بمناسبة اليوم العالمى للانتحار.. منظمة الصحة العالمية: كل 40 ثانية ينتحر شخص.. وتؤكد: المبيدات والشنق والأسلحة النارية أهم الطرق.. ويعتبر ثانى سبب للوفاة للفتيات والثالث للرجال

بمناسبة اليوم العالمى لمنع الانتحار الموافق يوم 10 سبتمبر من كل عام، أطلقت منظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الشركاء العالميين، والاتحاد العالمى للصحة العقلية، والرابطة الدولية للوقاية من الانتحار، حملة وذلك بالتزامن مع اليوم العالمى للصحة العقلية، الموافق 10 سبتمبر، الذى ينصب تركيزه على الوقاية من الانتحار هذا العام، كما تقوم الرابطة الدولية لمنع الانتحار بتنظيم الاحتفال باليوم العالمى، والغرض من هذا اليوم هو إذكاء الوعى بإمكانية منع الانتحار، وتشارك منظمة الصحة العالمية فى رعاية ذلك اليوم. وقد تم إبلاغ الرابطة الدولية لمنع الانتحار فى الأعوام الماضية بتنفيذ أكثر من 300 نشاط فى نحو 70 بلداً، وشملت تلك الأنشطة فعاليات تثقيفية وتذكارية، وإحاطات ومؤتمرات صحفية، وحملات عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وقالت المنظمة: ينتحر ما يقارب 800 ألف شخص كل عام، ومقابل كل حالة انتحار هناك الكثير من الناس الذين يحاولون الانتحار كل عام، وتمثل محاولة الانتحار السابقة أهم عامل خطر لعموم السكان. الانتحار ثانى سبب للوفاة فى سن من 15 إلى 29 يعتبر الانتحار ثانى أهم سبب للوفاة بين من تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاما، تستأثر البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل بنحو 79% من حالات الانتحار فى العالم. أهم وسائل وطرق الانتحار المنتشرة عالميا يعتبر ابتلاع المبيدات، والشنق، والأسلحة النارية، من بين الأساليب الأكثر شيوعا للانتحار على مستوى العالم. تمثل كل حالة انتحار مأساة تؤثر على الأسر والمجتمعات والبلدان بأكملها، بما تحدثه من آثار طويلة الأمد على من تركوهم وراءهم، يحدث الانتحار فى مختلف مراحل العمر، وقد سجل ثانى أهم سبب للوفيات بين من تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاماً على الصعيد العالمى فى عام 2016. 79% من حالات الانتحار تحدث فى البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل الانتحار لا يحدث فى البلدان المرتفعة الدخل فحسب، بل هو ظاهرة عالمية فى جميع أقاليم العالم، وفى حقيقة الأمر إن أكثر من 79% من حالات الانتحار العالمية فى عام 2016 حدثت فى البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. ويمثل الانتحار مشكلة خطيرة للصحة العمومية، ولضمان فعالية الاستجابة الوطنية يتعين توفير إستراتيجية شاملة متعددة القطاعات للوقاية من الانتحار. من هم المعرضون للخطر؟ على الرغم من أن العلاقة بين الانتحار والاضطرابات النفسية، خاصة الاكتئاب والاضطرابات الناجمة عن تعاطى الكحول، معلومة تماما فى البلدان المرتفعة الدخل، إلا أن هناك العديد من حالات الانتحار التى تحدث فجأة فى لحظات الأزمة نتيجة انهيار القدرة على التعامل مع ضغوط الحياة، مثل المشاكل المالية، أو انهيار علاقة ما أو غيرها من الآلآم والأمراض المزمنة. بالإضافة إلى ذلك تقترن النزاعات، والكوارث، والعنف، وسوء المعاملة، أو الفقدان، والشعور بالعزلة بقوة بالسلوك الانتحارى، وترتفع معدلات الانتحار كذلك بين الفئات المستضعفة التى تعانى من التمييز مثل اللاجئين والمهاجرين، والسحاقيات، والمثليين، والمخنثين والمتحولين جنسيا، وثنائيى الجنس، والسجناء، وتعتبر محاولة الانتحار السابقة أقوى عامل خطر للانتحار. طرق الانتحار يقدر أن حوالى 20% من حالات الانتحار العالمية تنجم عن التسمم الذاتى بالمبيدات، والتى يقع معظمها فى المناطق الزراعية الريفية فى البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، ويعتبر الشنق والأسلحة النارية من الطرق الأخرى الشائعة للانتحار. إن معرفة أكثر طرق الانتحار شيوعا من الأمور المهمة فى وضع الاستراتيجيات التى أثبتت فعاليتها فى الوقاية من الانتحار مثل