بالصور.. وزير القوى العاملة خلال مؤتمر العمل العربى: تغيرات أوضاع السوق تشعرنا بالقلق.. محمد سعفان: العرب فى حاجة للتلاحم لمواجهة الإرهاب.. ووزير العمل السعودى: ممارسات إسرائيل مخالفة للمواثيق الدولي

انطلقت أعمال الدورة (43) لمؤتمر العمل العربى، بأحد فنادق القاهرة، اليوم السبت، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، بحضور الدكتور مفرج بن سعد الحقبانى وزير العمل بالمملكة العربية السعودية، وفايز المطيرى المدير العام لمنظمة العمل العربية، والدكتور عيسى بن سعد الجفالى النعيمى وزير التنمية الإدارية والعمل والشئون الاجتماعية بدولة قطر، والدكتور محمد بن إبراهيم التويجرى الأمين العام المساعد للشئون الاقتصادية بجامعة الدول العربية، ومحمد سعفان وزير القوى العاملة.

وأبلغ محمد سعفان، وزير القوى العاملة، المشاركين فى أعمال الدورة تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، مؤكداً حرصه الدائم على تقديم ما يحقق النفع للأمة العربية، قائلا، "تمنيات الرئيس وشعب مصر أن يكون المؤتمر لبنة البناء لتعزيز آفاق التعاون فى منظومة العمل المشترك". وأضاف وزير القوى العاملة، فى كلمته نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسى بالجلسة الافتتاحية، "هتكلم كلمة من القلب قبل ما أكمل كلام الورق، بقول لأخى عيسى إنى فى قمة السعادة وأنا وسط إخواتى وأشقائى العرب وهم فى لحظة الخطر بينسوا أى شىء، والدليل أن مصر مرت بحروب كثيرة ولقيت تلاحما عربيا"، مؤكداً أن الأشقاء العرب فى حاجة للتلاحم أكثر من أوقات الحروب لمواجهة الإرهاب الأسود الذى يستهدف هدم الأمة العربية. وأشار وزير القوى العاملة إلى أن ارتفاع معدلات البطالة والفقر رافد من روافد الإرهاب، ويدفع بشبابنا لليأس ويشعرنا بالقلق، خاصة فى ظل متغيرات سوق العمل وكساد الأسواق العربية، ما يتطلب منا جميعا مراجعة أدوارنا، قائلا، "علينا تحقيق آمال وطموحات العمال العرب بسياسة للحوار البناء الذى تنتهجه منظمة العمل العربية، مؤكداً ضرورة توفير فرص العمل لائقة، موضحاً أن الحكومة المصرية وضعت على رأس برنامجها قضايا التشغيل ومحاصرة البطالة وفتح أسواق عالمية جديدة.

وأكد "سعفان"، أن ما يشعرنا بالقلق على مستقبل هذه الأمة التغيرات المتلاحقة فى أوضاع سوق العمل، وتداعيات ذلك على أمن وسلامة المجتمعات العربية، خاصة مع زيادة معدلات البطالة وكساد الأسواق العربية، مشيراً إلى أنه من هذا المنطلق فإن هذه التغيرات تتطلب منا جميعاً مراجعة وتقييماً حقيقياً لمعطياتها لتعظيم إيجابياتها والعمل على تفادى سلبياتها.

وشدد وزير القوى العاملة على أن الحكومة المصرية وضعت على رأس برنامج عملها الوطنى قضايا التشغيل ومحاصرة البطالة وتحقيق العدالة الاجتماعية والتواصل والتعاون العربى، وفتح أسواق عالمية جديدة، مشيراً إلى أن مصر تقدمت خلال اجتماع الدورة (83) لمجلس إدارة المنظمة فى أكتوبر الماضى، بمدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية، بمقترح لتنفيذ مشروع عربى صناعى أو زراعى مشترك فى أية دولة عربية يشارك فيها أبناء الأمة العربية للمساهمة فى خفض نسبة البطالة، معرباً عن تمنياته أن يحظى بقبول الأشقاء العرب وأن يتم تنفيذه فى مصر.

