصغيرة التى تتواجد بها هذه التيارات ومشايخ السلفية بكثافة .