يبدو أن بريطانيا باتت على موعد مع حياة غير سهلة كما هو معتاد، فبعد تعثر سيناريوهات الخروج البريطانى من الاتحاد الأوروبى، المعروف إعلامياً باسم بريكست، وتزايد التحذيرات من التداعيات الاقتصادية التى ربما تكون خارج قدرة البعض على الاحتمال حال اتمام تلك الخطوة، تسللت حالة من القلق إلى دوائر اقتصادية وشركات وسلاسل مطاعم يتعامل معها المواطن البريطانى بشكل شبه يومى.
وفى تقرير نشرته صحيفة جارديان البريطانية الإثنين فإن أربعة من كل خمس جامعات بريطانية تشعر بالقلق بشأن تأثير الخروج من الاتحاد الأوروبى بدون اتفاق، حيث يبحث قادة الجامعات عن تخزين الإمدادات الرئيسية من مواد كيماوية ومناديل تواليت.
وأظهر مسحا لأعضاء من الجامعات البريطانية يمثلون أكثر من 130 من معاهد التعليم العالى فى البلاد أن 80% منهم يقولون إنهم يشعرون بالقلق جدا أو للغاية بشأن تأثير الخروج بدون اتفاق.
رئيس وزراء بريطانيا
نصف الجامعات غير مستعدة لخروج بدون اتفاق
وفى حين أن أكثر من نصف الجامعات قالت إنها مستهدفة تماما أو للغاية لبريكست بدون صفقة، فإن البقية اعترفوا أنهم مستعدون بشكل بسيط. وقال المسئولون الذين تحدثت إليهم الصحيفة أن أكثر ما يشعرهم بالقلق هو النقص فى المواد الكيماوية والغازات التى يتم استخدامها فى المعامل، بينما يسعى آخرون إلى تخزين المواد مثل الطعام ومناديل التواليت.
وقال أحد نواب المستشارين (نايب المستشار هو الرئيس الفعلى للجامعة فى بريطانيا) إنه لو نفذت منهم المناديل الورقة الخاصة بالمراحيض سيغلقون ويرسلون الجميع لمنازلهم، الأمر بسيط، لكنه استبعد مثل هذا الاحتمال.
وقالت العديد من الجامعات إنها تقوم باستعدادات لتخزين الطعام لتقديمه للطلاب فى أماكن إقامتهم. بينما قالت الجامعات التى لديها مستشفيات تعليمية كجزء من صناديق الخدمة الصحية الوطنية إنها تشعر بالقلق بشان إمدادات الأدوية والمستلزمات الطبية الأخرى وناقشوا خطط الطوارئ مع مورديهم.
كما قالت العديد من الجامعات أنها تشعر بالقلق من الآثار بعيدة المدى لبريكست بدون اتفاق، لاسيما فى تمويل الأبحاث.
دومنيوز بيتزا تخزن المكونات خوفا من البريكست
ودفع الخوف من المجهول الذى يتنظر لندن بعد الخروج، سلسلة محلات البيتزا الشهيرة "دومينوز بيتزا" لرصد 7 ملايين جنيه استرلينى لتخزين المكونات الخاصة بمنتجاتها مثل الصلصة والدقيق والمنتجات القابلة للتخزين مثل التونة واللحوم المصنعة وغيرها.
وقالت صحيفة الجارديان فى تقرير سابق إن دومينوز بيتزا انفقت ذلك المبلغ بالفعل تحسبا لتعطل الإمدادات حال حدوث بريكست بدون اتفاق، ونقلت عن الشركة قولها إن احتمالية نقص المكونات قد زاد منذ آخر تحديث لها فى مارس، حيث تشترى الشركة الدقيق والجبن فى بريطانيا لكنها تحصل على صلصة الطماطم الخاصة بها من البرتغال، وتشمل المكونات الأخرى المستوردة التى تمت إضافتها إلى مخزون الدجاج المجمد وجميع المنتجات طويلة العمر مثل التونة والأناناس.
جونسون
ويعد المستوردون البريطانيون للأغذية القابلة للتلف من أكثر المهددين باحتمال بريكست بدون اتفاق، حيث يعتقد أغلب خبراء التجارة أن الخروج بدون صفقة سيؤدى إلى تأخر على الحدود وزيادة احتمال ارتفاع الأسعار، وأكدت حكومة بوريس جونسون أن بريطانيا ستغادر الاتحاد الأوروبى فى الموعد النهائى المحدد فى 31 أكتوبر باتفاق أو بدونه.
ولا تقتصر الأزمات المحتملة فى حياة البريطانيين مستقبلاً على الحرمان من المناديل الورقية، أو البيتزا المميزة، فالحلويات وبمقدمتها الشيكولاتة فى مقدمة المنتجات المرشحة للحد من حجمها أو جودتها أو زيادة أسعارها بشكل لافت. ففى وقت سابق، أعلنت شركة مونديليز للحلويات تخفيض وزن الشيكولاتة كما تجرى حالياً دراسة لزيادة السعر بنسبة تتراوح ما بين 20% لـ 25% لمواجهة التداعيات المحتملة، بحسب ما نشرته صحيفة الجارديان.
ومن الشركات التى استبقت الأحداث، وبادرت بزيادة السعر بسبب بريكست شركة "فريدو"، حيث أقدمت على هذه الخطوة منتصف 2017.
ورغم وعدها السابق للبريطانيين بـ"ثبات الحجم"، إلا أن هناك توقعات بأن تتخلى شركة "نستله" السويسرية عن التزاماتها ، بعدما قالت فى نهاية 2016 فى بيان لها إن "كيت كات المكونة من 4 ألواح ستظل كما هى ، ولن تنخفض إلى 3"، أو ستقدم على أقل تقدير على رفع سعرها للوفاء بهذا الالتزام أمام جمهورها فى المملكة المتحدة.