وأشار وزير القوى العاملة إلى تطلع مصر للخروج بنتائج إيجابية من هذه الدورة، من شأنها تحقق آمال وطموحات العمال وأصحاب الأعمال العرب، مؤكداً أن سياسة الحوار البناء التى تنتهجها المنظمة أفضل وسيلة للتواصل ووضع سياسات حقيقية للتنمية المستدامة وتأمين الحماية الاجتماعية لكافة الفئات، وتحقيق الاستقرار فى علاقات العمل، وفتح المجالات أمام التقدم وارتفاع مستوى المعيشة، خاصة للفئات الاجتماعية الضعيفة بأمتنا العربية.

من جانبه أعرب الدكتور مفرج بن سعد الحقبانى، وزير العمل بالمملكة العربية السعودية، عن شكره لمصر، قيادة وحكومة وشعبا، لاستضافتها أعمال الدورة الـ43 لمؤتمر العمل العربى، لافتا إلى أن المؤتمر سيخرج بتوصيات لتعزيز التعاون والعمل بالوطن العربى. وأضاف وزير العمل بالمملكة العربية السعودية، أن نشاط منظمة العمل العربية تميز بمناقشة العديد من الموضوعات المهمة، من بينها تطوير آليات منظمة العمل العربية، وتنمية الموارد فيها، مؤكداً أن مجلس إدارة المنظمة ندد بالممارسات الإسرائيلية المتواصلة على الشعب الفلسطينى، واعتبرها اعتداءً صارخاً مخالفاً للمواثيق الدولية، مطالباً المشاركين بخطاب عربى نتذكر فيه عمال فلسطين ونؤكد خلاله دعمنا لجميع العمال فى الأراضى المحتلة، وبرنامج عملى نقدمه لهؤلاء الأبطال.

وأكد فايز المطيرى، المدير العام لمنظمة العمل العربية، أن مصر العروبة لم تبخل لتقديم الكثير لمنظمتنا، لافتاً إلى رعاية الرئيس السيسى لأعمال الدورة الـ43 لمؤتمر "العمل العربى" يعكس اهتمام القيادة الحكيمة بالعمال وقضاياهم، موضحاً أن انعقاد الدورة وسط تطورات عربية وإقليمية ودولية تفرض على المنطقة العربية تحديات كبيرة على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية.

وأضاف "المطيرى"، "فلسطين العربية المحتلة قضيتنا المحورية، فهى قضية شعب عربى أراد الحرية فواجه انتهاكات الكيان الصهيونى، وأبسط ما نقدمه لهم أن تتضافر جهودنا لدعم دولة فلسطين، وتوفير الدعم اللازم، ودفع عجلة التنمية، وتوفير فرص عمل لائقة لأبناء الشعب الفلسطينى، قائلا، "عام مضى على الدورة الـ42 التى عقدت بالكويت، وتعهدت حينها أمام الله بالعمل، بكل ما أوتيت من قوة، لاستكمال مسيرة الثقة، والعمل لتطوير عمل المنظمة، وحرصت على التواصل مع قيادات وأطراف الإنتاج بالدول العربية"، موضحاً أن استراتيجية المنظمة تسعى لإعلام متطور يدعم البرامج والمشاريع التنموية.

وأشار المدير العام لمنظمة العمل العربية إلى أن تقرير المنظمة لهذا العام جاء تحت عنوان "التحديات التنموية وتطلعات منظمة العمل العربية"، وقدم تقريراً مفصلاً عن أنشطة وإنجازات المنظمة خلال العام، قائلا، "لدى طموح لتطوير صرح منظمة العمل العربية، وتطوير آليات عملها لمواكبة واقع العمل المتطور، خاصة فى ظل التغيرات والتحديات التى يشهدها الوطن العربى".

