فى الذكرى الـ18 لأحداث 11 سبتمبر، يشهد العالم استمرار العمليات الإرهابية، وخروج عدد من التنظيمات الفرعية فى عدد من الدول، ومازالت الحرب على الإرهاب قائمة، كما يوجد صراع وتوتر بالعالم، وفى سبيل التصدى لهذه الأمور يوجد إنفاق عسكرى كبيرا جدا على حساب الأوضاع الاقتصادية.
وبشأن ما تغير فى العالم بعد أحداث 11 سبتمبر، قال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن ما شهده العالم هو استمرار عمليات الإرهاب وتحول تنظيم القاعدة إلى تنظيمات فرعية متعددة في دول وأقاليم عديدة، وقيام الإدارة الأمريكية بالحرب في مناطق متعددة ولا تزال لمواجهة الإرهاب الذي تمدد بصورة كبيرة عبر شبكة معلوماته وتحركاته.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن أبرز ما شهده العالم أيضا، استمرار حالة الصراعات والتوتر في العالم بصورة كبيرة واستمرار الإنفاق العسكري بصورة كبيرة وانهيار الأوضاع الاقتصادية في بعض الدول الكبري وخاصة أمريكا مقابل تحقيق طفرة كبيرة في الدول الآسيوية، بالإضافة إلى مواجهة النظام الدولي والأمم المتحدة تحديدا خطر الانقسام والفشل في ايجاد حلول لأزمات العالم، بجانب تحول الولايات المتحدة الأمريكية لأكبر دولة في العالم تقود تحالف ضد الإرهاب، ومع ذلك فشلت وخرج "داعش" إلي الوجود بفعل السياسات الامريكية ودعم إسرائيل والحرب علي التنظيم في مواقع عديدة دون انتهائه بالفعل.
وتابع الدكتور طارق فهمى: "الأهم أن من ليس مع أمريكا فهو ضدها، حيث أخذت الإدارة الأمريكية إجراءات غير مسبوقة في الدفاع عن أمنها، ولَم تتعرض منذ أحداث سبتمبر لحدث مشابه، حيث سيستمر الإرهاب في العالم طالما توجد معايير مزدوجة في التعامل السياسي والاستراتيجي، فالعالم الآن بات علي شفا مواجهات من نوع آخر، وتحلل من الاتفاقيات الدولية وهو ما تقوم به أمريكا في الوقت الراهن واتفاقيات ضبط التسلح والمناخ والأسلحة متوسطة الأجل".
فيما قال الدكتور طه على، الباحث السياسى، إن أحداث الحادي عشر من سبتمبر تمثل واحدةً من المحطات المفصلية في تاريخ العلاقات الدولية، فقد كانت السنوات السابقة على تلك الأحداث تمثل مرحلة ضبابية، وخلال تلك المرحلة كانت الولايات المتحدة في حالة بحث عن عدو يخلف الاتحاد السوفيتي ليبرر مساعيها على المسرح الدولي، فجاءت تلك الأحداث ليستقر الأمريكان على ما أسمته لاحقا "الإرهاب الإسلامي"، أو "حركة الجهاد العالمي" ما يعني أن تلك الأحداث كانت الذريعة التي دفعت الولايات المتحدة نحو المزيد من العداء تجاه العالم الإسلامي.
ولفت إلى أن هذه الأحداث مثلت محطةً لا تقل أهمية فيما يتصل برؤية العالم الغربي للإسلام، وعلى الرغم من مزاعم التنظيمات المتطرفة وفي مقدمتها "القاعدة" المتورطة في تلك الأحداث، بأنها جاءت لنصر الإسلام في مواجهة الغرب "الصليبي"، إلا أن ما آلت إليه أوضاع العالم الإسلامي نتيجة لتلك الأحداث، قد ازدادت سوءا، حيث تعددت بؤر التوتر والأزمات.
وأشار الباحث السياسى، إلى أنه في الذكرى الحالية يقف العالم في منطقة أكثر اضطرابا يمتزج فيه الإسلام السياسي مع مساعي الغرب لتوظيفه لتحقيق مصالحه، وهو ما يرتد بدوره ضد مصالح الغرب، سواء في أوروبا أو خارجها.
ومن جانبه يرى النائب عبد الله مبروك، عضو لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب، أن هناك كم من التنظيمات المتطرفة التابعة للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان بأوروبا والتي مثَّلت حاضنة لكافة أعمال العنف والتطرف بالشرق الأوسط وأوروبا على وجه السواء.
وأشار عضو لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب، إلى أن هناك من حاول إقناع النخب الأوروبية بأن يمكن أن يكون البديل الإسلامي للتنظيمات الجهادية، متغافلا حقيقة تاريخية مفادها أن كافة تلك التنظيمات خرجت من عباءة الجماعة الأم حيث تأثر في غالبيتها بالأفكار المتطرفة.