تقييد الوصول إلى وسائل الانتحار. الوقاية والمكافحة يعتبر الانتحار من الأمور التى يمكن الوقاية منها، فهناك عدد من التدابير التى يمكن اتخاذها على مستوى السكان، والمستويات الفردية لمنع الانتحار ومحاولات الانتحار،وتشمل هذه الأمور ما يلي: أولا: الحد من فرص الوصول إلى وسائل الانتحار، مثل مبيدات الآفات، الأسلحة النارية، وبعض الأدوية. ثانيا: إعداد وسائل الإعلام للتقارير بطريقة مسئولة. ثالثا: التدخلات المدرسية رابعا: تطبيق سياسات الكحول للحد من استخدام الكحول على نحو ضار. خامسا: التشخيص والعلاج والرعاية المبكرة للمصابين باضطرابات نفسية، أو الاضطرابات الناجمة عن تعاطى مواد الإدمان والآلام المزمنة والاضطرابات العاطفية الحادة. سادسا: تدريب العاملين الصحيين غير المتخصصين فى تقييم وإدارة السلوك الانتحاري. سابعا: توفير رعاية المتابعة للأشخاص الذين أقدموا على الانتحار وتوفير الدعم المجتمعى لهم. ثامنا: يعتبر الانتحار من القضايا المعقدة، وبالتالى تتطلب جهود الوقاية من الانتحار التنسيق، والتعاون بين العديد من قطاعات المجتمع، بما فى ذلك القطاع الصحى والقطاعات الأخرى مثل التعليم والعمل والزراعة والعدل والقانون، والدفاع، والسياسة، والإعلام، وينبغى أن تكون هذه الجهود شاملة ومتكاملة، حيث أنه لا يمكن لأى نهج أن يؤثر بمفرده على قضية معقدة مثل قضية الانتحار. وصمة العار والمحظورات إن وصمة العار التى تحيط بالاضطرابات النفسية والانتحار تعنى أن كثير ممن يفكرون فى وضع نهاية لحياتهم، أو حاولوا الانتحار سيتعذر عليهم طلب المساعدة، وبالتالى لن يحصلوا على المساعدة التى تمس حاجتهم إليها، إن قضية الوقاية من الانتحار لم تعالج بشكل كاف بسبب ضعف الوعى بالانتحار كمشكلة صحة عمومية رئيسية، ولكونه من المحظورات فى كثير من المجتمعات مما يحول دون مناقشته علنا. وقالت المنظمة، حتى الآن، لم يقم سوى عدد قليل من البلدان بإدراج الوقاية من الانتحار ضمن أولوياتها الصحية، ولم يذكر سوى 38 بلدا فقط وجود استراتيجية وطنية للوقاية من الانتحار. جودة البيانات على الصعيد العالمى هنالك ضعف فى إتاحة البيانات الخاصة بالانتحار والإقدام عليه ونوعية هذه البيانات، فلا يوجد سوى 80 دولة فقط من الدول الأعضاء لديها بيانات جيدة عن تسجيل الأحوال المدنية يمكن استخدامها مباشرة لتقدير معدلات الانتحار، مشكلة ضعف البيانات حول الوفيات لا تقتصر على الانتحار، ولكن نظرا لحساسية الانتحار وعدم شرعية السلوك الانتحارى فى بعض البلدان فمن المرجح أن يكون ضعف الإبلاغ، وسوء التصنيف بالنسبة للانتحار أكبر منه بكثير مع سائر أسباب الوفيات الأخرى. وقالت المنظمة: ينبغى الارتقاء بمستوى رصد الانتحار، ومحاولات الإقدام على الانتحار، لوضع استراتيجيات فعالة للوقاية منه، فالفروق بين البلدان فى أنماط الانتحار، والتغيرات فى معدلات وخصائص وأساليب الانتحار تبرز حاجة كل بلد إلى تحسين شمولية وجودة وتوقيت البيانات المتعلقة به، هذا يشمل تسجيل الأحوال المدنية المتعلقة بالانتحار، وسجلات المستشفيات الخاصة بمحاولات الانتحار والمسوحات الممثلة وطنيا والتى تقوم بجمع المعلومات حول محاولات الانتحار المبلغ عنها ذاتيا. وتقر منظمة الصحة العالمية بالانتحار كأحد قضايا الصحة العمومية التى تحظى بالأولوية، حيث كان أول تقرير لمنظمة الصحة العالمية حول الانتحار بعنوان "الوقاية من الانتحار ضرورة عالمية"، والذى نشر فى عام 2014، يهدف إلى زيادة الوعى بأهمية الانتحار ومحاولات الإقدام عليه من منظور الصحة العمومية، وإلى جعل الوقاية من الانتحار أولوية قصوى على جدول أعمال الصحة العمومية العالمية، كما يهدف التقرير إلى تشجيع البلدان ومساعدتها فى تطوير أو تعزيز استراتيجيات شاملة للوقاية من الانتحار فى سياق نهج متعدد القطاعات. ويعتبر الانتحار من الأمراض التى تحظى بالأولوية فى برنامج منظمة الصحة العالمية للعمل على سد الفجوة فى الصحة النفسية، والذى تم إطلاقه فى عام 2008 ليوفر التوجيه التقنى المسند بالبيانات لرفع مستوى