وأكد "المطيرى" أن الوطن العربى يمر بمرحلة تاريخية، موضحاً أن بعض الدول العربية أنهكتها الصراعات ودول أخرى مرت بمرحلة سياسية فى طريقها للتعافى، ومشكلة البطالة المزمنة هى التى أشعلت فتيل الأزمات فى بلداننا العربية، لافتا إلى أن تقرير المنظمة للعام عرض التحديات التنموية لبيئة العمل بالوطن العربى، وطرح رؤى جديدة لسوق العمل، مؤكدا أنه لا بد من السعى لتحسين التقدم الاقتصادى والتنموى لتلبية احتياجات شبابنا المتطلع لعمل لائق وحياة كريمة"، موضحا أن زيارة خادم الحرمين الشريفين لمصر نقطة تحول مهمة فى إطار التكامل الاقتصادى العربى.

وفى نفس السياق قال الدكتور محمد بن إبراهيم التويجرى، الأمين العام المساعد للشئون الاقتصادية بجامعة الدول العربية، فى رسالة للعمال، "عليكم بالجد والاجتهاد للارتقاء بأمتنا العربية بالعمل، فالعمال يرفعون الأمم".

وطالب الأمين العام المساعد للشئون الاقتصادية بجامعة الدول العربية، خلال كلمته، رجال الأعمال بالاستثمار فى أوطانهم قائلا، "لن ينفعكم إلا أبناؤكم، فاستثمروا فى بلدانكم ولا تنظروا إلى الخارج، ولدينا رجال ونساء وعلماء فى جميع المجالات، والفقر والبطالة معاناة أوطاننا العربية ولابد أن نتحد سويا وننسق فيما بيننا". من جانبه قال الدكتور عيسى بن سعد الجفالى النعيمى، وزير التنمية الإدارية والعمل والشئون الاجتماعية بدولة قطر، وطننا العربى ملىء بخبرات أبنائه وأفكاره وطاقاته البشرية، والتحديات التى تواجه المجتمعات العربية تتطلب تكاتف ومضاعفة الجهود وتفعيل سوق العمل ومشاريع ريادة شبابية ومشروعات صغيرة وتأهيل العاطلين للعمل.

وكان فريق العمال بمؤتمر العمل العربى، فى دورته الـ43 قد عقدوا جلسة عمل إجرائية على هامش فعاليات المؤتمر، تم خلالها اختيار غسان غصن، رئيس الاتحاد العام لعمال لبنان، رئيساً لفريق العمال العرب طوال فترة انعقاد المؤتمر، المنعقد بداية من اليوم وحتى 17 إبريل، كما تم اختيار جبالى المراغى، رئيس اتحاد عمال مصر، نائباً لرئيس المؤتمر عن الفريق، وحيدر إبراهيم، رئيس اتحاد عمال فلسطين، نائب رئيس الفريق. ويمثل الفريق فى اللجنة التنظيمية بالمؤتمر الاتحاد المغربى للشغل، ولجنة الصياغة من السودان، وفى لجنة اعتماد العضوية ممثلا عن اتحاد عمال ليبيا، وممثل الفريق فى اللجنة المالية من اتحاد عمال الجزائر. وترأس وفد مصر فى المؤتمر وزير القوى العاملة محمد سعفان، ويمثل وفد أصحاب الأعمال عن اتحاد الصناعات المصرية سمير حسن علام رئيس لجنة العمل بالاتحاد، والدكتورة فاطمة الرزاز مستشار الاتحاد، ومحمد فكرى عبد الشافى عضو اللجنة. وعن الغرف التجارية الدكتور محمد عطية الفيومى أمين صندوق الاتحاد ورئيس الغرفة التجارية بالقليوبية، والدكتور عبد الستار عشرة مستشار الاتحاد، ومحمد طلعت محمد مدير إدارة المنظمات بالاتحاد، وترأس وفد العمال جبالى محمد جبالى رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، وعضوية محمد وهب الله أمين عام الاتحاد ومحمد سالم أمين الصندوق وحسنى سعد مدير عام الشئون القانونية بالاتحاد، ويأتى انعقاد الدورة وسط تطورات عربية وإقليمية ودولية تفرض على المنطقة العربية تحديات كبيرة على مختلف الأصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية .