قال دونالد ترامب، المرشح الجمهورى المحتمل فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية أن الرئيس باراك أوباما ووزيرة خارجيته السابقة هيلارى كلينتون هما من ابتدعا تنظيم داعش، فى أكثر تصريح من جانبه يربط فيه سياسات الإدارة الأمريكية بصعود التنظيم الإرهابى.
وأشارت شبكة "سى أن إن" الإخبارية إلى أن ترامب لم يقدم أى دليل لما قاله فى مؤتمر انتخابى بولاية ميسيسبى، تحدث فيه أيضا عن التوترات المتصاعدة بين السعودية وإيران وقال إنها تمثل مؤشرات على أن الجمهورية الإسلامية أرادت السيطرة على المملكة، الحليفة القديمة لأمريكا فى الشرق الأوسط.
وقال ترامب "لقد خلقوا داعش، هيلارى كلينتون خلقت داعش مع أوباما".. وفى بداية حديثه قال: "فى طهران، يحرقون السفارة السعودية، هل ترون هذا؟. الآن، ما أرادته إيران أن تسيطر على السعودية، وطالما أرادت هذا، فهم يريدون النفط، وطالما أرادوه".
وألقى ترامب باللوم على الديمقراطيين وأيضا على الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش عند حديث عند الاضطرابات فى الشرق الأوسط، وخص بالذكر قرار بوش غزو العراق عام 2003. وكان ترامب قد كثف فى الأسابيع الأخيرة انتقاداته لهيلارى كلينتون، الأوفر حظا للفوز بترشيح الحزب الديمقراطى، وهاجم أدائها كوزيرة للخارجية فى الفترة الأولى من حكم أوباما.
وسعى ترامب بهذا التصريح إلى ربط كلينتون بالتهديد الإرهابى الأول فى العالم، مستغلا مخاوف الرأى العام الأمريكى من احتمال شن داعش هجوم داخل الولايات المتحدة، لاسيما بعد حادث إطلاق النار فى ولاية كاليفورنيا الشهر الماضى الذى أسفر عن مقتل 14 شخصا، وتبين أن المرأة التى شاركت فيه، تشفين ماليك، كانت مؤيدة لداعش.
داعش.. ورقة هامة فى معركة الانتخابات الأمريكية
ويبدو أن داعش سيكون إحدى الأوراق الانتخابية الهامة التى يلعب بها كلا الطرفين، الديمقراطيين والجمهوريين فى السباق نحو البيت الأبيض فى العام الأهم لتلك المعركة الانتخابية. فقد سبق واتهمت كلينتون ترامب بأنه يساعد فى تجنيد أعضاء جدد لداعش، وقالت فى المناظرة الأخيرة للمتنافسين على الفوز بترشيح الحزب الديمقراطى الشهر الماضى أن ترامب أفضل مجند لداعش. وأضافت أن المتشددين سيذهبون إلى الناس ويعرضون لهم مقاطع الفيديو التى يهين فيها ترامب الإسلام والمسلمين ويستغلونها لتجنيد مزيد من المتطرفين.
وهو ما حدث بالفعل. حيث ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أمس، السبت، أن فرع تنظيم القاعدة فى الصومال نشر فيديو لتجنيد مسلحين فى صفوفه، استغل فيه التصريحات العنصرية المعادية للمسلمين من قبل ترامب، والتى قال فيها إنه يجب منعهم من دخول الولايات المتحدة. وقالت الصحيفة أن الفيديو الذى نشرته حركة الشباب المسلحة هو الأول على ما يبدو الذى يظهر فيه ترامب كمادة لتجنيد المتطرفين.
ترامب فى دعاية المتطرفين
واستخدم الفيديو صورة أنور العولقى، الإمام الأمريكى المتطرف من أصول يمنية الذى قتل فى غارة لطائرة بدون طيار عام 2011، وقال أن الولايات المتحدة تسيطر عليها "كراهية خبيثة" للإسلام، محذرا المسلمين الأمريكيين من سحب كثيفة تتجمع فى آفاقهم.
وتضمن الفيديو تصريحا للعولقى قال فيه "إن أمريكا كانت أرض الاستعباد والتمييز العنصرى والإعدام التعسفى، وغدا ستصبح أرض الاضطهاد الدينى.. وتضمن الفيديو صورة لترامب أمام ملصق كتب عليه شعار حملته الانتخابية "اجعلوا أمريكا عظيمة مرة أخرى". ثم يعاود العولقى الظهور فى الفيديو ليقول "إن الغرب سينقلب فى النهاية على مواطنيه المسلمين وأنه لم يعد هناك سوى خيارين أمام المسلمين هناك إما مغادرة أمريكا والعيش وسط المسلمين أو البقاء هناك والقتال لنصرة الله".