بعد مرور أكثر من 15 شهرا على واقعة ضبط السلطات الإيطالية فى ميناء "ساليرنو "حاوية دبلوماسية إيطالية قادمة من ميناء الإسكندرية تحتوى على قطع أثرية مهربة، أمر النائب العام، بسرعة ضبط وإحضار "لاديسلاف أوتكر سكاكال" القنصل الفخرى السابق لدولة إيطاليا بالأقصر الهارب، وإدراجه على النشرة الدولية الحمراء وقوائم ترقب الوصول، وإحالة متهمين آخرين إلى المحاكمة الجنائية.
وتعد قضية الآثار الكبرى من القضايا الهامة التى شغلت الرأى العام خلال عام 2018 والتى كشفت فيها التحقيقات أن القطع الأثرية التى تم تهريبها إلى إيطاليا هى قطع تم العثور عليها عن طريق التنقيب غير الشرعى عن الآثار وبعد استخراجها من المقابر تم نقلها عبر "كونتنر" إلى نابولى بإيطاليا كحقيبة دبلوماسية غير قابلة للتفتيش.
وقال بيان صادر عن مكتب النائب العام اليوم الثلاثاء، إنه بعد انتهاء التحقيقات التى أجرتها النيابة العامة بشأن ضبط السلطات الإيطالية فى ميناء ساليرنو حاوية دبلوماسية إيطالية قادمة من ميناء الإسكندرية تحتوى على 21855 قطعة أثرية تنتمى جميعها للحضارة المصرية بعصورها التاريخية المتعاقبة قرر النائب العام ضبط وإحضار "لاديسلاف أوتكر سكاكال" القنصل الفخرى السابق لدولة إيطاليا بالأقصر الهارب، والذى تبين تورطه فى القضية.
وذكر البيان أنه عقب اتصالات مباشرة بين النائب العام المصرى، والسلطات القضائية الإيطالية المختصة، فى أوائل يوليو 2018، وبناءً على طلب المساعدة القانونية المرسل من النيابة العامة المصرية للنيابة العامة بساليرنو الإيطالية، استردت مصر القطع الأثرية جميعًا.
وأشار البيان إلى أن التحقيقات أسفرت عن أن الإيطالى الجنسية لاديسلاف أوتكر سكاكال القنصل الفخرى السابق لدولة إيطاليا بالأقصر، هو من قام بتهريب القطع الأثرية المضبوطة داخل حاوية دبلوماسية، بالاتفاق مع مسئول شركة الشحن والتغليف، وذلك بغرض الاتجار بها، وكان ذلك بمساعدة آخرين مصريين الجنسية، تم ضبطهم وحبسهم احتياطيًا على ذمة القضية.
وأوضح البيان، أن النيابة العامة أمرت وقتها بتفتيش مسكن المتهم الإيطالى بالقاهرة، تم ضبط العديد من القطع والمقتنيات الأثرية المنتمية للحضارة المصرية، كما تم ضبط قطع أثرية أخرى كان يحوزها داخل خزينة استأجرها بأحد البنوك الخاصة.
وبحسب بيان النائب العام فأن النيابة العامة قررت إحالة بطرس رؤوف غالى شقيق وزير المالية الأسبق يوسف بطرس وآخرين، إلى المحاكمة الجنائية على ذات القضية التى حملت رقم 36 لسنة 2018.
من جانبه قال شعبان عبد الجواد، رئيس إدارة الآثار المستردة بوزارة الآثار، أن وزارة الآثار فور تلقيها إخطار بتهريب القطع الأثرية إلى إيطاليا تم تشكيل لجنة متخصصة لفحص صور القطع المضبوطة، والتأكد من أثريتها وانتمائها للحضارة المصرية القديمة، والتى انتهت إلى صحة الإخطار.
وأضاف فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أنه اتخاذ الإجراءات اللازمة حول استرداد القطع حيث غادرت اللجنة المشكلة فى 26 يونيو 2018 إلى دولة إيطاليا، لإنهاء الإجراءات القانونية اللازمة لعودة القطع الأثرية التى تم ضبطها فى نابولى.
وفى 30 يونيو 2018، تم استرداد القطع الأثرية كاملة والتى تم نقلها عبر مطار القاهرة الجوى، ونقلها إلى إحدى المخازن لإعادة صيانتها والتى تم عرضها فى أحد المتاحف.