أزمة كبرى تسبب فيها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب داخل الدنمارك، وذلك بعدما كشفت تقارير إعلامية دنماركية عن خطة التأمين التى كانت معدة لزيارته التى أقدم على إلغائها، ليتبين أن الشرطة المحلية أنفقت 600 ألف دولار وألغت إجازات ضباط ومسئولين أمنين دون جدوى.
الأزمة بين الدنمارك والرئيس الأمريكى ليست وليدة اللحظة، ففى بداية الشهر الماضى، كشف ترامب عن اعتزامه شراء جزيرة جرينلاند الخاضعة لإدارة الدنمارك، وهو الأمر الذى أثار ردود فعل غاضبة جاءت على لسان مسئولين دنماركيين بمقدمتهم رئيسة الوزراء ميتى فريدريكسن.
وكان موعد زيارة ترامب قبل أن يقدم على إلغائها هو الثانى من سبتمبر الجارى، وقبل أن يقدم الرئيس الأمريكى على قرار الإلغاء، وصف رد فعل فريدريكسن بـ"البغيض"، حيث قال فى تصريحات للصحفيين نهاية أغسطس الماضى: "تصريحات رئيسة وزراء الدنمارك مثيرة للامتعاض.. اعتقد أن تصريح رئيسة الوزراء بأن العرض سخيف، وأن الفكرة سخيفة كان بغيضا".
وأمام حالة الشد والجذب بين الجانبين، طالبت صحف دنماركية بمحاسبة المسئولين عن إهدار المبلغ الخاص بتأمين الزيارة، خاصة وأن الخلافات بين ترامب والدنمارك لم تكن مفاجئة منذ إعلان نيته شراء الجزيرة المثيرة للجدل.
وقالت صحيفة يلاندس بوستن فى تقرير لها الثلاثاء إن الشرطة المحلية أنفقت نحو 600 ألف دولار أمريكى على استعدادات الزيارة المُلغاة للرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى كوبنهاجن.
وكشف تقرير الصحيفة الذى نقلته شبكة بلومبرج الأمريكية، إن ترامب كان قد خطط لزيارة الدنمارك فى الثانى والثالث من شهر سبتمبر الجاري، لكنه ألغى الرحلة بعد اختلافه مع رئيسة الوزراء الدنماركية حول رغبته فى شراء جرينلاند، موضحة المبلغ الذى خسرته الشرطة فى إجراءات تأمين زيارة ترامب يزيد على تكلفة إجازات الضباط التى تم إلغاؤها وتعويضات عن معدات وأدوات الشرطة، وذلك حسب المستندات التى حصلت عليها الصحيفة بناء على طلب بحق الاطلاع على المعلومات الحكومية.
وفى منتصف أغسطس الماضى، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال النقاب عن رغبة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فى شراء جزيرة جرينلاند، وهى جزيرة تبلغ مساحتها 2.2 مليون كيلومتر مربع ، منها 1.7 مليون منها مغطاة بالجليد. وتتمتع بموارد طبيعية كبيرة، مثل الفحم واليورانيوم ، ولكن تستخدم 0.6 في المائة فقط من الأراضي للزراعة.
ويبلغ عدد سكانها حوالي 58 ألف نسمة ، مما يجعلها واحدة من أصغر دول العالم من حيث عدد السكان.
وأثارت رغبة ترامب سخرية العديد من الساسة الدنماركيين ومن بينهم لارس لوك راسموسن ، الذي كان رئيس وزراء البلاد حتى يونيو ، ويشغل الآن منصب زعيم حزب المعارضة، حيث كتب على تويتر: "هذا بالتأكيد مزحة كذبة أبريل.. ولكن فى غير موعدها تمامًا!".