"بنتى محتاجة 50 ألف جنيه عشان تعرف تاكل"، بهذه الكلمات التى خرجت بنبرة مرتعشة وعيون غالبتها الدموع، استغاثت السيدة فوزية عبد الواحد، والدة نسمة، لإنقاذ ابنتها من الموت المحتمل، بسبب عملية "تدبيس معدة" خاطئة نجم عنها عدم قدرة ابنتها على تناول الطعام أو الشراب طوال عام ونصف العام، حسبما قالت.
بدأت القصة منذ عام 2014، عندما عانت نسمة رمضان، 30 عاما، من السمنة عندما وصل وزنها إلى 123 كيلو، ومع فشل فكرة “الدايت” لجأت إلى عملية معروفة طبيًا باسم "تدبيس المعدة"، التى يقوم من خلالها الطبيب بتضييق جدار المعدة جراحيا لاستيعاب كميات أقل من الطعام لإنقاص الوزن، فأجرت العملية عند أحد الأطباء الاستشاريين المشهورين فى هذا المجال، على حد قولها.
وتوضح نسمة فى روايتها لـ"انفراد"، أنها أجرت العملية قبل زواجها بثلاثة أشهر فقط، لافتة إلى أنه طمأنها بعدم وجود أى تأثير سلبى عليها من حيث الزواج أو الإنجاب، مشترطًا أن يكون الإنجاب بعد الجراحة بـ6 شهور على الأقل، فوافقت نسمة على ذلك، وأجلت فكرة الزواج بعد الجراحة تسعة أشهر.
وفوجئت نسمة بعد ذلك، بعدم قدرتها على النهوض من سريرها لمدة شهرين من وقت إجراء العملية الجراحية، ولم تقبل معدتها أى طعام أو شراب، مشيرة إلى أنها كانت تأكل مثل الأطفال الرضع، على حد وصفها، فتوجهت إلى نفس الطبيب الذى أكد لها أن ذلك نتيجة طبيعية للجراحة، وأن أثر ذلك سيزول بعد فترة.
وبعد زواجها استمرت حالة نسمة فى التدهور، حيث لم تستطع أن تتناول الطعام مع زوجها أو تقوم بواجباتها المنزلية، فقررا التوجه لطبيب آخر الذى كشف لها ولزوجها أن العملية ليست “تدبيس”، وإنما تشبه عملية وضع أسمنت لإغلاق المعدة، حسبما قالت، لافتة إلى أنها اكتشفت أنه تم حقنها بمادة تسمى "التيتانيوم".
ثم فوجئت وزوجها بحملها بطفل، بسبب عدم تفريقهما بين أعراض الحمل والآثار السلبية للعملية، فكان من الصعب أن تبقى الطعام فى معدتها فترة طويلة، حيث توفى الجنين بعد 6 أشهر من حملها به، بسبب عدم قدرتها على تناول الطعام وتغذيته.
فيما شبه حازم عبد السلام، زوج نسمة، على ضوء وصف الطبيب له، أن ما حدث لزوجته فى الجراحة بقطعة شاش تم ربطها على المعدة وتركها حتى أصيبت بـ"التيبس" فأصبحت كقطعة الجبس، ما أدى إلى وفاة طفله الأول والذى أسموه محمد تيمنًا بالرسول (صل الله عليه وسلم)، حسبما قال، فأخذه بعد أن خرج من بطن والدته ميتًا ودفنه مباشرةً، بعد حصوله على تقرير المستشفى وإذن الدفن.
ولم تتمالك والدة نسمة دموعها وهى تروى لحظات تناولها الطعام وهى ترى ابنتها لا تستطيع أن تأكل أى شىء: “ازاى ببقى أنا قعدة باكل وبنتى مش عارفة تاكل، ازاى أبقى عايشة وبنتى مش عارفة تعيش"، مختتمة كلامها بألم “حسبى الله ونعم الوكيل.”
وتمنت أن تعود لطبيعتها مرة أخرى، وأن تكون لديها القدرة من جديد لتناول الطعام، وأن تعود أجهزة جسدها للعمل بشكل طبيعى، لافتة إلى أنها أصيبت بضعف فى العصب، حيث لا تستطيع حمل أى شىء إلا وتصاب يديها بالارتعاش، قائلة "أنا دلوقتى عندى 30 سنة، مش عايزة أكتر من بيبى واحد أخلفه وبس".