تقديم الخدمات ورعاية الاضطرابات النفسية والعصبية والمتعلقة بتعاطى مواد الإدمان، وقد التزمت الدول الأعضاء فى المنظمة بموجب خطة عمل منظمة الصحة العالمية للصحة النفسية 2013-2020 بالعمل من أجل تحقيق الهدف العالمى المتعلق بخفض معدل الانتحار فى البلدان بنسبة 10% بحلول عام 2020. تعزيز الصحة والسلامة العقلية بحلول عام 2030 من أهداف التنمية المستدامة هو تخفيض الوفيات المبكرة الناجمة عن الأمراض غير السارية بمقدار الثلث، من خلال الوقاية والعلاج، وتعزيز الصحة، والسلامة العقلية بحلول عام 2030. وقال الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: "على الرغم من التقدم، لا يزال شخص يموت كل 40 ثانية من الانتحار"، كل وفاة هى مأساة للعائلة، والأصدقاء والزملاء، ومع ذلك، فإن حالات الانتحار يمكن الوقاية منها. ندعو جميع البلدان إلى دمج الاستراتيجيات التى ثبت نجاحها فى الوقاية من الانتحار فى برامج الصحة والتعليم الوطنية بطريقة مستدامة. وأوضحت المنظمة أن معدل الانتحار أعلى فى البلدان المرتفعة الدخل، والذى يعتبر السبب الرئيسى الثانى للوفاة بين الشباب. وكان معدل الانتحار لعام 2016 هو 10.5 وفاة لكل 100 ألف، غير أن المعدلات تباينت على نطاق واسع بين البلدان من 5 وفيات انتحار لكل 100 ألف، إلى أكثر من 30 حالة لكل 100 ألف، ​كانت البلدان ذات الدخل المرتفع أعلى معدل، حيث بلغ 11.5 لكل 100 ألف، وحوالى 3 أضعاف عدد الرجال الذين يتوفون عن طريق الانتحار فى البلدان ذات الدخل المرتفع، على عكس البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. وأضافت المنظمة: يعتبر السبب الرئيسى الثانى للوفاة بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عامًا، بعد إصابات الطرق، بين المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و19 عامًا، كان الانتحار هو السبب الرئيسى الثانى للوفاة بين الفتيات، والسبب الرئيسى الثالث للوفاة بين الأولاد "بعد إصابات الطرق والعنف بين الأشخاص". أكثر طرق الانتحار شيوعًا هى التسمم الذاتى بالمبيدات، والأسلحة النارية. الحد من حالات الانتحار وقالت المنظمة إن التدخلات الرئيسية التى أظهرت نجاحًا فى الحد من حالات الانتحار هى تقييد الوصول إلى الوسائل، وتثقيف من خلال وسائل الإعلام حول الإبلاغ المسئول عن الانتحار، وتنفيذ برامج بين الشباب لبناء المهارات الحياتية التى تمكنهم من التغلب على ضغوط الحياة، والتعرف المبكر على الأشخاص المعرضين لخطر الانتحار وإدارته ومتابعته، وتنظيم مبيدات الآفات، وهى استراتيجية قليلة الاستخدام لكنها فعالة للغاية. والتدخل لخفض عدد حالات الانتحار، هو تقييد الوصول إلى مبيدات الآفات التى تستخدم للتسمم الذاتى، تعنى السمية العالية للعديد من المبيدات أن محاولات الانتحار هذه تؤدى غالبًا إلى الموت، خاصة فى الحالات التى لا يوجد فيها منشآت طبية قريبة. وأضافت منظمة الصحة العالمية، أن هناك الآن مجموعة متزايدة من الأدلة الدولية التى تشير إلى أن اللوائح التى تحظر استخدام مبيدات الآفات شديدة الخطورة يمكن أن تؤدى إلى تخفيض معدلات الانتحار، إن سريلانكا هى الدولة الأفضل، حيث أدت سلسلة من عمليات الحظر إلى انخفاض عدد حالات الانتحار بنسبة 70 %، فحوالى 93 ألف شخص تم إنقاذهم بين عامى 1995 و2015. كيفية منع الانتحار وأشارت المنظمة إلى أن تسجيل الانتحار فى الوقت المناسب، والمراقبة المنتظمة على المستوى الوطنى أساس الاستراتيجيات الوطنية الفعالة لمنع الانتحار، ومع ذلك، فإن 80 دولة فقط من أصل 183 دولة عضو فى منظمة الصحة العالمية تم تقديم تقديرات لها فى عام 2016، كانت لديها بيانات تسجيل حيوية جيدة النوعية، كانت معظم البلدان التى ليس لديها مثل هذه البيانات منخفضة ومتوسطة الدخل، إن المراقبة الأفضل ستمكن استراتيجيات أكثر فاعلية لمنع الانتحار ورفع تقارير دقيقة عن التقدم المحرز نحو تحقيق الأهداف العالمية.




















الاكثر مشاهده

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

;